العدو يرضخ لمعادلات المقاومة .. ما بعد ما بعد الامونيا

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || ذوالفقار ضاهر ” موقع المنار”

“تم تفريغ خزان الأمونيا في حيفا نهائيا سواء من الأمونيا السائلة أو الأمونيا الغازية.. لم يتبق في الخزان سوى النيتروجين الذي لا يعتبر خطيرا..”، هذا ما أعلنته سلطات العدو الاسرائيلي الثلاثاء في 19-9-2017، خبر مر بشكل سريع في وسائل الاعلام في محاولة اسرائيلية لتغييب أهمية الموضوع وكأن المسألة عابرة لا تحتاح الى التوقف عندما او هكذا اراد العدو في سعي لتعمية الاسباب الحقيقة حول مثل هذا الاجراء وخلفياته، خاصة ان هذا الامر قد صدر بشأنه قرار مما يسمى “المحكمة الاسرائيلية العليا” منذ نهاية تموز/يوليو الماضي، والذي قضى بتفريغ الخزان حتى موعد لا يتجاوز منتصف أيلول/ سبتمبر الحالي.

 

ومسألة الامونيا سبق ان طرحها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ودعا الصهاينة الى المسارعة لازالتها لانها تمثل قنبلة نووية يمكن للمقاومة تفجيرها في حال قيام العدو بأي مغامرة غير محسوبة للاعتداء على لبنان، وكلام السيد نصر الله يأتي في إطار رسم معادلات الردع للعدو الذي يتربص بلبنان ويتحضر بشكل دائم للانقضاض عليه في حال سنحت له الفرصة لذلك او شعر ان لا رادع قوي بوجهه.

 

القنبلة النووية.. وجهوزية المقاومة

وفي هذا الاطار، قال السيد نصر الله خلال كلمته في ذكرى القادة الشهداء في 16-2-2017 إن مسألة إخلاء خزانات الامونيا طرحت اليوم لان “المقاومة تحدثت عن هذه الخزانات وما تشكله من قنبلة نووية”، واضاف “هناك السفينة التي تأتي بالأمونيا وتوزع على خزان حيفا وعلى خزانات أخرى إذا كنت أنا قلت عن خزان الأمونيا في حيفا يمثل قنبلة نووية، هم قالوا عن السفينة التي تأتي في البحر وتحمل الأمونيا إلى فلسطين المحتلة إنها تمثل خمس قنابل نووية”، سائلا ” هذه السفينة أين يمكن أن تهرب منا”، وتابع “هذا الخزان أينما أخذوه(الصهاينة) نحن إن شاء الله نطاله…”.

 

والسيد نصر الله في نفس الخطاب لفت النظر الى معادلة جديدة من معادلات الردع التي خطتها المقاومة بقدراتها الذاتية العالية والجهوزية التامة والخبرات المتراكمة على مختلف الجبهات، حيث قال “أدعو العدو الإسرائيلي ليس فقط إلى إخلاء خزان الأمونيا في حيفا وإنما أيضا أدعوه إلى تفكيك مفاع ديمونا النووي”، وقد اوضح ان هذا المفاعل “لا يحتمل ولا يحتاج لجهد صاروخي كبير وضخم وهم يعلمون أيضا أنه إذا أصابت الصواريخ هذا المفاعل ماذا سيحل بهم ماذا سيحل بهم وبكيانهم وحجم المخاطر الذي يحملها إليهم”.

 

واليوم بعد ان اتخذت قيادة كيان العدو الخطوة بإخلاء خزان حيفا من الامونيا نزولا عند فهمها الواضح لرسائل المقاومة، كيف سيتعامل العدو مع التهديدات الاخرى؟ واين سيذهب بالامونيا والى اي نقطة في الاراضي المحتلة؟ خاصة ان السيد نصر الله أكد في كلام سابق ان كل نقطة في الكيان الغاصب هي تحت مرمى صواريخ المقاومة، وهنا تطرح التساؤلات حول كيف سيتم نقل مادة الامونيا اصلا الى كيان العدو طالما ان وسيلة النقل(أي السفينة التي ذكرها السيد نصر الله في خطابه) تحت مرمى صواريخ المقاومة؟ فهل من سبيل آخر سيتم من خلاله نقل هذه المادة الى الكيان الغاصب؟ وماذا عن الخزانات الاخرى التي قد تكون موجودة في اماكن اخرى في الاراضي المحتلة وترصدها عيون المقاومة؟ وماذا عن المواد الكيماوية وغير الكيماوية الموجودة والتي يحتاجها كيان العدو لاسباب متعددة؟ هل على العدو ان يخلي كل الخزانات التي تحتوي موادا خطرة وسامة سواء كانت الامونيا او غيرها؟ واي نتائج سلبية سترتد على الكيان الاسرائيلي في مثل هذه الاحوال؟

 

بعد الامونيا.. ماذا عن ديمونا؟!

وبعد الرضوخ الاسرائيلي لمعادلات الردع التي رسمتها المقاومة بإخلاء خزانات الامونيا في حيفا، ماذا عن التهديدات المتعلقة بمفاعل ديمونا النووي؟ ومتى سترضخ القيادة الصهيونية وتعمل على إزالة هذه المفاعل خشية من استهدافها من قبل المقاومة؟ هل ستكابر العقلية الاسرائيلية وتترك هذا الخطر قائما عليها فيما لو فكرت بالاعتداء على لبنان؟ وإلى أي مدى سيصمد هذا الكيان تحت المخاطر الوجودية التي تتزايد يوما بعد يوم عليه سواء من المقاومة الاسلامية في لبنان او من غيرها؟

 

والأكيد ان العدو عندما يقوم بالرضوخ لتهديدات المقاومة فهو يدرك جيدا ما تعنيه هذه المقاومة وسيدها، ويدرك ان قدراتها كبيرة جدا وتشكل فعلا حالة ردع لعدوانيته المفرطة ضد الامة كلها وليس فقط ضد لبنان، ولذلك فالعدو مهما حاول الايحاء انه يتحضر وينفذ المناورات ويطلق التهديد والوعيد لمن يحاول المساس بـ”اسرائيل”، إلا انه يجب فهم الواقع جيدا بأن كل هذه الامور هي للاستهلاك السياسي والاعلامي امام الجمهور الاسرائيلي اولا وتاليا امام المجتمع الدولي وحلفاء الكيان اقليميا ودوليا، بهدف القول إن “اسرائيل” ما زالت حاضرة وقوية بما يوحي ان الصهاينة إما ما زالوا يعيشون على أطلال الانتصارات الوهمية على الجيوش العربية في ظل المؤامرات التي تحاك وفي ظل الوهن الانظمة العربية المتهالكة، وإما انهم يعيشون حالة من الخديعة لجمهورهم ولحلفائهم، لكن الواقع مختلف تماما وهو يكرس بالرضوخ الاسرائيلي لما تفرضه المقاومة من معادلات.

 

وما اخلاء الامونيا الا مؤشر واضح عن مدى “عنكبوتية” القوة الاسرائيلية التي يظهر وهنها اليوم في عدم قدرة الأنظمة الصاروخية وبالتحديد صاروخ “الباتريوت” على اسقاط طائرة دخلت المجال الجوي للكيان، والاضطرار للاستعانة بسلاح الجو رغم ان الاعلام ضجّ وهلل خلال الفترة الماضية بالمناورات الضخمة للجيش الاسرائيلي على الحدود الشمالية وما تخللها من تهديدات لمسؤولين صهاينة، ليظهر سريعا ان كل ذلك ما هو إلا سراب سقط عند اول اختبار ومن يدري ربما القادم أعظم..

 

قد يعجبك ايضا