ظهور السبهان في عين عرب: السعودية تراهن على الأكراد للعودة الى الواجهة

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
نضال حمادة/ العهد الاخباري

لم يكن حضور وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج تامر السبهان مرافقا لمبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت ماكجورك الى بلدة عين عرب السورية بريف الرقة، عملا منفردا واستثنائيا من قبل السعودية، بل يمكن القول انه الظهور الأول لمسؤول سعودي في منطقة تقع تحت سيطرة المسلحين الأكراد في سوريا، غير أن السنتين الأخيرتين حفلتا بنشاط وتقارب سعودي ـ كردي على صعيد سوريا والعراق، توّجت قبل اربعة اشهر بزيارة الرئيس المشترك السابق لقوات سوريا الديمقراطية الكردية في سوريا صالح مسلم الى الرياض والتي فتحت رسميا عهد العلاقات المكشوفة بين السعودية واكراد سوريا بعد أشهر من التواصل السري بين المخابرات السعودية ومحيطين بصالح مسلم الذي يعرف السعودية جيدا وكان قد عمل فيها لمدة ثلاثة عشر عامًا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

 

وتهتم السعودية بدعم الأكراد في سوريا والعراق لتحقيق عدة أهداف تعيد نفوذها ووجودها الى الساحات الساخنة في المنطقة وتزعج من خلالها اعداءها وخصومها في المنطقة، بعدما تراجع نفوذها بسبب حرب اليمن التي استنفذت قوتها، وفضحت ضعفها وترهل جيشها رغم الاسلحة الأميركية المتطورة والفتاكة التي تملكها ورغم إغداق الأموال على الجيش السعودي دون حساب، فضلا عن استقدام عشرات الآف المرتزقة من السودان والسنغال، وكل هذا لم ينفع السعودية ولم يمكنها من التقدم شبرا واحدا في العدوان الذي تخوضه على الشعب اليمني في قراه وبلداته والذي شارف على عامه الثالث.
وتشير زيارة السبهان الى عين عيسى القريبة من تركيا الى عدة رسائل واهداف سعودية هي التالية:
1- رسالة الى تركيا التي تدعم قطر أننا يمكن أن نلعب على حدودك وندعم أعداءك أكثر، إيلاما لك في المنطقة وبالتالي عليك إعادة التفكير بالدعم الذي تقدمينه لقطر.
2- رسالة الى الضامنين الثلاثة لاتفاقات الأستانة روسيا –تركيا وإيران أن للسعودية إمكانيات الضغط في سوريا وان عليهم التنسيق معها.
3- في الرسالة الثالثة يعمد السعودي للايحاء بأن وجود ممثله الى جانب مبعوث ترامب للتحالف ضد داعش، يعني عمق تحالفه مع اميركا فضلاً عن حضوره كعضو فعال في التحالف الدولي لقتال تنظيم داعش في سوريا والعراق وبالتالي لا يمكن تجاهله.

 

هذه الرسائل السعودية المباشرة التي تعتمد على التحالف الاميريكي مع اكراد العراق وسوريا، تبدو قصيرة النظر لأسباب كثيرة منها ان الاميركي نفسه لن يسستمر طويلا في تحالفه مع الاكراد وهذا ما اثبتته أحداث كركوك الأخيرة والتي تخلى فيها الأميركي عن حليفه الكردي وتركه وحيدا يواجه هزيمة قاسية ومهينة في كركوك، اما في الوضع السوري فيبدو ان الحال ليس افضل حسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية التي سألت في عددها الصادر يوم امس عن وجهة القوات الكردية بعد الرقة، وقالت الصحيفة ان “التجربة في كركوك تظهر ان واشنطن ليست حليفا جاداً في التعامل مع الأكراد وبالتالي فإنه ليس هناك من اجندة واضحة للتحالف الأمريكي الكردي في سوريا بعد طرد داعش من مدينة الرقة، هذه الحقائق التي اوردتها واشنطن بوست وتزامنها مع احداث كركوك، لا شك انها سوف تجعل أصحاب الرؤوس الحامية في قيادة وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا تفكر مليا قبل الدخول في تحالف مع دولة مثل السعودية تعجز عن القتال على حدودها وتستجلب المرتزقة للقتال عنها، ولعل ظهور نائب قائد قوات سوريا الديمقراطية طلال علي سلو على احدى القنوات التلفزيونية يتحدث عن وحدة التراب السوري وعن اختلاف بين قسد والبرزاني مؤشرا واضحا الى الحذر الكردي والتخوف من مصير في سوريا مشابه لمصير البشميركة في كركوك وسلو ابن بلدة الراعي شمال حلب منحدر من عائلة تركمانية لكنه يعمل قائدا عسكريا مع قوات سوريا قسد الكردية بغالبيتها، رغم ان ولديه يدرسان حاليا في تركيا الاكبر في الهندسة المعمارية والاوسط في إدارة الاعمال.
إنها مفارقات الحرب السورية التي لا تنتهي..

قد يعجبك ايضا