انقضاض محور المقاومة المُنتصر وأنقاض تحالفات الأتباع المنهزمة

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||جيهان الزهيري*/العهد الاخباري
 
لقد شكّل محور المقاومة بعد انتصاره في حرب تموز 2006 على الكيان الصهيوني، شوكة مسمومة، وحجر عثرة بخيالات، ومُخططات الإمبريالية الأمريكية، وحليفتها الصهيونية، ووكلائها من الممالك النفطية .. وشكلت الدولة السورية في هذه الحرب المُعكسر المَركز والوسيط وأيضاً هي البطل.. ولهذا كانت أول خطوة لتقويض هذا الخطر الذي يُمثله محور المقاومة هو .. تقويض القلب، وقطع الشُريان، وإفناء الإمداد .. فكان قرار تدمير سوريا، واسقاط نظامها المناوئ لخطط واحلام الإمبريالية الأمريكية الصهيونية…
وها هي سوريا مركز المقاومة وقلبها، ووسيطها، وبطلها ومسرحها تكسر كل احلام الطواغيت وتقطع اذرعهم.
وبعد 7 سنوات من الهجوم عليها بحرب اجرامية كونية شرسة تخرج سوريا منتصرة مرفوعة الرأس، بل يخرج محور المقاومة، والمُمانعة جميعه، اكثر قوة، وتماسكاً، وامتلاكاً لأوراق سياسية اعمق تأثيراً، وأكثر وجاهة في لُعبة المناورات السياسية، وتشكيل الضغط على من ارادوا تركيعها، وابادتها..
لا يختلف عاقلان أن الحرب على سوريا قد أمدّت محور المقاومة بقوتين اضافتين غاية بالزخم والحميّة والجهوزية العالية بمواجهة عدو واحد، فصار القتال بقلب رجل واحد وببندقيه بوصلتها واحده، وهما: المقاومة العراقية، والمقاومة اليمنية ..
لقد ساهم بقاء داعش في العراق لأربع سنوات بخلق ارادة سياسية، وتيارات شعبية واستنهض روح وثقافة المقاومة، والتي تبنتها القواعد الشعبية من كل الأطياف، والمذاهب، والأعراق، ودفعت بها لمراكز صُنع القرار التي شكلتها على الأرض، وتحركت بها، وانتصرت بملاحم عسكرية كانت ما بين: دحر وجود داعش، وتقليم اظافر الحركات الانفصالية الكردستانية، وكسر الإرادة الأمريكية وبهذا اثبت محور المقاومة المُشكّل حديثا بالعراق أنه جزء من المعركة الكبرى..
اما اليمن فقد ادهش العالم بمقاومته الصامده بوجه التحالف الدولي، واستقطب صمود شعبه الباسل لهذه الحرب قواعد شعبية، وعسكرية زادتها قوة، وصلابة، وتحديًا.
وكانت الحرب على سوريا سببا لتشكيل تحالف قوي بين روسيا، وايران ساهم في تشكيله معارضتهما للغرب ولاسيما الولايات المتحدة الامريكيه.
ولذلك سيظل التحالف الروسي الايراني المشترك المصالح على اهبة الاستعداد دوماً لحماية سوريا، وتقوية موقفها ومساندة تحركاتها سواء السياسيه او العسكرية .. حتى بعد انتهاء الحرب بانتصار سوريا فالتحالف الروسي الايراني جدي وحقيقي ومستمر ويشير بقوة الى اصطفافات، وتموضعات جديدة بالعالم والمنطقة العربية.. سيكسر بدوره النظام العالمي الأوحد القطبية، الذي تُهيمن عليه الولايات المتحده الامريكية.
كل ما سبق سيعمل على زيادة قوة محور المقاومة الذي اكتسب حلفاء حقيقيين لهم مصالحهم المشتركة، وقد ابلوا بلاءً حسناً بميادين المعركة عسكرياً، وسياسياً.
أما خسائر سوريا فيمكن تعويضها لبناء سوريا جديدة يمكنها ان تسهم بأحداث بداية دراميه لطفرة حضارية كبيرة.. فمرحلة (مابعد الدمار) ستكون فرصة لتدارك اخطاء الماضي، واستغلال الظرف، والظهور بالكبرياء الوطني امام العالم.
أما في المعسكر المُقابل فهناك تحالفات اقليمية اخرى تتشكل وتقف بمعسكر مناويء لتحالفات محور المقاومة، وهي تتكون من الدول التي تورطت بشن الحروب وتدمير البلاد كالسعودية وقطر والامارات وتركيا.. وايضاً تنضم اليها مصر ولكن بتواجد مُتردد، غير ثابت، وغير فعّال بعد. فلا نجد من تلك التكتلات الا تكوين تحالفات غير مُتجانسة، وغير مُستمرة، وغير ناجحة مثل التحالف العربي ضد اليمن، والتحالف الاسلامي السُني، والقوة العربية المشتركة.. وقد شاركت بهم مصر – القوة الاقليمية الكبرى – كتابع للوكيل السعودي وبالتالي للامبرياليه الصهيوـ امريكية !! .. بسبب احتياج مصر للمعونة السعودية.
ونعتقد أن التعاون المصري السعودي سيصاب بشيء من التراجع والبرود بسبب توقع توقيف السعودية ذلك الدعم المادي لمصر بسبب هبوط اسعار النفط، وضعف الدخل العام السعودي، فضلا عن عدم تجانس المواقف المصرية السعودية ازاء الملف السوري وليس هذا كل ما يشوب ويهدد مستقبل التحالف، فهناك النزاع الخليجي والصراع مع قطر، والذي انتهى بالمقاطعة الكاملة، ثم الخلافات الاماراتية السعودية فيما يختص بالنزاع حول مكتسبات كل منهما داخل الحلبة اليمنية. وبالقطع سوء العلاقة بين القاهرة، وانقرة.. والتي فشلت كل الجهود لترميمها بسبب الخلاف حول تبني تركيا للاخوان ومحاولة فرضهم على المشهد السياسي المصري.. سيحول ايضا بين نجاح، وتمازج واستمرار مثل هكذا تحالفات !! … وعلى صعيد آخر.. هناك بناء تحالفات اقليمية عربية – اسرائيلية، فنحن نشهد انفتاحاً اسرائيلياً مع تلك القوى المختلفة.. يقابله سباقاً محموماً للممالك الخليجية قد تعدى حدود التطبيع، والعلاقات المُعلنة الى السباق على تحالفات متينة ذي استراتيجيات مشتركة اهمها الاجماع، والتوحد، على عدائية محور المقاومة ولاسيما ايران (ولا يغيب عن بالهم الهاجس النووي)..
فهل ستنجح تلك التحالفات العربية – العربية، والعربية – الاسرائيلية بالوقوف امام مارد محور المقاومة، والممانعة المتفوق عسكرياً، ذي الاوراق السياسية الهامة المُكتسبة من انتصاراته الأخيرة بأكثر من حلبة، وبأعمق من ميدان.
فمحور المقاومة بصراعه، وحربة الاخيرة بالحلبة السورية كان بمثابة جسم قوي هاجمه المرض بفيروسات قاتلة فاستجمع قواه، وصمد، وقاتل بشراسة حتى اكتسب مصلاً واقياً، وصار اقوى وبمناعة اشد، واكثر عصياناً على الفتك به من جديد.
اما المُعسكر المُقابل فهو يتكون من دول مُنهزمة بالفعل اما عسكرياً، او اقتصادياً، او سياسياً بالاضافة الى انها بالفعل مُنهكة، وغير مُتجانسة، ومُنهزمة داخلياً، والأهم مما سبق، والأخطر انها تُصارع، وتُقاتل بقضية غير عادلة.
ان فنّ التحالفات الذكي يرتكز حتماً الى رؤية شاملة واضحة وجهود سابقة حثيثة لإنجاح (المهمة) واستغلال اوراق ضغط مٌهدِدة، ومُؤثرة، اضافة الى نَفَس سياسي طويل يضمن الثبات، والعناد، وقبل كل ذلك يحتاج الى قضية عادلة جوهرها حق سيادة البلاد، وحق تقرير المصير، وحق الدفاع عن المصالح، بالاضافة الى قيادات واعية مخلصة تملك زمام المشهد وتتصدره…
انه مارثون الكبار .. الذي لا يقرر حده الزمني الا الشجعان ممن يرغبون في البقاء بشرف.
 
* كاتبة من مصر
قد يعجبك ايضا