أمريكا تغزو بعثة روسيا الدبلوماسية لديها والأخيرة تتوعد بالردّ
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
استعرت روسيا غضبا جرّاء تخطيط أمريكا غزو مقرّ بعثتها التجارية لدى واشنطن، لاسيما بعد مطالبة البيت الأبيض بإغلاقها علاوة على تفتيش قنصليتها في سان فرانسيسكو.
وجاء هذا الغزو الدبلوماسي من قبل واشنطن، في إطار ماتزعمه “المعاملة بالمثل”، ردّا على أمر الكرملين أمريكا بخفض عدد ديبلوماسييها وموظفيها في روسيا إلى 455 فرداً، والذي جاء أيضا كردّ انتقامي على تشديد العقوبات على موسكو.
ويرى محللون أن “المعارك الدبلوماسية” المستعرّة بين واشنطن وموسكو تشير الى اندلاع حرب باردة جديدة، أشعلها البيت الأبيض في ظل حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
غزو دبلوماسي
يذكر أن واشنطن لم تؤكد رسمياً اعتزامها تفتيش مقار دبلوماسية روسية على أراضيها. لكن الخارجية الروسية أعلنت أن أمريكا هدّدت بكسر مدخل البعثة التجارية في واشنطن.
وبناءا على ذلك استدعت موسكو “أنتوني غودفراي” المسؤول الثاني في السفارة الأمريكية في روسيا، وسلّمته رسالة احتجاج اعتبرت التفتيش غير القانوني المزمع للبعثة في غياب ممثلين رسميين للدولة الروسية عملاً عدائياً يُشكّل سابقة.
انتهاكات أمريكا الفجّة
ولم تكتفي روسيا بالإحتجاج بل وجّهت تحذيرا من أن تستغل الأجهزة الخاصة الأمريكية “المبنى الروسي” لتدبير استفزاز ضد روسيا، عبر زرع مواد مُغرضة داخلها. وأضافت الخارجية الروسية أن على السلطات الأمريكية أن توقف انتهاكاتها الفجّة للقانون الدولي، وتتخلّى عن انتهاك حصانة المؤسسات الديبلوماسية الروسية.
ويوم أمس السبت أكدت “ماريا زاخاروفا” الناطقة باسم الخارجية الروسية، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) يعتزم تفتيش القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، بما في ذلك شقق الموظفين الذين يقطنون المبنى ويتمتعون بحصانة ديبلوماسية، بعد إرغامهم على مغادرتها مع عائلاتهم لـ12 ساعة.
انتقام موسكو
وتابعت زاخاروفا مندّدة: نتحدث عن غزو قنصلية ومساكن بعثة دبلوماسية. مطالبةُ السلطات الأمريكية تشكّل تهديداً مباشراً لأمن مواطنين روس. نعترض بشدّة على تصرفات واشنطن التي تتجاهل القانون الدولي، ونحتفظ بحق اتخاذ تدابير انتقامية. هذا ليس خيارنا، إنهم يرغموننا على ذلك.
وتصاعد صباح السبت دخان أسود من القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو عشية إغلاقها. وهرع عناصر فرق الإطفاء في المدينة إلى المكان، إثر انطلاق أجهزة إنذار الحريق في المبنى، لكنها أكدت لاحقاً أن لا حريق في المبنى، وأن كل شيء كما يرام. على رغم ذلك، رجّحت ناطقة باسم فرق الإطفاء أن يكون موظفو القنصلية يحرقون أغراضاً في الموقد.
وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الروسية الأمر بأنه جزء من أعمال تطهير للحفاظ على المبنى.
من جانبه اعتبر المستشار في الكرملين “يوري أوشاكوف”، الإجراءات الأمريكية “استيلاء غير قانوني، مبدياً خشيته من تصعيد العقوبات. وتابع: سنفكر كيف نردّ على هذا الإجراء.
وأما “أناتولي أنتونوف” السفير الروسي الجديد لدى واشنطن فقد استشهد بقول لينين: إن الاندفاعات الهستيرية لا تفيدنا، في حين حمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مسؤولية التوتر لـ “الإساءة إلى العلاقات الروسية- الأمريكية وعدم تمكين ترامب من إخراجها من عنق الزجاجة.
الرواية الأمريكية
على الجانب الامريكي برّرت واشنطن أن ما قامت به الأجهزة الأمريكية المختصة في مباني ثلاث بعثات دبلوماسية روسية، هو زيارات تفقدية لتأمين سلامة المباني، والتأكد من أنه تم إخلاؤها فعلا.
وصرّح مسؤول أمريكي في الخارجية: قام موظفون في السفارة الروسية برفقة مسؤولين في الخارجية الأمريكية، بجولات في ثلاثة مبان بسان فرانسيسكو ونيويورك وواشنطن، مطلوب من الجانب الروسي إغلاقها.
وزعم المسؤول الامريكي أن بلاده تراعي كافة أحكام اتفاقية “فيينا” للعلاقات الدبلوماسية والقانون الأمريكي والاتفاقات الثنائية، فيما يتعلق بتصرفاتها هذه، وطلبها من روسيا إخلاء هذه الممتلكات الدبلوماسية.
عملية تهريج واشنطن الجهنمية
ووثّق الدبلوماسيون الروس بصور وفيديوهات نشرتها الخارجية الروسية على موقعها في الفيسبوك مساء السبت، قيام رجال “إف بي آي” بإجراء عمليات تفتيش في مباني البعثات الدبلوماسية التي تم إخلاؤها.
وضمن إجراءات التخلية قام موظفون في قنصلية سان فرانسيسكو، بنقل معدات وقطع أثاث ومتعلقات صغيرة من المبنى إلى عربات صغيرة تغادر المكان ثم تعود بعد 20 إلى 30 دقيقة. كما شوهد عدد من رجال الأمن يقفون على سطح المبنى ويتابعون الموقف وكان بعضهم يرتدي قفازات جلدية.