أطفال غزة يواجهون الفقر و يصنعون فوانيسهم الرمضانية بأيديهم

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || فلسطين اليوم

 

ما ان انتهى حمزة من امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني، التي انتهت قبل أيام معدودة، حتى بدأ يفكر فيما يفعله بما تراكم لديه من اوراق الدفاتر و الكتب المدرسية، فلم يجد سوى أن يحول هذه الأوراق الى أشياء مفيدة بدلاً من أن تلقى بالشارع، كما يفعل آخرون مع نهاية كل عام دراسي.

 

حمزة و مجموعة أخرى من الأطفال ابتكروا طريقة ليصنعوا من خلالها فوانيس رمضانية من هذه الأوراق، لتسد حاجتهم الى الفوانيس في هذا الشهر، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه ذويهم، و عدم قدرتهم على شراء هذه الفوانيس كما كانوا يفعلون في كل عام.

 

و قال حمزة في حديث لــ “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية” إن هذه الفكرة جاءت بعد عدة محاولات قام بها مع مجموعة من زملائه، و جيرانه، لافتاً الى أن الفوانيس التي صنعوها من تلك الأوراق لاقت إعجاب و استحسان الكثيرين.

 

و لا يحتاج هؤلاء الأطفال لصناعة هذه الفوانيس الا لبعض الأوراق و الخيوط، التي تتوفر في كل منزل، و هي ليست مكلفة كما الفوانيس التي تباع في الأسواق، كما أنها تبدو كلوحة فنية رائعة إضافة الى أنها تدخل البهجة و الفرح في نفوس هؤلاء الأطفال في شهر رمضان.

 

يشار هنا الى أن الأسواق الغزية تمتلئ بالفوانيس الرمضانية، ذات الأشكال و الألوان المختلفة، إلا أن الإقبال على شرائها في هذا الموسم بدى خجولاً نظراً لحالة العوز الذي تعيشه معظم البيرت الغزية بسبب استمرار الحصار على القطاع، و أزمة رواتب الموظفين التي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة في القطاع.

 

من جهته يقول الطفل “اسماعيل”: “أبي كان يشتري لي الفانوس قبل أن يبدأ شهر رمضان، كي ألهو و ألعب به بعد الإفطار مع أبناء الحارة، و لكنه هذا العام لم يستطع أن يشتري لي بعد خصم راتبه الذي يتقاضاه من السلطة الفلسطينية”.

 

و عن مدى اعجابه بفكرة صناعة الفوانيس الورقية، أشار اسماعيل الى أن الفكرة اعجبته عندما رأى زملاءه يصنعون هذه الفوانيس، وقرر أن يصنع له و لإخوانه منها لكي يلعبون بها في رمضان.

 

من جهته قال المواطن “عمار”، و هو أب لثلاثة أطفال: “إن الفانوس الرمضاني هو أهم مظهر من مظاهر البهجة و السرور للأطفال و الكبار للاحتفال بأجواء شهر رمضان المبارك”.

 

و أضاف: “لم استطع ان اشتري لأبنائي الفوانيس هذا العام، بسبب عدم توفر الدخل، فبالكاد استطيع أن أوفر لهم ما يحتاجون من مأكل و مشرب، و حاجات أساسية تكفل لهم البقاء على قيد الحياة”.

 

أما “بلال”، و هو صاحب أحد المحال التجارية التي تبيع الألعاب و الفوانيس فاشتكى من ضعف الحركة الشرائية و الاقبال على فوانيس رمضان هذا العام.

 

و لفت الى أن الاقبال على الشراء يكاد يكون معدوماً، بسبب الاوضاع الاقتصادية، و عدم وجود رواتب، و اشتداد الحصار المفروض على قطاع غزة، مشيراً الى أنه يبيع بأقل أسعار حتى يتمكن من التخلص من الكميات التي اشتراها للموسم، و عدم تكدسها في المخازن للعام القادم.

قد يعجبك ايضا