ترامب والتغييرات الاستخباراتية الجديد.. مرحلة فتح النيران

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || علي إبراهيم مطر/ العهد الاخباري

 

على شفى اللاستقرار يعيش المسؤولون في الإدارة الأميركية، وعلى هاوية التبدل يقبع الموظفون المقربون من دونالد ترامب. الغموض بات السمة الرئيسية في تصرفات الترامب ولا يختلف اثنان على ذلك، فمنذ توليه الرئاسة لم يثبت أحد من كبار الموظفين عنده، وكأن عدم الثقة المتبادل يلفّ العلاقات بين الرئيس ومرؤوسيه ما ينعكس ضعفاً على الإدارة، التي لن تصمد كثيراً في ظل علاقات التشكيك واتهامات التخوين واختلاف الرؤي في الكثير من الملفات التي تطيح بالكادر المحيط بدونالد ترامب، أو لعل ذلك جاء نتيجة قصر النظر أو الاستعلاء لدى ساكن البيت الأبيض الخشبي.

 

ريكس تيلرسون لم يصمد طويلاً في الخارجية الأميركية، فطاله كما غيره الإقصاء لملفات عديدة يمكن الإشارة إليها، إلا أن المعنى يبقى في قلب ترامب الرئيس الأكثر غموضاً في تاريخ بلاد العم سام. ملفات عدة أبرزها ملف كوريا الشمالية والنووي الإيراني كانت وراء إقصاء ترامب لتيلرسون الذي أيّد منذ البداية إجراء محادثات مع كوريا الشمالية، ما أثار غضب ترامب، الذي أراد مواصلة أقصى درجات الضغط على بيونغ يانغ، قبل الاستجابة لدعوة للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ما أثار مخاوف لدى الإدارة الأميركية، من أن يكون وزير الخارجية يميل لتقديم تنازلات لكوريا الشمالية.

 

وتقول مصادر أميركية أنه في علامة على تجاهل الإدارة الأميركية لتليرسون، اتفق كل من ترامب وكيم جونغ أون بعقد اجتماع في وقت ومكان يجري تحديدهما قبل نهاية أيار/مايو، لمناقشة برنامجي كوريا الشمالية النووي والصاروخي، دون علم تليرسون بالاجتماع، الذي كان يقوم بأول جولة إفريقية له عندما التقى ترامب في البيت الأبيض بوفد زائر من كوريا الجنوبية ووافق على لقاء الزعيم الكوري الشمالي.

 

وقال مسؤلون بالبيت الأبيض إن ترامب أبلغ كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي في اليوم التالي أن يخبر تيلرسون بأن عليه الاستقالة، وقال كيلي أنه “حاول الإبقاء على تيلرسون لأطول فترة ممكنة، لكن ترامب كان قد ضاق ذرعا بميل تيلرسون لمعارضته في عدد من القضايا، وأبلغ أصدقاء أنه على وشك الاستغناء عنه”.

 

كما أن الطرفين اختلفا في الرؤى حول الأزمة السعودية القطرية، حيث يتعاطف تيلرسون مع قطر، فيما كل جهد ترامب تنصب لتقوية محمد ابن سلمان الذي يعتبر المغذى الاقتصادي الأساس لترامب في منطقة الخليج، والشريك الأساس في صفقة القرن، فضلاً عن رفض تيلرسون اسقاط الاتفاق النووي مع ايران بشكل يعارضه كلياً دونالد ترامب والصقور في الإدارة الأميركية ومن بينهم الوزير الجديد للخارجية الأميركية مايك بومبيو، ما سيؤدي إلى مزيد من التعقيد في منطقة الشرق الأوسط وتزايد حدة الخطاب الأميركي.

 

مايك بومبيو استخباراتي ذو نزعة صقورية

 

ويبدو أن دونالد ترامب يسعى للسيطرة على أجهزة الاستخبارات الأميركية، وخاصة على وكالة الاستخبارات المركزية، ومن هنا يأتي تعيين بومبيو وزيراً جديداً للخارجية، وهو مدير الـ”سي آي إيه”، والذي بدأ حياته العسكرية عام 1986، أصبح عضوا في مجلس النواب الأمريكي منذ عام 2010 عن ولاية كنساس، وعمل في لجنة الاستخبارات بالمجلس، وعرف أنه من الصقور فيما يخص قضايا الأمن القومي، ووقف ضد الاتفاق النووي الإيراني، ثم لعب دورا كبيرا في تحقيقات الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية عام  2012، وقد تولى في يناير/ كانون الثاني 2017، منصب مدير الـ”سي آي إيه”، ويرى أن القائمين على التحقيقات في سجون الـ”سي آي إيه” وطنيون يقومون بواجبهم، ويرفض إغلاق معتقل غوانتانامو السيء الصيت والذائع عنه التعذيب الوحشي للمعتقلين.

 

وخلال توليه منصبه كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، طابق بومبيو لهجة تصريحات السياسة الخارجية لترامب. وقال بومبيو “كي تكون وكالة الاستخبارات المركزية ناجحة، يجب أن تكون هجومية وقاسية وأن تعمل بدون رحمة وبلا هوادة”. وسبق أن مازح حول اغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ما أثار مخاوف حول عودة الوكالة لنزعة تدعم اغتيال الديكتاتوريين المعاديين لواشنطن.

 

هاسبيل صاحبة سجل عنفي

 

ويعمل ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض على تطويع الـ”سي آي إيه”، وقد أتى قراره بتعيين جينا هاسبيل على رأس هذا الجهاز في سياق عمله المستمر لتجيير هذا الجهاز لمصلحته، وهي وإن كانت من وأبرز ضباط الاستخبارات الأميركيين الذين حاربوا تنظيم “القاعدة” خلال السنوات الماضية، إلا أنها متهمة بملفات التعذيب حيث كانت منذ العام 2002 تدير موقعاً سرياً تابعاً للاستخبارات الأميركية في تايلند ويحمل اسم “عين القطة”.

وأمضت هاسبيل سنوات طويلة في العمل بمكافحة الإرهاب وملاحقة تنظيم القاعدة، كما أنها كانت طرفاً في الكثير من الجدل الذي أثير في العالم حول أنشطة وكالة الاستخبارات الأميركية في مجال القضاء على الإرهاب وملاحقة العناصر التابعة لتنظيم القاعدة، فقد أشرفت على استجواب اثنين من المتهمين بالإرهاب في تايلاند في وقت سابق، استخدمت فيه أساليب قاسية، كما وتتحدث تقارير عن مسؤوليتها عن إصدار أوامر بتدمير فيديوهات خاصة باستجواب السجناء في سجن الوكالة في تايلاند، وقد تم إثارة تقارير في مجلس الشيوخ الأميركي تتحدث عن أساليب عنيفة في التعذيب داخل السجون استخدمتها المديرة الجديدة لوكالة الاستخبارات.

 

لذلك فإن الأمر لن يكون سهلًا فى أن تصبح “هاسبيل” رسميًا رئيسة لوكالة الاستخبارات المركزية، حيث ذكر العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية، إدوارد سنودن، أن المديرة الجديدة لـCIA، جينا هاسبيل، لن تتمكن من زيارة الاتحاد الأوروبي دون مواجهة احتمال اعتقالها.

 

يبدو أن المرحلة المقبلة في السياسة الأميركية، هي مرحلة مواجهة وليس مرحلة تهدئة، سوف يكون القائم عليها جهاز الـ”سي آي إيه”، وهنا سوف تكون المرحلة القادمة هي مرحلة السير أو اللعب على حافة الهاوية التي يمكن أن تفتح نيرانها في أكثر من منطقة حول العالم.

وأمضت هاسبيل سنوات طويلة في العمل بمكافحة الإرهاب وملاحقة تنظيم القاعدة، كما أنها كانت طرفاً في الكثير من الجدل الذي أثير في العالم حول أنشطة وكالة الاستخبارات الأميركية في مجال القضاء على الإرهاب وملاحقة العناصر التابعة لتنظيم القاعدة، فقد أشرفت على استجواب اثنين من المتهمين بالإرهاب في تايلاند في وقت سابق، استخدمت فيه أساليب قاسية، كما وتتحدث تقارير عن مسؤوليتها عن إصدار أوامر بتدمير فيديوهات خاصة باستجواب السجناء في سجن الوكالة في تايلاند، وقد تم إثارة تقارير في مجلس الشيوخ الأميركي تتحدث عن أساليب عنيفة في التعذيب داخل السجون استخدمتها المديرة الجديدة لوكالة الاستخبارات.

 

لذلك فإن الأمر لن يكون سهلًا فى أن تصبح “هاسبيل” رسميًا رئيسة لوكالة الاستخبارات المركزية، حيث ذكر العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية، إدوارد سنودن، أن المديرة الجديدة لـCIA، جينا هاسبيل، لن تتمكن من زيارة الاتحاد الأوروبي دون مواجهة احتمال اعتقالها.

 

يبدو أن المرحلة المقبلة في السياسة الأميركية، هي مرحلة مواجهة وليس مرحلة تهدئة، سوف يكون القائم عليها جهاز الـ”سي آي إيه”، وهنا سوف تكون المرحلة القادمة هي مرحلة السير أو اللعب على حافة الهاوية التي يمكن أن تفتح نيرانها في أكثر من منطقة حول العالم.

قد يعجبك ايضا