السيد نصر الله: اليمنيون يعرفون خيارهم الوحيد وكلفة المعركة مهما كبرت أقلُّ من كلفة الاستسلام
موقع أنصار الله || صحافة محلية || المسيرة| محمد الباشا:
يظلُّ اليمنُ دوماً في ذهنية سيّدِ المقاومة، ومجدّداً لم يغفل الأمينُ العامّ لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطابِ أمس، ما يجري على اليمن من عدوان وحصار، إذْ أكّد أن اليمنيين يعرفون أن نتيجةَ الصمود والبسالة هو الانتصار في نهاية المطاف، وأن كُلفةَ المعركة مهما كبرت هي أقل من كلفة الاستسلام لمن يريد أن يصادر سيادتهم وقرارهم وكرامتهم.
وإذ جدَّدَ إدانتَه للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن وللمجازر التي يرتكبُها بحق الشعب اليمني.. جزم بأن الشعبَ اليمني الذي يملأ الجبهاتِ في ميادين القتال والساحات في المظاهرات التي تعبر عن إرادتهم وتصميمهم بالرغم من كُلّ المخاطر يعرفون أن خيارهم الوحيد هو الصمود والثبات.
السيد حسن نصر الله في خطابٍ ألقاه عبر الشاشة العملاقة المنصوبة بين الآلاف من الجماهير المشاركة في مسيرة إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين “عليه السلام” العاشر من محرم في باحة عاشوراء بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.. أشار إلى ما يحدُثُ في جنوب اليمن الذي أصبح أرضاً محتلة يفرض فيها الغزاة قرارَهم وسلطانَهم ويصادرون خيراته وموانئه ومقدراته الحقيقية.
إذن هي الحرب الظالمة على اليمن.. هكذا وصّفها أمينُ حزب الله وَجدد دعوتَه لإيقافها، مشيراً إلى أن السعودية لم تستطع أن تحقق أياً من أهدافها، وأن “حكام الرياض لن يحققوا منها شيئاً”.
وفيما يتصل بالمشروع الأمريكي الصهيوني الآيل إلى الزوال، اعتبر سيد المقاومة أن: ”داعش من أسوأ الظواهر والمخاطر التي برزت في منطقتنا وتاريخنا، وأن الذين أوجدوا داعش وسلحوها يجب أن يعاقبوا ويتحملوا مسؤولية الجرائم التي ارتكبت”، داعيا إلى مواصلة المعركة للانتهاء من داعش”.
واستطرد في ذات المضمون قائلاً: ”يجب أن يقوم المسلمون في العالم بعقد لقاءات ومؤتمرات لدراسة هذه الظاهرة ومواجهتها بالأشكال المختلفة، ولمراجعة ظاهرة داعش والمسؤول عن إيجادها وتمويلها وتسلحيها وتمكينها”.
وأردف بالقول:” أنظروا إلى حجم التشويه والإساءة الذي ألحقته داعش بالإسْلَام والرسول (ص)”، مؤكداً على ضرورة تدخل الأمة مع هذا الفكر الوهابي التكفيري بموقف حاسم حتى لا تتكرر المأساة.
وفي بادرة جديدة لم يسبق أن تناولَها في خطاباته بهكذا كلام مباشر، توجَّهَ السيدُ نصر الله مخاطباً اليهود بالقول: ”الحركة الصهيونية استغلت اليهودية واليهود من أجل إقامة مشروع احتلالي في فلسطين والمنطقة خدمة للإنكليز والسياسات الأميركية” معتبرا أن اليهود وقود لحرب استعمارية غربية بريطانية ضد الشعوب في المنطقة وهم وقود للسياسات الأميركية التي تستهدف شعوب المنطقة”.
وفيما يبدو نصيحةٌ أراد نصر الله أن تكون مسموعةً في الكيان المزروع على أرض فلسطين السليبة، تابع في حديثه لليهود:” أنتم ستدفعون الثمن بسبب السياسات الحمقى لنتنياهو الذي يحاول جر المنطقة إلى حرب في سوريا ولبنان، وحكومة نتنياهو تقود شعبكم إلى الدمار والهلاك”.
الحرب النفسية كانت حاضرةً في خطاب سيد المقاومة، وبما يشي بأن الردعَ يجب أن لا يذهَبَ من حسابات الصهاينة الذين أطلق قادتُهم مؤخراً تهديداتٍ بشنهم عدواناً على لبنان ومقاومته التي أغاظتهم بكسر شوكة تنظيم داعش، إذ حذّر السيد حسن، نتنياهو وحكومتَه بأنهم “لا يعرفون إذا بدأوا الحرب كيف ستنتهي وهم لا يملكون صورة صحيحة عما سينتظرهم لو ذهبوا إلى حماقة الحرب هذه”.
ودعا السيد نصر الله كُلّ من جاء إلى فلسطين المحتلة إلى مغادرتها والعودة إلى البلدان التي جاؤوا منها حتى لا يكونوا وقودا لأية حرب تشنها حكومتهم الحمقاء.
كما دعا السيد كُلّ اليهود غير الصهاينة ليعزلوا حسابهم عن حساب الصهاينة الذي يقودون أنفسهم إلى الهلاك الحتمي.
وخاطب أمينُ حزب الله مستوطني الكيان: ”أنتم تعرفون أن الكثيرَ مما تقوله قيادتكم السياسية عن قدرتها في أية حرب مقبلة أكاذيب وأوهام لأنكم تعرفون حجم الخلل، لا تسمحوا لحكومة حمقى بأن تأخذكم إلى مغامرة”.
واعتبر أنه لو انتظر العراقيون والسوريون واللبنانيون الإدارة الأميركية والتحالف الدولي لكانت داعش لا تزال موجودة ولصحّ شعارها “باقية وتتمدد”.
وقال السيد نصر الله: ”إن التقسيم هو المشروع الحقيقي لأميركا في المنطقة، وَيجب أن نعرف أننا أمام إدارة أميركية هي سبب المآسي”، واضاف ” كُلّ حكومات المنطقة مدعوة لمعرفة الخصم والصديق فلا يجوز المراهنة على الأميركيين بل الاعتماد على النفس كما في المعركة مع داعش”.
وتابع:” يجب أن نتذكر أيضاً الشعب البحريني المظلوم الذي يزج بالسجون ويتعرض للانتهاكات، في الوقت الذي يضيق فيه على علماء البحرين تتجه المنامة للتطبيع مع كيان العدو”.
وأضاف:” يجب أن نتضامن أيضاً مع مسلمي ميانمار الفاجعة الجديدة التي حلت على أمتنا، وأن الجرائم في ميانمار تعبر عن فشل منظمة التعاون الإسْلَامي التي لم تستطع حتى أن تجتمع لتتحمل أبسط المسؤوليات، المسؤولية الكبرى على عاتق الدول الإسْلَامية التي يجب أن تتحرك قبل فوات الأوان ويجب أن نعرف جميعا أن هذه المشكلة هي مع نظام عنصري فاشي”.
الموضوع الذي انبرى السيد نصر الله ليتحدث فيه أخذ حيّزاً من الخطاب، إذ قال:” في يوم العاشر وقف الإمام الحسين (ع) ليتحدى الظلم والاستبداد ومضى حتى الشهادة وانتصر ووجودكم في الساحات دليل انتصار الدم على السيف، شهداؤنا وجرحانا وعوائل شهدائنا ومجاهدينا يقولون للإمام الحسين “ما تركناك يا حسين، وسنواصل درب الإمام الحسين (ع) وموقفنا هو موقفه “هيهات منا الذلة”.
وختم السيد حسن خطابه قائلاً:” ليعرف كُلّ العالم ونحن أمام كُلّ أشكال التحدي هذا الموقف الذي نعبر عنه للحسين نحن أصحابه ونقول “والله لو أننا نعلم أننا نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء ويفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركتك يا حسين”.