الغزاة يمنحون أنفسهم فرصة للخروج من ورطة الساحل بإعلان مضلل
موقع أنصار الله || صحافة محلية || المسيرة: إبراهيم السراجي
أعلن وزيرُ الشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أمس الأحد، أن قوى العدوان قرّرت وقفَ ما وصفها “معركة الحديدة” بشكل مؤقت لمنح الفرصة للأمم المتحدة لبذل المزيد من الجهود السياسية، في محاولةٍ جديدةٍ للتضليل من قبل الغزاة، لكنها تفضح مجدداً حقيقة الدور الذي تلعبه حكومة الفار هادي، باستخدامها غطاء لجرائم العدوان كما حدث منذ أكثر سنوات، من خلال تجاهل الوزير الإماراتي لبيان تلك الحكومة الصادر قبل ساعات للتأكيد على أنه لا تراجع عن معركة الحديدة.
مصادرُ سياسيةٌ وعسكريةٌ علّقت على إعلان الوزير الإماراتي، موضِّحاً أن الغزاةَ في الوقت الحالي لا إمكانيةَ لهم للهجوم على مدينة الحديدة بسبب الضربات التي تلقاها المرتزِقةُ خلال الأسابيع الماضية في الساحل الغربي، والتي أسفرت عن محاصرتهم بشكل مطبق في مناطق الفازة والمجيليس والجاح، وبالتالي فإن إعلانَ العدو الإماراتي وقفَ معركة الحديدة مجرد تضليل يهدفُ إلى منح الغزاة فرصةً للتحشيد إلى الساحل الغربي للخروج من ورطتهم الحالية وليس لمنح الأمم المتحدة فرصةً لإيجاد حلول سياسية.
وأضافت المصادر أنه وفقاً للواقع الميداني في الساحل الغربي فإن إعلانَ العدوان وقفَ ما وصفها معركة الحديدة مؤقتاً لا يقدِّمُ ولا يؤخِّـرُ، حيث ما تزالُ المعاركُ على أشُدِّها في الساحل الغربي لفك الحصار عن المرتزقة وما تزال عمليات الجيش واللجان الشعبية وأبناء تهامة تعمق ورطة الغزاة وتُحكِمُ الحصارَ على جحافل المرتزقة؛ ولأنه ودون أن ينجح الغزاة من الخروج من ورطتهم القائمة على امتداد الساحل الغربي فإنه ليس بإمكانهم الحديث عن معركة الحديدة ناهيك عن التظاهر بالتحكم بمجريات الميدان والحديث عن وقف المعركة أو استمرارها.
وتشيرُ المصادرُ إلى أن الواقعَ الميداني هو من يحكم مواقفَ دول العدوان التي سبق وأعلنت عدة محافظات ومديريات كمناطقَ عسكريةٍ كمحافظة صعدة ومديرية المتون بالجوف، وبالتالي فإن حديثَ مسؤولي العدوان عن الحرص على تجنُّب الحرب ومنح الحلول السياسية فرصةً ما هو إلا نتاجُ عجزها الميداني، فلو كانت الطريقُ إلى الحديدة متاحةً لقوى الغزو والمرتزقة لما تأخرت عن اقتحامها، وسبق لدول العدوان أن أعلنت صراحةً قبل يومين رفض أية حلول سياسية بشأن الحديدة عقب إعلان المبعوث الأممي عن عرض أنصار الله الإشراف الأممي على إيرادات ميناء الحديدة؛ بهدف صرف مرتبات الموظفين وسَدِّ ذرائع الغزاة، لكن استمرار ورطة الغزاة في الساحل الغربي هي مَن يقفُ وراء إعلان الوزير الإماراتي الذي زعم أن الهدف منح فرصة للجهود الأممية.
تداعيات الهزيمة
في تصريحاته التي تضمنت الإعلان عن وقف معركة الحديدة مؤقتاً، جدد الوزير الإماراتي قرقاش حالةَ التخبط التي تعيشُها دولُ العدوان جراء ما وُصِفَ بأنه فضيحة عسكرية تعرَّضت لها في الساحل الغربي خلال الأسابيع الماضية، فالوزيرُ الإماراتي عاد وزعم أن الغزاةَ قد حقّقوا جزءاً من أهدافهم للضغط على الجيش واللجان الشعبية بالسيطرة على مطار الحديدة الذي شهدت بوابته الجنوبية أكبرَ فضيحة للغزاة، متناسياً أن الحملةَ الإعلاميةَ لدول العدوان بشأن المطار قد سقطت وأقرَّ بها ناطقُ العدوان تركي المالكي في مؤتمرٍ صحفيٍّ قبل أيام.
أما حديثُ الوزير الإماراتي عن منح فرصة للمبعوث الأممي لإيجاد حلول سياسية فيتضحُ زيفُه أيضاً، فالمبعوثُ الأمميُّ أعلنَ في مقابلةٍ قبل ثلاثة أيام أجراها موقع الأمم المتحدة الرسمي، وقال إن الأمم المتحدة تلقت عرضاً من أنصار الله بإشراف أممي على ميناء الحديدة وأن حكومة الفار هادي وافقت عليه، لكن مندوب السعودية بالأمم المتحدة عبدالله المعلمي وبعد ساعات من نشر مقابلة المبعوث الأممي، أكّد أن قوى العدوان ترفض أية حلول سياسية بشأن الحديدة وأن قرار الحرب قد اتخذ، وهو ما يؤكّد مجدداً أن حديث الوزير الإمارات عن وقف المعركة لمنح الحل السياسي فرصة، ما هو إلا مجرد تضليل يهدف لمنح الغزاة فرصة للتحشيد ومواصلة التصعيد بهدف تحرير جحافل المرتزقة من الحصار القائم.
انكسار أسطوانة الشرعية
المستجدات العسكرية والسياسية فيما يتعلق بالساحل الغربي والحديدة جعلت من أسطوانة الشرعية ليس مشروخة فقط بكل مكسورة ولم تعد قابلة للاستخدام، فالفار هادي وحكومته لم يكن لهم أي موقف عندما أعلن العدوان التصعيد الأخير في الساحل الغربي وكانت وما تزال تلك الجبهة لا تشهد أي تواجد لقوات ما يسمى الشرعية، لكن دولة العدو الإماراتي اعتقدت أنه بالإمكان إعادة استخدام أسطوانة الشرعية لتحميلها العواقب الإنسانية لما قد يحدث للمدنيين في الساحل الغربي، فسمحت للفار هادي بالعودة إلى عدن ودفعت بحكومته لتبني معركة الساحل التي لا تشهد أي تواجد لها هناك عسكرياً وسياسياً.
وفي هذا السياق وبعد تصريحات سفير السعودية بالأمم المتحدة حول رفض الحل السياسي ورفض مقترح المبعوث الأممي، قامت دول العدوان بتوجيه حكومة الفار هادي بإصدار بيان في وقت متأخر من مساء أمس الأول السبت تعلن رفض الحلول السياسية وأنه لا تراجعَ عن “معركة الحديدة” بعدَما كان المبعوثُ الأمميّ قد أعلن موافقتها على المقترح الذي تبناه بشأن إيرادات ميناء الحديدة.
ومرة أخرى تجاهلت دول العدوان البيان الصادر عن حكومة الفار هادي رغم أنها من وجهت بصدوره، عندما جاءت تصريحات الوزير الإماراتي قرقاش، أمس الأحد، يعلن وقفاً مؤقتاً للمعركة التي قالت حكومة الفار هادي إنه لا تراجع عنها!