فَـــرَّ نحو البحر

موقع أنصار الله || أدب وشعر || عبدالوهاب المحبشي*

 

ذُوْ نَوَاسٍ جَالِسٌ فِيْ قَصْرِ حَدَّهْ

رَمْزُهُ كَانَ حِصَانًا

عِنْدَهُ لِلْحَرْبِ عُدَّهْ

أَمَرَ اللهُ بِأَنْ يَعْبُدَهُ

فَاخْتَارَ أَنْ يَعْبُدَ عَبْدَهْ

شَنَّ فِي القُرْبَى حُرُوبًا

حِيْنَ أَوْصَى اللهُ فِيْهِمْ بِالْمَوَدَّهْ

ذُوْ نَوَاسٍ ثَارَ مِنْ أَجْلِ الْيَهُوْدِ

وَاعْتَرَتِ الرِّعْدَةُ جِلْدَهْ

شَدَّ فِي أَعْدَائِهِمْ أَكْبَرَ شَدَّهْ

ذُوْ نَوَاسِ الْحِمْيَرِيُّ فِي دِيْنِهِ يُشْبِهُ جَدَّهْ

ذُوْ نَوَاسٍ مِثْلَهُ حَقَّقَ وَحْدَهْ

ذُو نَوَاسٍ مِثْلَهُ أَفْنَى خِيَارَ النَّاسِ عِنْدَهْ

ذُوْ نَوَاسٍ مِثْلَهُ صَبَّ عَلَى الأَطْفَالِ حِقْدَهْ

نَزَعَ الدِّيْنَ مِنَ الشَّعْبِ لِيَبْقَى مُسْتَبَدَّهْ

جَاءَهُ غَزْوٌ مِنَ الْغَرْبِ

فَمَنْ يَسْطِيْعُ صَدَّهْ.. فَهُوَ لَنْ يَصْمُدَ ضِدَّهْ

أَيْنَ مَنْ كَانُوْا رِجَالَ الْمَوْتِ فِي سَاعَةِ شِدَّهْ

أُحْرِقُوْا يَوْمًا بِأُخْدُوْدٍ لِكَيْ يَرْضَى الْيَهُوْدْ

بَيْنَ نَجْرَانٍ وَصَعْدَهْ

آهْ.. لَوْ كَانُوْا هُنَا

مَا اجْتَازَتِ الأَعْدَا الْحُدُوْدْ

إِنَّ مَنْ يَصْمُدُ ضِدَّ الظُّلْمِ يَعْتَادُ الصُّمُوْدْ

لَيْسَ يُثْنِيْهِ العَتَادُ الضَّخْمُ

أَوْ تَعْنِيْهِ أَعْدَادُ الْجُنُوْدْ

* * *

ذُوْ نَوَاسٍ أَحْرَقَ الأَبْطَالْ

ذَا نَوَاسٍ كَيْفَ أَحْرَقْتَ الرِّجَالْ

قَالَ إِذْ أَحْرَقَهُمْ مَا كَانَ بُـدَّهْ

ذَا نَوَاسٍ! مَنْ يَذُوْدُ الْيَوْمَ عَنْ شَعْبٍ وَقَدْ قطّعْتَ زِنْدَهْ

ذُوْ نَوَاسٍ هَلْ تَرَى يَسْطِيْعُ أَنْ يَهْزِمَ نِدَّهْ

أَسَدٌ..

يَصْطَادُ مِنْ إِخْوَانِهِ كُلَّ الوَرَى تُحسن ُصَيْدَهْ

لَنْ يَرَى فِيْ سَاعَةِ الشِّدَّةِ أُسْدَهْ

ذُوْ نَوَاسٍ لَمْ يَجِدْ مِنْ جُنْدِهِ مَنْ سَلَّ حَدَّهْ

وَالْحِصَانُ الرَّمْزُ مَا زَالَ عَلَى أَكْمَلِ عُدّهْ

***

ذُوْ نَوَاسٍ فَرَّ نَحْوَ الْبَحْرِ كَيْ يَطْلُبَ نَجْدَهْ

وَإِذَا بِالْبَحْرِ قَدْ أَخْلَفَ وَعْدَهْ

حَرْبُهُ هَزْلٌ مَعَ الأَعْدَاءِ، وَفِيْ الأَهْلِ يَجِدُّ الْحَرْبَ َجِدَّه

ذُوْ نَوَاسٍ وَالْحِصَانُ

قَبْلَهُ بَحْرٌ عَدُوٌّ

وَعَدُوُّ الْبَــرِّ بَعْدَهْ

لَمْ يَجِدْ مَنْ خَطَّ عَودَهْ

هَلْ سَيَلْقَاهُمْ كَمَا لاقَى الْحُسَيْنُ الْمَوْتَ وَحْدَهْ

لَمْ يَرِدْ مِنْ جَأْشِ آلِ الْبَيْتِ وِرْدَهْ

مِثْلَهُ لَيْس لهَ قَلْبٌ

لِكَيْ يَصْنَعَ مَجْدَهْ

مِثْلَهُ يَهْزِمُ نَفْسَهْ

مِثْلَهُ يَهْزِمُ جُنْدَهْ

مِثْلَهُ مَنْ يَرْتَمِيْ خَوْفًا مِنَ الأَعْدَاءِ فِيْ الْبَحْرِ

فَيَأْبَى أَنْ يَكُوْنَ الْبَحْرُ لَحْدَهْ

هَكَذَا يَخْتِمُ عَهْدَهْ

كُلُّ مَنْ يَنْكُثُ عَهْدَهْ

  • من قصيدة للشاعر كتبها في العام 2007
قد يعجبك ايضا