ماهو مستقبل سوريا بعد اجتماع سوتشي

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||  الوقت التحليلي

 

إن أزمة الحرب المتعددة السنوات في سوريا لها عدد كبير من الآثار المروعة وواسعة الانتشار على المستويات الثلاثة المحلية والإقليمية والدولية، ومع هزيمة تنظيم “داعش” والتقدم الكبير الذي يحققه الجيش السوري إن متابعة عمليات التفاوض من قبل الدول الثلاث – إيران وروسيا وتركيا – ساعدت على إنهاء الحرب وتوسيع المناطق الآمنة في البلاد، وفي السياق الحالي، فان الوقت الراهن هو الافضل لعقد مشاورات للتوصل إلى اتفاق بشأن الإطار العام لمستقبل النظام السياسي السوري حيث تم تعزيز الجهات الفاعلة الدولية والمحلية.

 

وفي هذا الصدد، سيجتمع رؤساء إيران وروسيا وتركيا يوم الأربعاء 22 نوفمبر في سوتشي بروسيا لمناقشة كيفية توطيد جهود إحلال السلام في سوريا وإيجاد حل سياسي ودبلوماسي دائم. وفي وقت سابق وصف المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كولين الدول الثلاث بانها “ضامنة” وقال انهم سيبحثون سبل التوصل الى حل سياسي دائم لسوريا في سوتشي، كما وصف المتحدث باسم فلاديمير بوتين ديمتري بيسكوف قمة الدول الثلاث بانها “ضامنون لعملية الحل السياسي والاستقرار والامن”.

 

وقد عقد وزراء خارجية الدول الثلاث اجتماعا في انطاليا بتركيا لتوفير الظروف لرؤساء الدول الثلاث، وبالنظر إلى نجاح التعاون الثلاثي في تصميم وتنفيذ مفاوضات في الجولات السبع للمفاوضات ونتائجها الإيجابية من أجل السيطرة على الحرب وهزيمتها بآلية إنشاء أربعة مجالات رئيسية للحد من التوتر والتصدي الناجح للجماعات الإرهابية ، فنتائج قمة الرؤساء الثلاثة يوم الأربعاء سيكون لها اهمية كبيرة للبلاد خاصة في تحديد الخطوط العامة لمستقبل التطورات السورية في عملية المفاوضات السياسية.

 

سوتشي قبل جنيف 8

 

ومن اهم اسباب قمة الدول الثلاث في المرحلة الحالية تشكيل قمة مفاوضات السلام السورية في 28 نوفمبر الحالي تحت اشراف الامم المتحدة في جنيف حيث أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون سوريا ستيفن ديميستورا أن الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف ستركز على الانتخابات والدستور الجديد في سوريا. إن العلاقة بين هاتين المسألتين واضحة عندما يتعلق الأمر بأن تصرفات الدول الثلاث في إيران وروسيا وتركيا لإنشاء آلية تفاوضية موازية لجنيف منذ البداية وبناء على ذلك، تسعى الدول الثلاث الى انشاء جدول أعمال موجه لمحادثات جنيف بغية إجراء محادثات قبل بدء المفاوضات حول قضايا مهمة مثل شكل النظام السياسي وآلية الانتقال السياسي والدستور.

 

وفي وقت سابق، كان من المفترض أن يعقد اجتماع “مؤتمر الحوار الوطني السوري” في سوتشي،حيث تركز روسيا على صياغة الدستور مع ممثلي المجموعات العرقية والجماعات والأديان والحركات السياسية للمعارضة و الحكومة السورية، ولكن بسبب المعارضة التركية لدعوة الأكراد السوريين تم تأجيل المؤتمر.

 

وبناء على ما سبق يمكن الاطلاع على الخطوط العامة للاتفاق بين رؤساء البلدان الثلاثة طبقاً للمواضيع التالية.

 

مكافحة الإرهاب والحفاظ على السلامة الإقليمية لسوريا

 

إن المناقشات حول الوضع الاخير في مواجهة الإرهاب في سوريا واعتماد استراتيجية مشتركة لمواصلة عملية التصدي للجماعات الإرهابية والتكفيرية واستعادة الاستقرار في سوريا ستكون من القضايا المركزية. وفي هذا الصدد، لوحظ أن رؤساء القوات المسلحة للبلدان الثلاثة اجتمعوا يوم الثلاثاء وقبل يوم واحد من انعقاد القمة. وفي هذا الاجتماع، ستتخذ تدابير لمكافحة الإرهاب في المنطقة في السنوات التي تلت الأزمة السورية ولم تتوقف الولايات المتحدة والدول العربية المتحالفة معها، مثل السعودية، عن دعم الجماعات الإرهابية في سوريا للإطاحة بالنظام السياسي.

 

ومن ناحية أخرى يبدو أن وصول المساعدات الإنسانية والتسوية السياسية للأزمة السورية في إطار محادثات جنيف وقرار مجلس الأمن 2254 الذي يؤكد في الواقع على المحافظة على السلامة الإقليمية للبلد سيكون جزءا آخر من الاتفاق بين الدول الثلاث حيث تتشاطر الدول الثلاث مصالح مشتركة في الحفاظ على وحدة سوريا، وتسعى ايران وروسيا لمنع خطط الولايات المتحدة والسعودية بتقسيم سوريا الامر الذي يصب في مصلحة النظام الصهيوني وضرب محور المقاومة. وتخشى تركيا أيضا من تشكيل كيان كردستاني مستقل في جنوب حدودها مع سوريا.

 

المصير السياسي لبشار الأسد

 

أحد الأسباب الرئيسية لعدم التوصل إلى قمة جنيف بأكملها من أجل حل الأزمة السياسية في سوريا هو الاختلافات بين الأطراف المشاركة في المستقبل السياسي للرئيس بشار الأسد. ومع ذلك، فإن الرئيس السوري الذي تمكن من السيطرة على جميع المناطق السورية بمساعدة روسيا وإيران، هو الآن في وضع قوي في السلطة، ولن تقبل إيران وروسيا الشروط المسبقة للانسحاب الفوري للأسد من السلطة وبصرف النظر عن تقرير مستقبل الأسد (وبشكل عام مستقبل سوريا) في الانتخابات العامة وبأصوات شعب هذا البلد. وأعلنت تركيا، عن تأييدها لقدرة الأسد على الصمود في الفترة الانتقالية بعد أن تحولت إلى التعاون مع المحور الإيراني الروسي.

 

وأعلن رئيس الوزراء التركي يلدريم في آب / أغسطس 2016 أن “الأسد قد يكون له دور في الفترة الانتقالية في سوريا”. وتحاول أنقرة، من خلال هذا التصريح منع انهيار سوريا، وبعبارة أخرى، تشكيل دولة كردية مستقلة كتهديد أساسي للمصالح الوطنية لتركيا، استنادا إلى تعاون روسيا وإيران.

قد يعجبك ايضا