استنجاد سعودي بباكستان
موقع أنصار الله || مقالات || طالب الحسني
السعوديةُ تستنجدُ بجيوش من خارج أراضيها، مفارقةٌ تصطدمُ بادّعاء القوّة والإنجاز، وتعرّي الاستعراضَ العسكري السعودي في مناسبات مختلفة، إذ ان انكشافَ الحقيقة يؤكد خواءً كبيراً في قدراتها العسكرية وإمْكَانياتها، من حيث نوعية جنودها.
ليس لأول مرة يناقش البرلمانُ الباكستاني مهمةَ إرسال قوات عسكرية باكستانية لحماية السعودية أَوْ لمهام اخرى، من بينها الاستشارة والتدريب، فلمرة جديدة خلال الثلاثة الأعوام الماضية، يؤكد البرلمان الباكستاني إرسالَ الجيشِ عسكريين إلى السعوديةِ في مهمة تدريبية تشاورية، لكنه يعقّب ان هذه القواتِ لن تكون للمشاركة في أية حرب ضد أي بلد إسْلَامي.
تأكيدُ البرلمان يأتي استناداً إلى تصريحات وزير الدفاع الباكستاني الذي أكّد انه سيتم نشرُ أكثرَ من ألف جندي في السعودية خلال شهور قليلة؛ ليرتفعَ بذلك عددُ الجنود الباكستانيين إلى ألفين وستمائة جندي، ويعقّب الوزير ان مخاوفَ كثيرةً من أن تصبح هذه القوات جزءاً من الحرب على اليمن، في الوقت الذي ترفُضُ باكستان أية مشاركة.
أمّا ما استنتجه محلّلون عسكريون باكستانيون، في ضوء التعليق على إرسال قوات باكستانية إلى السعودية، هو ان جيشَها يعاني من حالة تململ كبيرة جراء خسائره الكبيرة في اليمن، حالةٌ تستدعي عمليةَ إنقاذ وليس ترميماً، تتوقّف عند قوات استشارية.
لم تعد السعوديةُ تُراعي إنْ كانت هذه فضيحة مدوية لقدراتها العسكرية، فعشراتُ التقارير التحقيقية والمختصة في الشأن العسكري اعتبرت تعثُّر السعودية في العدوان على اليمن -رغم المساعدات الكبرى والتحالف الذي يساندُها- انكشافاً دقيقاً لهشاشة السعودية عسكرياً.
تقييمٌ يُعيدُ دراسةَ تموضُع السعودية في أي حرب إقليمية أكبر.. باكستان مجدداً تُذكِّرُ بهرولة السعودية قبل ثلاثة أعوام للمهمة نفسها، وتلك استغاثة يُعيدُ الكثيرَ من الذكريات على أطلال حرب فاشلة تخوضُها السعوديةُ في اليمن.
الجدلُ الذي يعودُ إلى الصدارة هو حجمُ التسليح وصفقات الأسلحة التي وقّعتها السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وروسيا، مقابل هشاشة ووضع السعودية العسكري مقارنةً بجيوش دول أُخْــرَى في المنطقة، إلا إنْ كانت السعودية قادرةً على إقناع الآخرين ان هذا الاستنفارَ وطلب المعونة عمليةٌ ترفيهية.