مراجعة ترامب النووية.. شرارة الحرب النووية في العالم!

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||الوقت التحليلي- الى اين سيقود جنون ترامب العالم؟ سؤال بدأ يطرحه الكثير من المحللين على خلفية دعوة ترامب وزارة الدفاع الامريكية الى اجراء دراسة جديدة للـ”الموقف النووي” الامريكي فيما يخص الترسانة النووية العسكرية الامريكية وذلك لنشرها خلال النصف الاول من السنة الحالية، دعوة ترامب اثارت المخاوف العالمية بشكل جدي بشأن السياسة النووية الامريكية خصوصاً مع وجود رئيس متهور اسمه دونالد ترامب الذي يرفع شعار ” امريكا او لا احد”.

وفي هذا السياق اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الاثنين الماضي، عن بدئها بمراجعة الترسانة النووية الامريكية، تحت إشراف كل من نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش، الجنرال بول دي سيلفا، ونائب وزير الدفاع، بوب وورك.

وبحسب الوثيقة الصادرة عن وزارة الدفاع الامريكية، فإن الدراسة تحمل عنوان “مراجعة الموقف النووي”، وتقوم بها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتحدد خلالها مصير ترسانة البلاد النووية، خلال عشرة أعوام قادمة.

وتعهد البنتاغون بالإنتهاء من الدراسة بعد ستة أشهر، وبمجرد الانتهاء من إعدادها، سيتم الموافقة عليها اولا من قبل وزير الدفاع ومن ثم الرئيس الامريكي، ومن المقرر إصدارها في أوائل شباط / فبراير 2018.

ووفقا للوثيقة النووية الجديدة التي سربت صحيفة “هافنغتون بوست” جزءا منها، تفكر امريكا (البنتاغون) مليا في إمكانية استخدام الأسلحة النووية للرد على هجمات غير نووية، يمكن أن تشمل هجمات بيولوجية أو هجمات إلكترونية مدمرة.

حيث تتضمن الاستراتيجية الجديدة إمكانية الحصول على موافقة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشن هجوم نووي في حال تعرضت المنشآت الحيوية الأمريكية لهجوم مدمر بوسائل غير نووية.

وفي حين كان البدء باستخدم الأسلحة النووية يخضع لضوابط شديدة ولا يمكن أن يتم إلا في حدود ضيقة في عهد الادارات الامريكية السابقة، لكن في عهد ترامب تضمن الاستراتيجية الجديدة إمكانية استخدامها للرد على هجمات إلكترونية مدمرة يمكن أن تؤدي إلى تدمير شبكات الكهرباء على سبيل المثال”.

وعلى هذا الاساس، فإن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو لماذا اعتبر القادة الأمريكيون في حكومة ترامب أن الرد النووي هو الخيار الامثل على هجمات غير نووية؟ هل تغيرت الظروف العالمية ام ظروف امريكا؟

اولا، تجدر الإشارة إلى أن النظر في التهديدات التي يشكلها التغير العالمي لا يمكن ان يدفع باتجاه اتخاذ هكذا قرار من امريكا بأي حال من الأحوال، لأن الظروف العالمية لم تتغير كثيراً، حيث يمكننا مقارنة الاوضاع الحالية بالعام الماضي أو حتى قبل عدة سنوات من حيث التوازن الدولي للسلطة أو التغيير في هيكل توزيع السلطة نجد انه لم يحدث تغيير كبير في ذلك. وفي الواقع ان التغييرات الرئيسية التي حدثت في هيكل النظام العالمي على مدى العقدين الماضيين تركزت في المناطق الإقليمية الصغيرة، ولكن من حيث الهيكل الاقتصادي العالمي، لم يخضع النظام الدولي لتغييرات كبيرة.

ثانياً، ان الإجابة على السؤال الثاني المتعلقة بالتغيرات في السياسة الأمريكة هو الاكثر صوابية، حيث يقول غالبية الخبراء السياسيين ان “امريكا ترامب” تختلف عن الادارات الامريكية السابقة.

اذا في هذه الحالة يمكن القول ان التغيير الذي سيطرأ على وثيقة الترسانة النووية الامريكية لن يكون على اساس التطورات العالمية، وانما سيكون على أساس التغيرات في الفضاء السياسي الأمريكي، والاهم من ذلك تاثرها بوصول الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب الى كرسي البيت الابيض.

روسيا والصين

وفي بؤرة اهتمام تقرير البنتاغون تبرز كيفية الرد على الإستراتيجية والبرامج العسكرية لروسيا والصين اللتين يقول مسؤولون أميركيون إنهما تضفيان دورا أكبر للأسلحة النووية.

ويرى البنتاغون أنه طالما أن تلك الدولتين لم تحذوا حذو امريكا في الحد من التركيز على الدور الذي تضطلع به الأسلحة النووية، فإن واشنطن بحاجة لنطاق واسع من الخيارات النووية الكفيلة بالتصدي لأعدائها المحتملين، خاصة فيما يتعلق بشن ضربات محدودة.

انتهاك الوعود الأمريكية السابقة

وفي سياق منفصل، إن الطموحات النووية لحكومة ترامب، التي تقوم على أساس الرد باسلحة نووية على الهجمات غير النووية، وزيادة الترسانة النووية، هو في حد ذاته ضربة لاتفاقات واشنطن والتزاماتها السابقة في المجال النووي. ففي اوائل عام 2010 في براغ وقّع الامريكيون والروس على وثيقة “ستارت” الجديدة واتفقوا على تخفيف الترسانة النووية للطرفين الا ان امريكا اليوم تنقض روح هذا الاتفاق عبر اجرائها مراجعة لاستراتيجيتها النووية والتي كما ذكرنا في السابق ستزيد من خلالها ترسانتها النووية وتستخدمها في الرد على هجمات غير نووية.

ترامب يجعل العالم اقل أمناً؟

ومما لا شك فيه ان الاتفاقات النووية الروسية – الامريكية السابقة قد اتبعت بغية الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار الأمني للمجتمع الدولي. الا أن انتهاك هذه الاتفاقات في الاستراتيجية النووية الجديدة للحكومة الأمريكية يعني تجاهل واشنطن للأمن العالمي. ويعد هذا أمر طبيعي في نهج دونالد ترامب الأحادي التفكير، الذي لا يرى سوى امن امريكا على حساب الامن العالمي. وبهذه الطريقة، يمكننا أن نتوقع تكثيف المنافسات النووية الدولية وصعود النزعة العسكرية وسباق التسلح في العالم إذا تم تأكيد الموافقة النهائية على وثيقة الاستراتيجية النووية الأمريكية. وفي مثل هذه الحالة، ينبغي أن نتوقع زيادة انعدام الأمن في العالم.

قد يعجبك ايضا