’داعش’ ينازع والجيش العربي السوري على مشارف دير الزور

 

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||شارل أبي نادر / العهد الاخباري

 

تشهد حاليا المعركة بمواجهة داعش في البادية وامتدادا الى الشرق، تقدما صاعقا لوحدات الجيش العربي السوري وحلفائه، وحيث تدحرجت وبشكل دراماتيكي مواقع التنظيم الارهابي على امتداد عشرات الاف الكيلومترات في جغرافيا صعبة من البادية السورية، تبدو دير الزور (المدينة والمطار والريف الغربي) على قاب قوسين من اكتمال ارتباطها الميداني مع المواقع المحررة في البادية وامتدادا الى دمشق وحلب وحمص.

 

 

 

اسباب التقدم الصاعق نحو دير الزور

– تشكل دير الزور نقطة ارتكاز مهمة تربط حمص والرقة والحسكة والحدود العراقية السورية مع البادية وامتدادا الى الغرب السوري ومدنه الرئيسة، ونظرا لمكانة المدينة والمطار من الناحية الميدانية والاستراتيجية، وحيث بقيت بعد تمدد داعش، المدينة الوحيدة على امتداد الفرات تحت سيطرة الجيش العربي السوري، كان دائما فكُ الحصار عنها وتحريرُ المواقع في محيطها، هدفاً استراتيجيا لهذا الجيش ولحلفائه.

– المناورة الناجحة التي اعتمدتها وحدات الجيش العربي السوري وحلفائه بمواجهة داعش في البادية وارياف حمص وحماه والسلمية والرقة، وذلك لناحية تقطيع اماكن سيطرة التنظيم الى ميادين منعزلة ومهاجمتها بعد محاصرتها بشكل افرادي وعزلها عن بعضها، كل ذلك افقد داعش القدرة على تأمين الدعم والمساندة المتبادلة بين مواقعه، فخسر بذلك التنظيم مناورة الدفاع المتماسك المفتوح التي كان يتميز بها في معاركه السابقة في سوريا، بين منبج والباب والطبقة وتدمر ودير الزور والرقة وغيرها، وعجز عندها عن الاستفادة من عناصره ومن جهوده الموزعة، وذلك بهدف توقيف او تأخير تقدم الجيش شرق السخنة باتجاه دير الزور.

– كان للتمركز الدفاعي المتماسك لوحدات الجيش العربي السوري في المطار وفي قسم كبير من احياء المدينة، او في مواقع تمركز اللواء 137 غرب المدينة، الدور الاساس لابقاء جهود داعش الرئيسية مستنزفة بمواجهة تلك المواقع، خاصة وان داعش كان يصرّ دائما على انتزاع تلك المواقع من سيطرة الجيش، الامر الذي ابقاه على جهوزية مرتفعة للضغط على المواقع التي يحاصرها في دير الزور، والتي تواكبت ايضا مع تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه في شرق البادية.

 

نتائج الوصول الى دير الزور

– فك الحصار عن المطار وعن احياء المدينة وتحرير جهود الالاف من وحدات الجيش والدفاع الوطني وابناء القبائل المقاتلة الموالية للشرعية، الامر الذي سيقوي جبهة الجيش العربي السوري ويزيد من امكانياته ميدانيا وعسكريا في المنطقة الشرقية الاستراتيجية.

– من الطبيعي بعد فك الحصار عن دير الزور وتحرير اريافها، سيمتلك الجيش العربي السوري نقطة ارتكاز مهمة في الشرق، تشكل نقطة وسيطة بين الاردن والعراق وتركيا، وتكون قاعدة انطلاق اساسية لاستكمل تحرير ما تبقى من الجغرافيا السورية من الارهابيين.

– تستعيد الدولة السورية في هذا التقدم العديد من مكامن الثروة الوطنية، خاصة في حقول النفط وآبار الغاز، والتي كانت تحت سيطرة داعش، الامر الذي سيعيد للاقتصاد السوري مكانته وموقعه في دعم مقومات الصمود والمواجهة والاستقرار.

– بعد هذا التقدم وتثبيت مواقع الجيش وحلفائه في دير الزور ومحيطها، سيفقد التحالف الدولي بقيادة الاميركيين نقطة مهمة كانت تشكل مشروع نواة لكانتون مستقل خارج سلطة الدولة السورية، الامر الذي سيضعف ايضا بطريقة غير مباشرة، امكانية تثبيت او تمتين مشروع الكانتون الكردي في شمال شرق سوريا، والذي كان يعتمد ابطاله المحليون والدوليون على تَحَقّق مشروع انتزاع دير الزور ومحيطها من سلطة الشرعية السورية بموازاة مشروعهم.

واخيرا… يبقى السؤال الذي يفرض نفسه اليوم لا بل في الساعات القليلة وهو: هل استسلم الاميركيون امام التقدم الناجح والقوي للجيش والحلفاء، وبالتالي باتوا عاجزين عن عرقلة او منع هذا التقدم ؟ ام انهم سيعملون على خربطة هذا التقدم من خلال مناورة ميدانية او عسكرية مفاجئة؟

قد يعجبك ايضا