تظاهرات في جاكرتا ونيودلهي ضد السعودية

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي

الظاهر أن الشعوب الإسلامية ضاقت ذرعا بالإدارة الفاشلة للسعودية فيما يتعلق بإدارتها للحرمين، وتسييسها لهذا الموضوع الحساس لدى كل المسلمين أينما وجدوا.

وفي يوم أمس الجمعة نظمت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة الحرمين وحملة منع تسييس المشاعر، وقفات احتجاجية في كل من العاصمتان جاكرتا ونيودلهي، في خطوة تصعيدية تهدف للمطالبة بإشراك الدول والمؤسسات الإسلامية في إدارة المشاعر المقدسة.

وفي كلا البلدين رفع المحتجون لافتات مناوئة للنظام السعودي ووصفته بالديكتاتور الذي يصنع إسلاما جديدا يسلب فيه المسلمين حقوقهم المكفولة منذ بزوغ الدين الإسلامي، وندد المشاركون بالإدارة الفاشلة واستغلال الحج لأغراض سياسية.

أندونيسيا

في العاصمة جاكرتا، شارك مسلمون في مظاهرة نظمتها الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين أمام سفارة الرياض، منددين بإدارة الرياض للحرمين التي وصفوها بـ”الفاشلة”.

ورفع المحتجون صورا لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان ووصفوه بـ”الديكتاتور”، كما رفعوا لافتات مناهضة للسعودية تطالب بعدم تسييس الحج، وبعدم ربط الخلافات السياسية مع الدول بأداء مناسك الحج والعمرة، وتحرير المشاعر الإسلامية من الإدارة السعودية.

وقالت احدى المشاركات في الاحتجاجات، أن بلادها هي أكبر بلد مسلم لكن للأسف ليس لها قول أو أثر في إدارة الحج والعمرة والمشاعر بشكل عام وهذا لم يعد أمرا مقبولا، وأضافت أنه “يجب أن تكون إندونيسيا متواجدة في السعودية من خلال خبراء يمكنهم تطوير إدارة الرياض المتردية للمشاعر والحرمين”.

من جانبه عبر أحد المشاركين ويدعى سوجارتو عبد الله، عن السخط الشديد الذي بدأ ينتشر في إندونيسيا مؤخراً، نتيجة انخفاض عدد المسموح لهم من مواطنيها بأداء فرائض الحج والعمرة، بحجج واهية مثل الازدحام والطاقة الاستيعابية للحجاج.

وطالب سوجارتو الحكومة الإندونيسية بطرد السفير السعودي من جاكرتا، “ما لم تصلح الرياض من طريقة إدارتها للمشاعر (الدينية)، وتسمح للمسلمين بالمشاركة في ذلك عبر إطار إسلامي موحد”.

وكانت الهيئة الدولية عقدت مؤتمراً دولياً في إندونيسيا الأسبوع الماضي، ناقش إدارة السعودية للحج وسبل تطويرها، وأوصى المشاركون فيه بضرورة إشراك الدول الإسلامية في إدارة الحرمين والمشاعر الدينية.

الهند

 

وفي الهند نظمت “الحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر المقدسة” وعدد من علماء المسلمين ومجلس مشايخ الهند مظاهرة احتجاج قرب مقر السفارة السعودية بنيودلهي رفضا لتسييس السلطات السعودية للمشاعر المقدسة.

 

ونُظمت المظاهرة بسبب “الانتهاكات” السعودية في المشاعر المقدسة، كتسييس الحج وربط الخلافات السياسية مع الدول والأفراد بأداء مناسك الحج والعمرة.

 

ورفض آلاف المشاركين في المظاهرة “حرمان الآلاف من المسلمين حول العالم من المشاعر الدينية بسبب الاختلافات السياسية”. وهتف المشاركون ضد النظام السعودي وسياسة حكومة المملكة التي تحرم المسلمين من أداء الشعائر.

 

وشارك في تنظيم المسيرة التي جابت عدداً من الأحياء، مؤسسات محلية إسلامية، وبدعم من علماء المسلمين ومجلس مشايخ الهند. ورفع المشاركون لافتات وشعارت مناهضة للسعودية مثل: “نطالب السعودية بعدم تسييس الحج”، و”الحج لكل المسلمين”، و”نطالب بتحرير المشاعر الإسلامية من الإدارة السعودية”، وغيرها.

وفي حديث خاص مع قناة “الجزيرة” القطرية، طالب أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بإنجاز تقرير سنوي عن تسييس الحج والعمرة، ووضع هذه الانتقادات أمام علماء المسلمين ووسائل الإعلام والرأي العام الإسلامي.وهتف المشاركون في المظاهرة بنيودلهي ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وسياسة الرياض التي تحرم المسلمين من أداء الشعائر.

 

وقال الريسوني تعليقا على الوقفتين بنيودلهي وجاكرتا : ” هذاالحراك مشروع، ويأتي بعد سنين طويلة من التسييس السعودي للحج، والاستغلال الدعائي له لفائدة النظام السعودي برموزه ومذهبيته”.

 

ورأى الريسوني أن هذه الاحتجاجات تعبر عن تطور في وعي المسلمين وانتقاد الاستغلال السياسي للحج المسيء للأمة الإسلامية بل إلى الإسلام نفسه.

 

وانتقد اعتقال أشخاص في موسم الحج والعمرة وبتأشيرة الحج ولباس الإحرام، و”توزيع أطنان من الكتب الدعائية والتحريضية” وتسييس خطبة الحرمين الشريفين وخطبة يوم عرفة، واستثمار ذلك لصالح اتجاه ومذهب معين وأشخاص بعينهم.

 

وأضاف الريسوني “آن الأوان أن يتحرك المسلمون سواء كشعوب أو علماء للضغط ووضع حد لهذه الانتهاكات”، وطالب بطرح الموضوع أمام منظمة التعاون الإسلامي، داعيا في الوقت نفسه لإنجاز تقرير سنوي عن تسييس الحج والعمرة، ووضع هذه الانتقادات أمام علماء المسلمين ووسائل الإعلام والرأي العام الإسلامي.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر في السعودية انطلقت قبل أشهر في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وتمثل حراكاً عالمياً رافضاً لتسييس الحج.

قد يعجبك ايضا