الخلافات بين السعودية والامارات باليمن.. 5 محاور لا يمكن حلها

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || IUVM Arabic

في بداية الغزو العسكري لليمن في عشية 26 مارس 2015 تحت عملية ما يسمى “عاصفة الحزم”، اعتقد العديد من المحللين أن الحرب سينتهي بانتصار التحالف بقيادة السعودية في أقل من شهر، ولكن صمود الشعب اليمني المتمثل في الجيش واللجان الشعبية لم يسمح للتحالف السعودي الإماراتي بدعم أمريكي غربي صهيوني أن يحقق أهدافه المرسومة مسبقاً وهي إعادة اليمن إلى بيت الطاعة.

ومع استمرار الحرب على التعرية، أصبحت النزاعات بين السعودية والإمارات أكثر وضوحا، ومع اشتعال النيران، تصاعدت الاشتباكات بين الميليشيات التي تدعمها الإمارات والمرتزقة التي تدعمها الرياض في عدن والمحافظات الجنوبية.

 

هذه الخلافات من جهة والعدوان بشكل كامل على اليمن من جهة أخرى سبّبت في تدمير البنية التحتية وتفاقم الأوضاع الإنسانية وخلق الكوارث.

 

الخلاف بين الإمارات والسعودية في اليمن تتمحور حول 5 نقاط وهي كـ الاتي:

 

الأول: التجارة البحرية: تسعى الإمارات أن تسيطر على الخليج (الفارسي) والمحيط الهندي، كما تسعى أن تسيطر على الموانئ اليمنية بما فيها باب المندب وميناء عدن وميناء المكلا والجزر اليمنية الواقعة في مضيق باب المندب، حتى لا يتوجه في المستقبل اي خطر من قبل هذه الموانئ لميناء دبي، صحيح أن أطماع السعودية في هذا القطاع يختلف عن أطماع الإمارات نظرا أن السعوديين يسعون في الاستيلاء على الموارد النفطية بما فيها حقول النفطية في الجوف (الواعد) لكن لتصدير النفط السعودية تحتاج أن تستخدم خليج عدن بدل من مضيق هرمز التي تسيطر عليها إيران والتقليص من أهميتها الإستراتيجية.

 

الثاني: وقف الحرب: وقف الحرب في الوقت الراهن يعتبر فشل ذريع للسعودية لعدة أسباب، أولا ، حدودها الجنوبية مهددة من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية وثانياً هي التي تكفلت بهذا الحرب وكلفتها كلفة باهظة واسفرت بعجز كبير في ميزانيتها، لكن الإمارات في الوقت الراهن تسيطر على معظم المحافظات الجنوبية والموانئ والجزر واخذت البيعة من أكثر المشائخ في الجنوب، أي حالها أفضل من منافستها في اليمن.

 

الثالث: الاختلاف حول ما يسمى شرعية “عبدربه منصور هادي”: حيث أن الإماراتيين أظهروا رفضهم لحكومة بن دغر وسعوا في السيطرة على المناطق الحيوية في عدن وجميع المحافظات الجنوبية بعد استقالة خالد بحاح في 2016 .

 

الرابع :تقسيم اليمن: الإماراتيون يسعون من خلال دعمهم للانفصاليين برئاسة “عيدروس الزبيدي” أن يمهدوا طريق التجارة البحرية من خلال باب المندب، لكن هذا التقسيم في الوقت الراهن يعارض أصل أهداف تحالف العدوان وهو إعادة  ما يسمى” الشرعية” تحت راية يمنا موحدا -جنوباً وشمالاً-، بالرغم من أن تقسيم اليمن أحد أمنيات الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لصالح الكيان الصهيوني لخنق المحافظات الشمالية.

 

الخامس: الإخوان المسلمين: لازال الإخوان المسلمين ونوع مشاركتهم ضمن تحالف العدوان في جنوب اليمن أحد نقاط الخلاف بين الإمارات والسعودية وحاولت السعودية أكثر من مرة حل هذه المسألة بطرق مختلفة، إلا أن الإمارات لا تزال تعتبر الإخوان المسلمين أحد مشاكلها في جنوب اليمن.

 

على كل.. الخلافات بين السعودية والإمارات في اليمن أصبح جذريا، ولا يمكن أن تنتهي بهذه السهولة، كما أن هذه الخلافات أدت إلى انتشار الإرهاب بصورة غير طبيعية واسفرت أيضاً إلى عدم الاستقرار والأمن في المحافظات الجنوبية.

 

قد يعجبك ايضا