مسيرة مليونية جماهيرية حاشدة احتفاء بيوم القدس العالمي بصنعاء
شهدت العاصمة صنعاء اليوم مسيرة مليونية جماهيرية حاشدة احتفاء بيوم القدس العالمي تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية واللافتات والشعارات المنددة بجرائم الكيان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، والمطالبة بمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وردَدوا هتافات تؤيد المقاومة الفلسطينية .
وعبر المشاركون في المسيرة عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وسخطهم من نظام السلطة والاستكبار الأميركي – الصهيونية التي ترتكب أبشع المجازر بحق أبناء الشعب العربي في فلسطين واحتلال أراضيهم وانتهاك المقدسات الدينية بما فيها المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وأكد المشاركون في المسيرة التي شارك فيها رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد ونائب رئيس اللجنة الثورية العليا نايف القانص وعضوا اللجنة الثورية العليا خالد المداني وطلال عقلان ضرورة إحياء يوم القدس العالمي للوقوف في وجه مخططات الاحتلال الاسرائيلي الرامية إلى طمس المعالم الإسلامية وتهويد مدينة القدس الشريف .
وشددوا على أهمية توجيه بوصلة الأمة الاسلامية وجميع الدول العربية وجميع الضمائر الحية إلى العدو الحقيقي والرئيسي للأمة الإسلامية ” الكيان الصهيوني المجرم” .. داعين الدول العربية والاسلامية إلى وضع صراعاتها جانبًا وتوحيد الجهود ضد الكيان الاسرائيلي، وتوجيه بنادقها نحو العدو الصيهوني الذي يمثل العدو الأول للإسلام وللمسلمين.
وخلال المسيرة ألقى رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد كلمة قال فيها : إننا نجتمع اليوم لإحياء مناسبة يوم القدس العالمي وأمتنا العربية والإسلامية عامة وشعبنا اليمني العظيم خاصة يمر بظروف استثنائية ، حيث وصلت الأمة إلى مستوى رهيب من التفكك والتمزق وعمل أعداء الأمة على تمزيقها وتشرذمها حتى لا تقوم لها قائمة “.
وأضاف : يظهر ذلك جليا من خلال ما يتعرض له شعبنا اليمني من عدوان غاشم اجتمع عليه قوى الشر وشذاذ الآفاق وكل متناقضات الدنيا ليشنوا حربا كونية ضد الشعب اليمني العظيم وتدمير كل مقومات الحياة فيه في محاولة بهذا العدوان أن يثنوا الشعب اليمني من مساره الثوري الذي برزق كأرقى مشروع حضاري يتبنى قضايا الأمة الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تعتبر هي المعيار الذي نستطيع من خلاله قياس صفاء وطهر التحرك الشعبي الذي جعل من القضية الفلسطينية أولية تحركه في أي ثورة “.
وأكد الصماد أن أي تحرك لا تكون فلسطين من أولوياته فهو تحرك محكوم عليه بالفشل والاضمحلال والسقوط في أحضان الأمريكان والصهاينة .. مبينا أن خروج أبناء اليمن لإحياء هذه المناسبة تحت وطأت العدوان والحصار الجائر من قبل العدوان الصهيوأمريكي سعودي دليل على عظمة الشعب اليمني الذي لا يمكن أن يغفل عن قضايا الأمة الكبرى وفي مقدمتها فلسطين مهما كانت حجم المعاناة والمؤامرة ضده .
واعتبر ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار ظالم، نتيجة مواقفه من قوى الاستكبار ووقوفه إلى جانب قضية الأمة الكبرى قضية فلسطين، إذ هو يدفع ثمن مواقفه مع الشعب الفلسطيني .. لافتا إلى أن احياء هذه المناسبة له أهمية من حيث احياء قضية فلسطين بين أوساط الشعوب العربية .
وتابع : إن الكيان الصهيوني يحاول صرف الأنظار عن فلسطين وإغراق الأمة في مشاكل يتم من خلالها تناسي قضية فلسطين لكن إحياء هذه المناسبة يأتي في إطار بناء الأمة وتوحيدها وتوجيهها نحو القضايا الكبرى ومواجهة أعدائها الحقيقيون “.
وذكر رئيس المجلس السياسي لأنصار الله أن النكبات الجسام التي تمر بها الأمة منذ عقود حتى وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه من الضعف والهوان لم تكن لولا تخاذل الكثير من أبنائها وفي مقدمتهم من تربعوا على عروض الأمة لعشرات السنين وعلى رأسهم النظام السعودي الذي كان حاضرا في كل مراحل الصراع العربي الصهيوني ولكن ليس من أجل قضايا الأمة بل حاضرا في التآمر على قضايا الأمة وخدمة الكيان الصهيوني ومن ورائها أمريكا .
وأشار إلى ضرورة النظر إلى الأحداث الجارية بوعي وتفهم .. مبينا أن ما يقوم به النظام السعودي من عدوان غاشم على اليمن هو امتداد للمشروع الصهيوني الذي استطاع أن يصل بالأمة إلى مراحل متقدمة خدمة لهذا المشروع الذي كان رأس حربته النظام السعودي في كل المراحل .. مشيرا إلى أن الأمة في صراعها مع الكيان الصهيوني مرت بمراحل عديدة كان ينسج خيوطها الكيان الصهيوني وتنفذها بعض أنظمة العمالة .
واستعرض الصماد المراحل التي مرت بها الأمة في صراعها مع الكيان الصيهوني ومنها مرحلة التواطئ التي كان من المفترض أن تعد الأمة العدة لمواجهة قوى الاستكبار ورفض الاستعمار وفي مقدمتهم النظام السعودي الذي عمل مع قوى الاستكبار أمريكا وبريطانيا لتهيئة أرض فلسطين للصهاينة حتى أنشئوا فيها كيانهم .
وقال : إن الشعوب العربية ربطت مصيرها بزعمائها الذين جيروا مواقف الشعوب لصالح الكيان الصهيوني وبدلا من الدعوة لتحرير فلسطين اكتفى العرب بإدانة جرائم الاحتلال الذي استطاع تروضهم لتقبلها بل والسكوت عنها وأصبحت قضية فلسطين تستغل لامتصاص غضب الشعوب دون أن يكون هناك أي مشاريع لبناء الأمة لمواجهة هذا العدو “.
وأضاف : إن الكيان الصيهوني وصل بالأمة إلى القبول بالاحتلال وغض الطرف عن جرائمه كأمر واقع بسبب عمالة الأنظمة ولم يكتف بذلك بل سعى لإيجاد سياج آمن للكيان الصهيوني لحمايته من أي تداعيات لجرائمه بحق الشعب الفلسطيني من قبل الشعوب العربية ليتفرغ للقضاء على الشعب الفلسطيني وروح المقاومة وشكل الحصار العربي على فلسطين “.
ومضى قائلا : إنه بدلا من دعم المقاومة الفلسطينية أو تركها وشأنها حتى عندما استطاعت المقاومة تحرير قطاع غزة وإيجاد نقطة أمن لتحرير فلسطين ضيقت بعض أنظمة العمالة الخناق على قطاع غزة ووصل الأمر إلى أن تقوم بعض الأنظمة بدفع فواتير الحروب الصهيونية المتكررة على قطاع غزة وكان النظام السعودي حاضرا بقوة في وأد المقاومة والقضاء عليها “.
ولفت الصماد إلى أن الكيان الصهيوني وصل في إذلاله للأنظمة العربية والتي انعكست ارتهانها على مواقف شعوبها إلى مراحل متقدمة لم تكن له على بال ، حيث غيبت فكرة استئصال الغدة السرطانية مرورا بغض الطرف عن جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني إلى القضاء على المقاومة ومحاولة إزالة الخط المجاور للكيان الصهيوني في سوريا ولبنان .
وذكر أن الكيان الصهيوني عمد إلى تمزيق نسيج الأمة وزرع الفتنة الطائفية عن طريق الفكر التكفيري الداعشي ودعم التنظيمات الإجرامية للقضاء على ما تبقى من الأمة حتى لا يبقى فيها ما يخافه الكيان الصهيوني .. لافتا إلى أنه ورغم نجاح هذا المخطط ودور نظام آل سعود في تنفيذه في كثير من البلدان إلا أن صوت الثورة من اليمن كانت فلسطين حاضرة بقوة بل وتصدرت أولوية الثورة وفشل المخطط الصهيوني السعودي في تمزيق اليمن عبر التكفيريين وتعدد مسمياتهم من القاعدة وداعش وغيرها وذلك نتيجة وعي ويقظة أبناء اليمن.
ولوح رئيس المجلس السياسي لأنصار الله إلى أن المشروع الصهيوني السعودي التكفيري بدأ يتهاوى في اليمن على أيدي الجيش والأمن واللجان الشعبية .. موضحا أن النظام السعودي سارع في إكمال المخطط الصهيوني للقضاء على كل صوت من يحاول إيقاظ الأمة حتى ولو كانت خطرا محتملا يهدد إسرائيل .
وقال : كان قادة الصهاينة قد أبدوا قلقهم من الثورة اليمنية فسارع آل سعود بعدوانهم الذي استهدف كل شيء في اليمن وكان أبشع وأفظع ما قام به الصهاينة في فلسطين مما يؤكد البصمة الصهيونية في العدوان مهما حاول النظام السعودي تغطية ذلك بمبررات واهية ، حيث أن أربعة أشهر من العدوان سقطت كل الأقنعة وفضحت العدوان “.
وأضاف : إن النظام السعودي منفذ للإدارة الأمريكية الصهيونية والشرعية عنده يجب أن ندفن وتعدم في مصر وسوريا وغيرها لأن الأمريكان والصهاينة يردون ذلك، ولأن أمريكا والصهاينة غير راضين على الشعب اليمني اختلقوا شرعية وهمية بحفنة من العلماء لا يتجاوز بضع مئات من الفاسدين غير آبهين بمصير 25 مليون يمني تحت الحصار والقصف لأن مشكلة الصهاينة مع الشعب اليمني وليست من أجل أولئك العملاء “.
وأكد الصماد أن العدوان السعودي على اليمن هو عدوان من أجل إسرائيل وأمريكا وخدمة للصهاينة على اعتبار أنهم يدركون أهمية الموقع الجغرافي لليمن وخطورة خروجه من هيمنة النظام السعودي الذي يعي خروجه من المشروع الصهيوني ويدركون جيدا أن الشعب اليمني حرا أبيا وعزيزا ولا يمكن أن ينخدع بمسرحيات القاعدة وداعش التي تديرها أمريكا.
وأردف قائلا : إن النظام السعودي دفع بآلاف العناصر التكفيرية لجعل اليمن بؤرة لهذه العناصر ينفذ من خلاله مخططاته، إلا أن الدور الذي قام به الجيش والأمن واللجان الشعبية كاد أن يقضي على هذا المشروع ، فسارع النظام السعودي لإنقاذه باستهداف اليمن” .
وحيا رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صمود الشعب اليمني الذي أثبت للعالم أجمع مدى عظمته وقوته وإباءه وتقديم خيرة أبناءه وممتلكاتهم في سبيل الوطن والتضحية والفداء من أجل عزة وكرامة الشعب اليمني .. لافتا إلى أن العدو السعودي يلفظ أنفاسه في هذه الأيام بحيث تحطمت كل جبروته وطغيانه وكبرياءه على صخرة الصمود الأسطوري للشعب اليمني.
ومضى بالقول : مهما كان حجم الجراح والتضحيات إلا أن ما كان يراد ليلمن كان سيضاعف حجم الخسائر وقد لسمنا ذلك جليا حيث قتل وجرح الآلاف في تفجيرات إجرامية من قبل أدوات الصهاينة وآل سعود ” .. مبينا أن الشعب اليمني لو لم يتحرك في شماله وجنوبه وشرقه وغربه لكانت هذه الغارات والعدوان يشن من مطارات يمنية تحت مسمى الشرعية المزعومة لكن يقظة الشعب اليمني وتحركه أفقدهم صوابهم وأظهروا حقدهم عليه .
وخاطب الصماد الشعب اليمني: أنتم اليوم أمام منعطف تاريخي وحساس ففي الوقت الذي حاولوا أن يمسحوا شعبنا من الوجود وأراد الله أن تكبر في نظر العالم لتصبح قبلة الأحرار فيجب أن يكون أبناء شعبنا بالمستوى المطلوب وأن يتحمل الجميع مسؤولياتهم الدينية والوطنية، فما عجز عنه العدوان من وسائل القتل والتدمير سيعمل على تحقيقه بشتى الوسائل مهما كانت قذارتها وفظاعتها سواء عن طريق القاعدة وداعش أو إثارة الفتن الطائفية أو تفكيك الجبهة الداخلية التي عجزت عن تفكيكها آلة القتل والدمار .
وشدد على ضرورة تحمل الشعب اليمني للمسؤولية الكبيرة خلال المرحلة الراهنة .. مؤكدا أن مستقبل الشعب اليمني مرهون بتماسكه ووحدة أبناءه وأن التضحيات الجسيمة لأبناء اليمن يجب أن تصب في مصلحة ووحدة وكرامة أبناء الشعب اليمني .
وجدد رئيس المجلس السياسي لأنصار الله العهد والوفاء للأشقاء في فلسطين أن قضيتهم ومظلوميتهم ستبقى أولوية في تحرك الشعب اليمني مهما كان حجم التحديات .. داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في إيقاف العدوان ورفع الحصار الجائر على الشعب اليمني .
وأهاب بكافة أبناء اليمن إلى مزيد من الصمود والصبر والتحلي بالثبات والوعي في البصيرة حتى تحقيق النصر المؤزر .. سائلا الله تعالى أن يحفظ اليمن وأهله ويرد كيد المعتدين في نحورهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.