الإعلام.. بين الوعي والتضليل

|| مقالات || محمد صالح حاتم

 

في ظل ما يشهده العالم من تطور وتقدم تكنولوجي كبير ومنها مجال الإعلام والاتصالات أصبح العالم قرية واحدة، ومع انتشار وسائل الإعلام وتنوعها ومنها المسموعة والمقروءة والمرئية وكذا وسائل التواصل الاجتماعي،فالإعلام سلاح ذو حدين ( وسيلة بناء أو معول هدم ) من خلال بناء الشعوب والحفاظ على القيم والأخلاق ونشر العلم والثقافة والمعرفة والمحبة والألفة والسلام والتعايش السلمي ، ومحاربة الرذيلة والفساد و والكراهية والحقد والحروب والقتل،ومن يسيطر على الإعلام هو من يتحكم به ويوجهه لخدمه مشاريعه،وهذا هو ما يقوم به أعداؤنا اليوم بهدف تدمير الشعوب العربية والإسلامية ليتسنى لهم احتلالنا بدون جيوش أو أسلحه،فنحن اليوم مستعمرون فكريا وإعلاميا .

وما يتعرض له شعبنا اليمني العظيم من عدوان وحرب وقتل ودمار من قبل تحالف قوى الشر والإرهاب العالمي منذ أكثر من ثلاثة أعوام،فقد ترافق مع هذه الحرب العسكرية حرب إعلامية وتضليل إعلامي كبير من خلال ما يمتلكه العدو من آله إعلامية كبيرة، وإمكانيات إعلامية ضخمة و رصدت لها أموال طائلة،بهدف تبرير حربهم وتصوير عدوانهم انه من اجل اليمن وان تدميرهم لليمن واحتلاله لأرضه هو عملية تحرير وأن قتل الشعب هو من اجل إعادة الشرعية،ولكي يحقق العدو أهدافه وينجح في احتلال اليمن والسيطرة على سواحله وجزره ونهب ثرواته ،فقد قام بحمله إعلامية ضخمة و نشر ثقافة الكراهية والطائفية والمذهبية والسلاليه والشطرية، بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني،والقضاء على القيم والأخلاق والعادات والأعراف التي يتحلى بها شعبنا اليمني الواحد،فأصبح يتكلم ويروج أن الحرب على اليمن هي حرب بين السنة والشيعة، وبين الشافعية والزيدية وهذا لاوجود له بيننا فنحن مسلمون آمنا بالدين الإسلامي وناصرنا الرسول محمدا صلى الله عليه وآله وسلم،وان هذه المسميات وهذه الطوائف وهذا الاختلاف لايخدم غير أعدائنا، وكذا بث ثقافة الكراهية بين اليمنيين بين أبناء الشعب اليمني والألفاظ تهدف إلى زراعه الكراهية بيننا،فعلينا الابتعاد عن الترويج لهذه المسميات وعدم الانجرار وراء مخططات العدو ،وعلاوة على ذلك , يقوم العدو بالزج بأبناء الجنوب ليقاتلوا في الشمال،ومن يسمون أنفسهم حراس الجمهورية تحت اسم قوات المقاومة يقاتلون الجيش اليمني ،فالعدو يروج لهذه المسميات فالمقاومة تكون ضد الغازي والمحتل ولا تكون ضد جيش الوطن ،والجمهورية لا يأتي دعمها من مملكه الدكتاتورية والحكم الأسري ،وهذه مفارقات ومتناقضات يروج لها إعلام العدو بهدف التضليل، فنحن اليوم مطالبون أكثر من ذي قبل بالتصدي لهذه الهجمة الإعلامية التي يقوم بها عدونا، ويسعى إلى الترويج لها عبر وسائل إعلامه الضخمة، فالعدو عندما فشل في تحقيق أهدافه باحتلال اليمن كاملا ،وذلك بسبب تماسك الجبهة الداخلية رغم ما قام به من تضليل وفبركات إعلاميه ، سقط أمام صمود وبسالة الجيش اليمني ولجانه الشعبية ووعي وفهم أبناء اليمن الشرفاء الأحرار.

وبعد ان أدرك العدو فشل عدوانه العسكري على اليمن،وانكشاف زيف إعلامه ،وفضح مخططه،وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى وقدرة إعلامنا وكتابنا على نقل الحقيقة وإيصالها للعالم ،نقل مظلومية الشعب اليمني،وبث المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان بحق ابناء الشعب اليمني المظلوم ،وما يرتكبه من انتهاك صارخ ضد الإنسانية وما يمارسه المحتل من عمليات قمع واضطهاد وتعذيب واغتصاب بحق المواطنين اليمنيين في سجون ومعتقلات الاحتلال السعوإماراتي ،والتي باتت هذه المشاهد والتقارير عمليات ابتزاز تمارسها هذه المنظمات الإنسانية العالمية ضد السعودية والإمارات فمعركتنا اليوم أمام العدو هي معركة إعلامية ،معركة وعي وإدراك لما يقوم به العدو وما ينشره ويبثه عبر إعلامه.

فالعدو لن يحقق أحلامه وأهدافه في اليمن إلاّ من خلال الإعلام،الذي يعتبر أسهل وأسرع الأسلحة للقضاء على ديننا وقيمنا وأخلاقنا ووحدتنا،وعندها يسهل عليه احتلالنا ونهب ثرواتنا وانتهاك سيادتنا.

وعاش اليمن حرا أبيا ،والخزي والعار للخونة والعملاء

قد يعجبك ايضا