النداء الرباني في سورة سبأ موجَّهٌ لأهل اليمن من رب السماوات والأرض، العليم بكل خفايا الكون، الرحيم بعباده المظلومين.. إنها شهادة إلهية خالدة لهذه الأرض المباركة: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}.. وهذا الوصف الإلهي لليمن دون سواها من البلدان، سيبقى حقيقةً ثابتة على مدى الأيّام والسنين.

مهما حاول الخبثاء والعملاء ومرتزِقة الداخل تشويهها أَو النيل منها، تبقى أرضًا طيبة، ويبقى فيها الطيبون من المؤمنين والحكماء والمصلحين.

لذلك، لا ينبغي لنا أن نستسلم لليأس أَو نحزن لما أصابنا من ظلم المستكبرين وحصار المعتدين.

فهذه الأرض التي وصفها الله بالطيبة، تخرج نباتها صالحًا، وتنبت خيرها وفيرًا، ويحرسها رجال مؤمنون لن يخذلوا أبدًا.

ونحن واثقون بالله، متوكلون عليه، وقائدنا الرباني الحكيم يدير دفة الأمور بعين بصيرة وإيمان عميق.

ولو اجتمع كُـلُّ أهل الأرض – إنسُهم وجِنُّهم – على أن يضرونا بشيء، فلن يضرونا إلا بما كتب الله لنا.

ها هم قد جمعوا جيوشهم وأسلحتهم وحاصرونا عشر سنين، وقلنا: "حسبنا الله ونعم الوكيل".

وها نحن – بفضل الله – قد صبرنا وصمدنا، وتوكلنا على الله، وواجهنا العدوان، وصنعنا سلاحنا بأيدينا، وزرعنا أرضنا، واستطعنا توفير كثير من حاجياتنا، ونعيش اليوم بإيمان وأمن وأمان.

وبقوة الله انتصرنا على العدوان وكسرنا طوق حصاره.

فمهما تآمرت علينا دولُ العدوان فلن تضُرُّنا.

والكرة الآن في ملعبهم: إما أن يلتقطوا فرصةَ السلام التي منحها قائدُ الثورة والقوى الشريفة في اليمن، ويستجيبوا للجهود الإقليمية والدولية للوصول إلى حَـلّ عادل، وإما أن تكون المعركة القادمة محرقةً لهم برًّا وبحرًا وجوًّا.

وليعلموا أن يمن اليوم ليس كيمن الأمس.

اليمن – شعبًا وقيادة – جاهزٌ للسلام الشرف، وجاهزٌ للحرب التي تؤدي إلى النصر المؤزر.

وقد أرسلت المسيراتُ المليونية في ذكرى الاستقلال، وبيانات القيادة، ودروس فتنة الثاني من ديسمبر، رسالة واضحة للعالم أجمع.

ولا قلق على مستقبلنا، فالفرج من الله آتٍ لا محالة، وغدًا لناظره قريب، والنصر حليف المؤمنين، كما وعد اللهُ تعالى في محكم كتابه:

{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [سورة الشعراء: 227] صدق الله العظيم، ونحن على ذلك من الشاهدين.

والحمد لله رب العالمين.