الثقة بوعود الله من مصاديق الإنسان المؤمن

أنصار الله || من هدي القرآن ||

{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} أليس هذا تعريف بأوليائه؟{الَّذِينَ آمَنُوا}: صدَّقوا، ووثقوا، وفهموا ووعَوا، صدَّقوا بوعد الله لهم، وثقوا بالله ربهم.

الوعود سواء ما كان منها متعلقاً بحالة المواجهة مع أعدائه وأعداء المسلمين، أو ما كان منها متعلقاً بالآخرة، أو ما كان منها متعلقاً بمغفرة الذنوب، أو ما كان منها متعلقاً بسعادة الأمة في الدنيا.

الذين آمنوا وصدَّقوا ووثقوا بمثل قول الله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(محمد: من الآية7) أليس هذا وعد؟. يتطلب إيماناً. صدَّقوا ووثقوا بمثل قول الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}(الحج: من الآية40) صدقوا بوعد الله, ووثقوا بقوة الله وعزته.

صدقوا وهو يتحدث عن واقع أعدائهم حيث يقول في ما يتعلق باليهود والنصارى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ}(آل عمران: من الآية112) أليس يتحدث عن واقع أعدائهم؟. وكيف سيكونون هم في ميدان المواجهة معهم؟. صدقوا ووثقوا، آمنوا..وبمثل قوله تعالى: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ}(الفتح: من الآية22) صدقوا بمثل قوله تعالى وهو يأمرهم بالجهاد: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(التوبة: من الآية41) فعلموا وصدقوا ووثقوا.

صدقوا بوعد الله للشهداء حيث يقول: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران:169). آمنوا, صدقوا، ووثقوا.. وصدقوا أيضاً بمثل قوله تعالى وهو يتحدث عن أوليائه في هذه الآية نفسها: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(يونس:64) أليس هذا وعد إلهي؟ آمنوا وصدقوا.

وكم في القرآن الكريم من الوعود المهمة، من الوعود العظيمة، التي لها قيمتها وأثرها في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لو وَجَدَتْ من يؤمن بها، لو وَجَدَتْ من يُصدق ويثق بها، وعود تأتي من قِبَل الله، وعود من قِبَل من له ملك السماوات والأرض، وله الدنيا والآخرة. [سورة المائدة ـ الدرس الرابع]

قد يعجبك ايضا