معارضة سوريا تُصارع مصيرها.. فليستمر حمام الدم!

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||

الوقت التحليلي- بعد ما يزيد عن سبع سنوات من عمر الأزمة السورية وما تخللها من معارك كرّ وفرّ بين الجماعات الإرهابية من جهة والنظام السوري من جهة أخرى يبدو أن رياح انتهاء الأزمة والحسم العسكري بات وشيكا. فكل المؤشرات الميدانية والحراك على الساحة الدولية يؤكد أن موعد خروج الملف السوري نهائيا من المرحلة العسكرية بات قاب قوسين أو أدنى. تبقى المعارضة السورية التابعة للأجندات الخارجية وحدها الرافضة لهذا الأمر وهذا ما سنتطرق إليه في معرض مقالنا هذا.

 

إذن ميدانيا انتصارات الجيش السوري وحلفاؤه هي سيدة الموقف، ودوليا باتت الأولوية هي القضاء على تنظيم داعش الإرهابي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة خصوصا بعد ما جرى مؤخرا في منطقة القلمون الحدودية اللبنانية السورية (بغض النظر عن الضوضاء التي حصلت) وخضوع التنظيم لشروط المقاومة اللبنانية وقبوله بالتفاوض والانسحاب إلى البوكمال في خطوة غير مسبوقة خلال مسيرة التنظيم.

 

وحدها المعارضة السورية وقلة من داعميها لا زالوا يسعون في منع إخراج الأزمة من إطارها العسكري الحربي إلى إطار الحل السياسي والسبب أن هذا الحل سيأتي بشروط سورية داخلية بحتة، والمنتصر في هذه المعادلة هو النظام والشعب السوري وعلى رأسه قائده الرئيس بشار الأسد. هذا الأمر يمكن إثباته من خلال عدة شواهد من الجيد ذكرها.

 

أولا: أطراف المعارضة المرتبطة بالرياض والتي لها علاقات مع موسكو تعاني من خلافات حادة بين أعضائها، هذا الأمر أكدته قنوات ومواقع مرتبطة بالمعارضة. حيث ذكر موقع “قاسيون” أن وفد المعارضة المعروف بمنصة موسكو يطالب بتنحية “رياض حجاب” المقرب من الرياض من منصبه كمنسق الهيئة العليا للمفاوضات.

 

بدوره “مهند دليقان” رئيس وفد منصة موسكو أكد أيضا أن لقاءا عبر السكايب جمع حجاب بمن سماهم بناشطين مدنيين في ريف درعا، وقد ادعى حجاب خلال اللقاء أن مفاوضات جنيف قد وصلت لحائط مسدود.

 

هذا الكلام يؤكد حالة اليأس التي وصلت إليها معارضة الرياض حيث تسعى لنسف مسير التفاوض السياسي ومن جهة أخرى هناك حراك ومحاولات لإنشاء ما سمي المجلس الإسلامي السوري تمهيدا لجمع الجماعات المسلحة تحت راية واحدة.

 

يؤكد دليقان أن حجاب يودّ لو تنتهي محادثات جنيف والأستانة من جهة. وعلى خط آخر تؤكد مساعيه الميدانية إصراره على الحل العسكري لإسقاط النظام السوري.

 

ثانيا: من الجيد الإشارة لكلام موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي أكد لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن فلول تنظيم داعش ستنتهي خلال أشهر، معتبرا أن الحرب في سوريا على مشارفها. مؤكدا أن هذا الأمر يتطلب إرادة دولية من أجل ضمان أن تكون نهاية الحرب بداية لمسيرة السلام التي يمكن أن تتعطل في أي لحظة.

 

كما وأكد دي ميستورا على ضرورة الضغط على الأطراف المتحاربة من أجل ضمان الاستقرار. وكأن الأخير يشعر أن هناك أطراف لا تستسيغ انتهاء الحرب وتفضل استمرارها مهما بلغت كلفتها من دمار في البشر والحجر والوجدان السوري.

نعم معارضة الخارج السوري لا تريد الحل. وقد بدأت تستشعر الخطر الوجودي حيث أن انتهاء الحرب وبداية الحل السياسي ستكون بمثابة إعلان انتصار النظام السوري الذي سيفرض شروطه ولن يقبل بإعطاء من خان وطنه وشعبه فرصة للنفوذ مجددا ولو سياسيا إلى الداخل. وأمثال حجاب كثيرين ممن باعوا وطنهم ببضع دولارات ملوثة قبضوها من الرياض ومن غيرها وقد اقترب اليوم الذي لن تقبل الرياض نفسها احتضانهم وتأمين الملجأ لهم.

 

السعودية وأمريكا والكيان الإسرائيلي بدورهم فقدوا صوابهم بسبب قرب انتهاء الأزمة والحسم العسكري. وكل منهم له أسبابه، فأمريكا تخشى النفوذ الروسي الإيراني في سوريا الذي سيكون على حساب مصالحها في المنطقة. والكيان الإسرائيلي يخشى من قوة محور المقاومة الذي يرعبه وهو في حال حرب فكيف وهو في حال سلم وهدوء. أما السعودي فإن سياسة البطش وحزمه الفارغ قد سقط في اليمن وسوريا والعراق وهذا سيؤدي لإذلاله مستقبلا ولن تكون كلمته مسموعة من قبل أتباعه مستقبليا وهذا الأمر بدأ يظهر للعيان في الملف القطري وحتى المصري الذي بدأ بتعزيز علاقاته مع روسيا مجددا.

 

أسابيع وأشهر حاسمة تنتظرها سوريا بفارغ الصبر. ينتظرها الرجل والعجوز والطفل السوري الذين أنهكتهم حرب تبين لهم أن لا ناقة لهم فيها ولا جمل. بل تصفية حسابات خارجية بأيدي ودماء سورية. اليوم تلوح في الأفق مجددا تباشير الأمل في ميلاد يوم جديد وإشراقة جديدة لشمس النصر على كامل ربوع الوطن السوري.

قد يعجبك ايضا