رسائل نتنياهو الى واشنطن: نحن عاجزون.. أنجدونا

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || جهاد حيدر/ العهد الاخباري

 

سبقت التقارير الاسرائيلية الاميركية، وصول رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الى واشنطن، بالكشف عن جدول أعمال زيارته التي يفترض أن تستمر خمسة ايام، ويتصدرها المطلب الاسرائيلي في هذه المرحلة، محاولة إقناع واشنطن بتعديل سياساتها في سوريا. وتعديل برنامج عملها في سوريا. اضافة الى ملفات متعددة من لبنان وسوريا الى ايران بعناوينها ومخاطرها المتعددة، الى “صفقة القرن”.

يبرز هذا المعطى في الكشف عن أن نتنياهو سيبحث مع الرئيس الاميركي، سبل تقليص “النفوذ والتمركز الايراني في الشرق الاوسط، وتحديدا في سوريا ولبنان”، أضافة الى قضايا أخرى… وكشفت العديد من التقارير الاسرائيلية والاميركية، عن أن نتنياهو سيركز في لقائه مع ترامب على ضرورة توسيع مهمة القوات الاميركية في سوريا، لمنع “تمركز إيران في سورية وتهديد إسرائيل”.

 

ما الرسائل التي يكشفها المطلب الإسرائيلي:

 

تكشف القراءة الإسرائيلية، والمطالب التي يحملها نتنياهو عن هيمنة مخاوف على صناع القرار في تل ابيب، من تكريس المعادلة التي ترتبت على انتصار محور المقاومة.. ومن المسار التصاعدي لتعاظم قدراته، ونتائجه الخطيرة على الامن القومي الاسرائيلي، ومستقبل المعادلات الاقليمية.

تأتي هذه المطالب الاسرائيلية، بعد استنفاذ العديد من الرهانات الفاشلة على الجماعات الارهابية والتكفيرية، بداية للقضاء على حزب الله، ولاحقا (بعد فشل الهدف الاول) لإضعافه واستنزافه قبل الانقضاض عليه من قبل “إسرائيل”… وبعد فشل رهانات سياسية تتصل بالموقف الروسي، واخرى تتصل بمحطات اقليمية سابقة…، الأمر الذي وضع “إسرائيل” أمام مفترق طرق حاسم. وهو ما كشفته تقارير اعلامية اسرائيلية عن أن نتنياهو سيبحث  “توسيع” نطاق عمليات القوات الاميركية لتشمل ايران وحلفائها، وعن انتقادات حادة وجهها مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى ذات صلة بهذه القضية (لم يذكر اسمه تفاديا للأزمة مع الولايات المتحدة)، للاداء العملي للقوات الاميركية في سوريا.

تأتي مساعي نتنياهو، في توسيع نطاق التدخل الاميركي، نتيجة لقراءة اسرائيلية بأن الولايات المتحدة تتحمل جزءا أساسيا من المسؤولية، في ما آل أو قد يؤول إليه الواقع الاقليمي. كونها انكفأت عن التدخل العسكري المباشر لتغيير موازين القوى على الساحة السورية، متجاهلة المفاعيل التي تركتها تجربة احتلال العراق المرة على الواقع الاميركي، بشقيه الرسمي السياسي والعسكري، وعلى الرأي العام.

يكشف المطلب الاسرائيلي عن وجود قناعة راسخة لدى مؤسسة القرار السياسي والامني بمحدودية خيارات “اسرائيل” الذاتية، يحرصون في تل ابيب على تجنب تظهيره، وهو أن مواجهة كافة مفاعيل انتصار الدولة السورية وحلفائها، ينطوي على أثمان هائلة، ليس بوسع “اسرائيل” تحمّلها، وهو ما يعني أنها أكبر من قدرة “اسرائيل”، وهو ما تؤكده تقارير المعلقين والخبراء الاسرائيليين، والاهم أن اداء “اسرائيل” العملاني، وأصل هذا المطلب، يؤكد على هذه الحقيقة.

ينبغي عدم تجاوز الرسائل السياسية والردعية، التي حضرت لدى صناع القرار السياسي والامني الاسرائيلي، بعد التصدي السوري الاخير في العاشر من شباط الماضي، وادى الى سقوط طائرة ف 16، واطلاق عشرات صواريخ ارض جو، فوق اجواء “اسرائيل”..، عبر بعضها فوق تل ابيب وصولا الى البحر. اذ رأت تل ابيب أنه بداية انعكاس نتائج انتصار الدولة السورية وحلفائها، على معادلة الردع مع “اسرائيل”.. وهو ما سيحضر ايضا في لقاء القمة بين الرئيسين الاسرائيلي والاميركي، لجهة استشراف مآلات ومستقبل هذا المسار، وما قد يترتب عليه من نتائج وتداعيات عسكرية قد تتطور الى سيناريوات تسعى كل الاطراف الى تجنبها.

تندرج المساعي الاسرائيلية على خط واشنطن، ضمن اطار خيار استراتيجي يهدف الى محاولة قطع الطريق على مسارات تقدر أن نتائجها ستشكل كوابيس على مستقبل “اسرائيل”.. وبمعنى من المعاني، تحاول أن تسابق الزمن الذي بات في غير صالح “اسرائيل”، في ظل المسار التصاعدي لمحور المقاومة. وهو بالتأكيد أتى بعد دراسة عميقة لمجمل الخيارات الاسرائيلية الماثلة أمامها. ويبدو أن الخلاصة التي انتهت اليها مؤسسة صناعة القرار الاسرائيلي، هي ضرورة “توريط” الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مباشرة مع محور المقاومة.

وبالقدر المتيقن، تكشف المساعي الاسرائيلية، عن مرحلة جديدة دخلها الصراع في سوريا والمنطقة، من أبرز معالمها دخول الاصيل على خط المواجهة، بعد فشل الوكيل. وارتفاع درجة التوتر والقلق والمخاوف في واشنطن وتل ابيب، والعديد من عواصم القرار الاقليمي، حول ما قد يترتب على ذلك من نتائج وتداعيات. لكن المفهوم الاهم، أن ما جرى ويجري، كشف مرة أخرى، تراجع وتقييد الدور الوظيفي الذي كان يفترض أن تقوم به “اسرائيل” لمصلحة الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، خاصة بعدما بلغت مرحلة تطلب فيها تدخل اميركي مباشر لحماية “اسرائيل”.

 

قد يعجبك ايضا