بالمختصر المفيد الشهيد المؤسس بين الإقصاء والتمكين
موقع أنصار الله || مقالات ||بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
عندما اتخذ قرار شن الحرب العدوانية على محافظة صعدة كنا نظن بأن القرار يمني، وأنه لا يوجد أي ضلوع للخارج فيه ، ولا توجد أي مؤثرات خارجية أدت إلى قيام السلطة باتخاذ قرار الحرب من أجل إثناء الشهيد المؤسس لجماعة أنصار الله السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله وأنصاره عن الهتاف بشعار الصرخة ، وكنت حينها من الذين هاجموا الشهيد المؤسس وأنصار الله وذلك على خلفية المعلومات والأخبار المظللة والتلبيس الذي كانت تمارسه السلطة والتي عملت على شيطنة أنصار الله ، وساقت في حقهم الكثير من الأكاذيب والافتراءات والتي عمل الإعلام الرسمي حينها على تصويرها بأنها حقائق دامغة ، كما كان لسياسة الترهيب والاعتقالات الأثر البارز في دفع الكثير من اليمنيين وكاتب السطور أحدهم لاتخاذ مواقف معادية لأنصار الله والإساءة إليهم وذلك من باب تفادي تقارير (النمس ) الذين عمدوا إلى الوشاية ورفع التقارير الكيدية تصفية لحسابات خاصة متعددة الأشكال والأوجه .
ومع مرور الأيام وعقب استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي وتولي السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قيادة المسيرة القرآنية خلفا له ، تجلت الكثير من الحقائق ، وأزيل الكثير من الغموض ، حول أنصار الله والثقافة القرآنية التي يحملونها والتي رسم محدداتها الرئيسية الشهيد المؤسس ، واتضح للجميع بأن قرار شن الحروب الست على صعدة كان سعوديا بإسناد أمريكي صريح وذلك في إطار المؤامرة الكبرى التي اتضحت أهدافها عقب أحداث ما عرف بالربيع العربي والذي كان عبريا بامتياز ، وفي المخاضات التي شهدتها البلاد والإفرازات التي خلفتها كان عود المسيرة القرآنية قد زاد شدة وقوة وكانت الثقافة القرآنية التي كانت محاصرة في جبال مران قد عمت الأرجاء انتشرت في عموم أرجاء الوطن ، وبلغ صيتها العالم أجمع وكل ذلك بمشيئة الله وتأييده ونصرته للمظلومية التي تعرض لها الشهيد المؤسس ورفاقه وأنصاره ، هذه المظلومية التي صنعت التمكين والانتصار والانتشار الذي لم يكن يتخيله أو يتوقعه الكثير من رفاق الشهيد المؤسس ، ولكنها المشيئة الإلهية المسيرة لكافة الأقدار والأحكام الإلهية على هذا الكون الفسيح .
وهنا لا بد أن يعي ويدرك الجميع بأن سياسة القمع ومصادرة الحقوق والحريات وتكميم الأفواه لن تجدي نفعا ، بل على العكس ستكون لها تأثيرات عكسية ، وهو ما يتطلب التحلي بالوسطية والاعتدال والإنفتاح على الجميع واحترام الخصوصيات لنلمس حالة من التناغم والتعايش المجتمعي الذي يصل بنا إلى حالة من الطمأنينة والاستقرار على مختلف الأصعدة ، صحيح نحن في عدوان والأمر يتطلب حالة متقدمة من الوعي والإدراك لخطورة المرحلة وما ينبغي على الجميع القيام والإلتزام به ، لا نريد شطحات خارقة للعادة ، ولا مناكفات وسجالات وتحريضات تستهدف الإضرار بالوطن ومصالحه العليا ، ولا نريد تخدير المجتمع وحرف أولويات اهتماماته نحو قضايا هامشية ومسائل وقضايا سطحية تثير الأحقاد والضغائن بين اليمنيين وتسهم في شق الصف الوطني وتمكين الأعداء من التسلل عبرها .
بالمختصر المفيد، يجب أن نجعل من تاريخ المسيرة القرآنية ومؤسسها الشهيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه أنموذجا يحتذى ، وأن نسلم لمشيئة الله ونؤمن بالآخر ونحترم وجهة نظره وفكره وثقافته ما دامت لا تتجاوز المحاذير الشرعية والثوابت الوطنية والقوانين النافذة في البلاد ، لا للإقصاء والإلغاء والاستحواذ ، التوافق مطلوب وهو عامل أساسي لتحقيق التعايش ، لنتفرغ جميعا لمواجهة العدوان ، ولتتوحد جهودنا في جانب إفشال مخططاته ومؤامراته ، اليمن ملكية عامة ويجب أن نعزز ونرسخ هذه الحقيقة قولا وعملا ، يجب أن نعي جميعا( بأن الوطن أنا وأنت مش يا أنا يا أنت ) وأنه لا مجال لهيمنة طرف أو مكون ما عليه على الإطلاق ، وكما يقال لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ، ومن لديه تجارب عملية لنتائج الإقصاء والقمع عليه أن يتعظ بها ويستفيد منها ، ويعمل جاهدا من أجل تفادي الوقوع فيها مستقبلا .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .