المناورات الصهيونية الأمريكية .. الاهداف والنتائج

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي-على أرض فلسطين المحتلة، وعلى مدى أسبوعين من الزمن تجري أمريكا والكيان الصهيوني الربيب مناورة عسكرية مشتركة وضخمة بدأت منذ يوم الأحد (4 مارس) بهدف رفع الجهوزية العملانية للطرفين في أي حرب مشتركة في المنطقة والتدريب على التصدي لهجمات صاروخية محتملة.

 

وتشتمل هذه المناورة التي سميت بمناورة “جنيفر كوبرا” على محاكاة دخول القوات الأمريكية إلى الكيان الصهيوني والتعاون بين الجانبين في الدفاع الجوي، وحتى الآن وصل 2500 جندي أمريكي وعشرت الآليات العسكرية إلى الكيان الصهيوني للمشاركة في هذه المناورة انضم إليهم 2000 جندي من قوات الدفاع الجوي التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية.

 

وتعتبر هذه المناورة أكبر مناورة مشتركة للجيشين خلال العام الحالي وتحظى بأهمية كبيرة لأنها تضمن محاكاة حرب شاملة يتعرّض خلالها الكيان الصهيوني إلى هجمات صاروخية من كل الجبهات، وتستخدم في هذه المناورة أنظمة دفاعية صاروخية ونظام القبة الحديدية وصواريخ الباتريوت بالإضافة إلى المروحيات والمقاتلات وطائرات من دون طيار تابعة للجيشين الصهيوني والأمريكي.

 

وللوقوف على الأهمية الاستراتيجية لهذه المناورة العسكرية والمشاركة الأمريكية فيها يمكننا الإشارة إلى الفترة الزمنية التي تستغرقها هذه المناورة، وهي أسبوعان من الزمن، وتشمل هذه المناورة التدريبات والتمارين لمواجهة الهجمات الصاروخية واستهداف الصواريخ بدقة بواسطة أسلحة الدفاع الجوي ونظام القبة الحديدية، ويجري القسم الرئيسي للمناورة بين 4 و 15 مارس لكن النشاطات المشتركة ستستمر حتى نهاية الشهر الحالي.

 

ويساور الكيان الصهيوني قلق كبير بعد إسقاط طائرته الحربية والهدوء النسبي السائد في سوريا حيث تخشى تل أبيب من التطورات القادمة في المنطقة وخاصة وجود قوات محور المقاومة بالقرب من الحدود الصهيونية.

 

وفيما يخص أسباب إجراء هذه المناورة العسكرية المشتركة وفي هذه الفترة الزمنية يمكننا الإشارة إلى عدة أمور وهي:

 

أولاً: سير تطور الأوضاع في سوريا وحسم الأمور لمصلحة الحكومة السورية الشرعية.

 

ثانياً: الخلاف اللبناني الصهيوني حول حقول الغاز والعجز الصهيوني أمام القدرات الصاروخية المتنامية لحزب الله وباقي فصائل المقاومة.

 

ثالثاً: طرح قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والخطر الذي يهدد الكيان الصهيوني من ناحية الفصائل الفلسطينية وخاصة الجهاد الإسلامي وحماس.

 

رابعاً: تنامي قدرات محور المقاومة بعد خوض الحرب السورية وخشية تل أبيب من وجود هذه القوات بالقرب من حدود الكيان الصهيوني والجولان المحتلة.

 

وقد أجرى الكيان الصهيوني خلال السنوات الأخيرة مناورات مشتركة عديدة مع الأمريكيين يمكن الإشارة إلى بعض منها (اكتوبر 2015 ويوليو 2016 ويناير 2017) ومعظمها كانت بهدف رفع الجهوزية لمواجهة صواريخ محور المقاومة التي تستطيع ضرب كامل أراضي الكيان الصهيوني.

 

ولا شكّ أن معالجة عيوب الدروع الصاروخية المنتشرة في الكيان الصهيوني ومنها صواريخ الباتريوت ونظام القبة الحديدية المكلفة، هي من أهداف هذه المناورة ومن المعلوم أن تلك الأنظمة التي ذكرناها لم يكن لها سجّل ناجح في مواجهة صواريخ حماس البدائية تقريباً.

 

أما القضية المهمة الأخرى فهي التغيير الحاصل في موازنة الرعب بين المقاومة وتل أبيب بعد إسقاط المقاتلة الصهيونية على يد الدفاعات الجوية السورية حيث فقد كيان الاحتلال ورقته الرابحة أي التفوق الجوي.

 

ويتذرّع الكيان الصهيوني بوجود قواعد عسكرية إيرانية وهمية في سوريا لشنّ غارات على مواقع عسكرية ومدنية سورية بهدف دعم الجماعات الإرهابية وإطالة أمد الأزمة السورية ولذلك يمكن القول إن من أهداف المناورة الصهيونية الأمريكية، التصدي للوجود العسكري الإيراني في سوريا مستقبلاً، وفي هذا السياق قالت قناة فوكس نيوز الأمريكية إن المزيد من التقارير انتشرت خلال الأسبوع الماضي عن برامج إيران لبناء قواعد ومعامل سلاح في سوريا، كما ادّعت نيويورك تايمز أنها حصلت على تفاصيل كثيرة حول القواعد الإيرانية في سوريا قائلة إن هناك قاعدة بالقرب من دمشق وهي مكان استقرار صواريخ قادرة على ضرب أي منطقة في الكيان الصهيوني.

 

أما رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي وصل إلى أمريكا بالتزامن مع بدء المناورات، قال: إن أحد أهداف زيارته، مناقشة الوجود العسكري الإيراني مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

وفي الحقيقة يجب القول إن سبب إجراء هذه المناورة يعود إلى القلق الكبير الذي يقضّ مضاجع الصهاينة حول مستقبل أمنهم في المنطقة لكن يجب الإشارة أيضاً إلى أن هذه المناورة هي مناورة دعائية بامتياز لأن كثرة القواعد الصاروخية لمحور المقاومة في سوريا ولبنان وقدرة هذه الصواريخ على استهداف أي منطقة داخل الكيان الصهيوني تجعل تل أبيب عاجزة عن مواجهة هذه الصواريخ بشكل مؤثر حتى مع الدعم الأمريكي المقدّم.

قد يعجبك ايضا