بلغ الخبث اليهودي أن يصلوا بنا إلى درجة أن يسحقونا ومع ذلك نتولاهم ونحبهم ونؤيدهم!

|| من هدي القرآن ||

 

الأشرف لنا أن يأتي الأمريكيون هم، والأشرف لزعمائنا أن يأتي الأمريكيون ليضربوا هم؛ لأن ضرب الأمريكيين هم لأي منطقة من المناطق يولد عداوة لأمريكا، يخلق عداوة لأمريكا، لكن لأنهم يعرفون أن العداوة مهمة، عداوة الشعوب المسلمة عداوة حقيقية يكون لها أثرها السيئ، وتبقي هذه المنطقة غير مستقرة، ولا يحققون أهدافهم فيها إلا بصعوبة.

 

وهم عادة ليسوا أغبياء، بل دقيقين في تصرفاتهم، يريد أن يحقق أهدافه بأقل تكلفة، هذه قاعدة عندهم: أن يحققوا أهدافهم بأقل تكلفة مادية وبشرية، ميزان يمشون عليه، وقضية يحسبون لها ألف حساب، إذاً فبدل من أن نذهب نحن نضرب فبالإمكان أن هذا الزعيم أو هذا الملك أو هذا ينفذ المسألة، نقول: فلان مطلوب، فلان مطلوب، فلان إرهابي، وفلان كذا، فيحضرونهم لهم، أو يضربون قراهم!

 

أليست أمريكا هناك سلمت، وإسرائيل سلمت؟ لم يخسروا شيئا لا عملوا عملا يؤلب نفوس الناس عليهم، ولا خسروا شيئا من جيوبهم، قد يعطون مساعدة معينه، أو كذا، لأي طرف من الأطراف، لكن هم يحسبون ألف حساب للتأثيرات النفسية. كما حسب القرآن ألف حساب لقضية الموالاة والمعاداة، الموالاة والمعاداة يكون لها آثار كبيرة جداً؛ لهذا هم عملوا على أن يُمسح استخدام كلمة عدو إسرائيلي، وعداوة للغرب، وعداوة لليهود والنصارى، عداوة لإسرائيل، أن تمسح.

 

هم يحاولون بقدر الإمكان أن لا يخلقوا عداء من جديد في نفوس هذه الأجيال، هم يريدون أن يجعلوا أنفسهم مقبولين، لماذا مقبولين؟ هل من منطلق الحب والتودد لنا لنصبح إخواناً؟ لا، يريدون من أجل أن تقل التكلفة عليهم، من أجل أن يصلوا بلادك وترحب بهم، لا يخسرون شيئا، لا يضحون بشيء إلا بأقل ما يمكن، وهذه من الناحية الاقتصادية توفر لهم أشياء كثيرة، من الناحية السياسية توفر لهم أشياء كثيرة، تجعل المواقف لديهم سهلة.

 

ليس ذالك توددا أنهم يريدون أن يكون هناك صفاء في النفوس فيما بيننا وبينهم، الله نبه على هذه المسألة {هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} (آل عمران119) فهم لا يحبونكم، هم حاقدون عليكم حتى ولو أنتم تحبونهم، ها أنتم هؤلاء تحبونهم وهم في الوقت نفسه لا يحبونكم، ويعضون عليكم الأنامل من الغيظ، هذا من قمة (الحنة) كما نسميها عندنا {مِنَ الْغَيْظِ}

 

هم عندما يحاولون أن يمسحوا إسم عداوة يحاولون أن يقدموا كلمة سلام، وعالم مسالم، وأشياء من هذه فإنما ليجمِّدوا نفسياتنا، ليُميتوا كل مشاعر العداوة التي ركز القرآن على خلقها بالنسبة لهم؛ لأن هذه حالة نفسية مهمة؛ لأنك إذا برد ت نفسيتك ولم تحمل عداوة فلن تبذل نفسك، لن تبذل مالك، لن تعد أي عدة، معنى هذا أننا متفقون!  إترك بندقيتك هنا، أو تبيع بندقيتك لم يعد هناك لها حاجة، إتفقنا! وهم هناك متحركون وفي الأخير لا تدري إلاَّ وقد أصبحتَ هناك أسفل، وهم هناك فوق، أنت مجرد من كل إمكانياتك وأسلحتك، لم تعدّ شيئاً! وهم يظهرون لك في وقت معين أعداء شرسين في وقت أنت لا تتمكن أن تعمل شيئا؛ لأنهم قد قدموا لهم.

 

كما قال (كوفي أنان) وهو يوعظ زعماء المسلمين: علينا أن نهتم بالأطفال، لا نريد أن يكون الطفل اليهودي يتصارع مع الطفل المسلم، ويبكي الطفل اليهودي والطفل المسلم! إذاً يتعايشون جميعاً في حالة من الإخاء والإحترام المتبادل، والسلام يسود الجميع!

 

هذا كذب كله، يريدون أن يقتلوا فينا كل مشاعر العداوة بالتثقيف ثم بالإرهاب، {يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ} (أنت لا تتكلم في أمريكا سيقولون إرهابي، وتكلف علينا، أسكت ما لم سنسلِّمك)! أليست هذه واحدة منها؟

 

هذا نقطة وصلوا إليها، لم يكتفوا بالتأثير الإعلامي، على أن عناوين كثيرة تغيب من الساحة هي ضدهم، مشاعر معينه تغيب من النفوس هي ضدهم، تمسح كلها، وتنتهي كلها، ثم لم يقفوا عند حد، إلى درجة أن يستخدموا جانب الترهيب لمن قد لا ينفع فيه جانب التثقيف، يمسحون نفسيتك، جانب الترهيب، ويكلفون الدولة في كل بلد عربي لتضرب المسلمين، تقوم هي بالدور بدلاً عنهم!

 

ألم يحاولوا في عرفات بعد ما ضربت فلسطين، وبعد ما ضربت طائرته، والدبابات حول بيته؟ إنه لماذا لا يعتقل الناشطين – كما يسمونهم – من حركة حماس ومن منظمة الجهاد وغيرها؟ هم يريدون أن يصلوا بالناس، بأي زعيم عربي إلى أن يصبح فعلاً جنديا يخدمهم صراحة، يضربون دوائر الأمن الفلسطينية، يضربون مراكز الدولة هذه الفلسطينية التي ما زالت دولة وهمية، يقولون: لماذا؟ لأن واجبك أنت ان تمنع الناشطين، لا أحد يزعج إسرائيل!

 

تتحول أنت إلى شرطي تخدم إسرائيل، وتحافظ على أمن إسرائيل، وإلا سنضربك. يقول: حاضر! ويعلن بأن تتوقف العمليات، يتوقف إطلاق النار، يتوقف استخدام أسلحة ضد إسرائيل. أعلن (عرفات) هكذا: (توقفوا لا أحد يعمل شيئا، يكفي)!

 

بعد ما حصلت حادثة قتل حوالي (25) يهودياً وحصل ضرب من جانب إسرائيل داخل فلسطين يتجه (عرفات) لأخذ الشباب الناشطين من(حماس) و(الجهاد) وغيرها إلى السجون بأعداد كبيرة، هذا يعني بأن هؤلاء لا يتوقفون عند حد إطلاقاً، بل سيصلون بالناس – وهي طريقة شيطانية ذكر الله بأنها أسلوب من أساليب الشيطان في القرآن الكريم – أن يصلوا بالناس إلى درجة أن يظلمونا ويهينونا ويسحقونا ومع ذلك نتولاهم ونحبهم ونؤيدهم ونصفق لهم!

 

يعني لا يريدون أن يظلموك ويسحبونك ثم تعتبر نفسك مظلوماً؛ لأن هذه مشاعر خطيرة عليهم، عندما تعتقد نفسك مظلوماً تعتقد نفسك مسحوقاً، تعتقد نفسك مهاناً أن هذا حالة نفسية في يوم من الأيام تتفجر في ظرف من الظروف يكون لتفجرها أثر كبير ضدهم، لا، نريد أن نظلم الناس وليصلوا إلى أحط مستوى وهم لا يزالون يشعرون بأن الموقف الذي هم عليه هو الموقف الإيجابي للحفاظ على الوطن، أو تحت أي عنوان آخر.

 

لهذا حكى الله عمّن يتولى اليهود والنصارى أنهم يطلقون عناوين تشعر بأن المسألة إنما هي تدارك لخطورات معينة، والمسألة حفاظ على مصلحة الوطن، والمسألة هي كذا وكذا {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}

 

هم لا يقولون لك: أصدقاءنا ولابد أن نقف معهم، يقولون للناس: نخشى أن تصيبنا دائرة، نحن فقط من أجلكم، وحفاظاً على مصالحكم، والواقع ليس ذلك، والواقع ليس ذلك، لا يمكن أن يكون هذا الموقف صحيحاً إطلاقاً أن يتحول زعماء العرب إلى مدراء أقسام شرطة للحفاظ على مصالح أمريكا وإسرائيل وإسكات من يتكلم ضدها.

 

هل في هذا مصلحة للشعوب؟ لا يمكن، لا يمكن أن يكون فيها مصلحة للشعوب، المصلحة للشعوب الإسلامية هو التوجه القرآني في النظرة نحو هؤلاء اليهود والنصارى، نظرة العداء، نظرة إعداد القوة، نظرة الجهاد، نظرة الشعور بأنهم يسعون في الأرض فساداً، وأنهم لا يريدون لنا أي خير، وأنهم يودون أن نكون كفاراً، يودون لو يضلونا، يودون لو يسحقونا وينهونا من على الأرض بكلها.

 

{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} أي: يستجيبون بسرعة، قالوا: أمريكا تتزعم الحلف العالمي لماذا؟ لمحاربة الإرهاب، وافقوا بسرعة دون قيد أو شرط!

 

ألم يسارعوا؟ {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} فيهم – كما يقال: حب في الله، بغض في الله – من منطلق ولاء، {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} يسارعون إلى ما فيه خدمتهم، إلى ما فيه مصالحهم، ليحظى بالولاء لديهم، ليحظى بالمكانة لديهم، ليحظى بأي شيء.

 

المسارعة فيهم كما يقال: يحب في الله، يحبك في الله، يحبك لا لأي شيء آخر، مصلحة معينة، إنما من أجل الله، وأنت تحبه في الله، مثل {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} يقولون للناس، وكلمة {يَقُولُونَ} أي: شيء يتفوهون به، لم يقل يسارعون فيهم يخشون، فتكون المسألة حقيقة مشاعر داخلية لديهم أنهم يخشون حقيقة على الناس ومصالح الناس، وكذا…، {يَقُولُونَ} يتفوهون بما يغطي على تعاملهم الحقيقي مع هؤلاء، {نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}. {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.

 

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

 

 

(الموالاة والمعاداة)

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: شهر شوال 1422هـ

 

الموافق: ديسمبر2001م

 

اليمن – صعدة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com