فلسطين تستغيث: أين عاصفة الحزم العربي؟
|| مقالات || بندر الهتار
يعلنُ جيشُ العدوّ الإسرائيلي عن عملية عسكرية ضد قطاع غزة، وسواء انتهت في وقت قصير أو استمرت لأيامٍ وأسابيعَ، فإنها تكفي لفضحِ تحالف العدوان الذي يقاتل اليمنيين تحت عنوان الدفاع عن العروبة والإسْلَام، والسؤال الأهم في هذه اللحظة: هل مِن ناصرٍ لفلسطين وشعبها؟، أين عاصفة الحزم العربي؟
استنجد الفلسطينون بالعرب لعشرات السنين لاستنقاذهم من أسوأ عدو احتل أرضَهم وهجر الملايين منهم وقتل مئات الآلاف ولم يوفر وسيلة إلا واستخدمها للنيل منهم، لكن الجيوشَ العربية ظلت تعيشُ حالةَ السُّبات العميق، والأنظمة انقسمت بين متواطئ وخانع، حتى القممِ العربية لم تخرج ولو بقرارٍ واحدٍ لصالح الشعب الفلسطيني، ناهيك عن دورِها السلبي في ممارسة الضغط على المقاومة للخضوع للعدو الإسرائيلي تحت عنوان السلام!!
لكن وبشكل مفاجئ، وبعد مرور 67 عَـاماً من المناشدة الفلسطينية للعرب، يظهر الحزم العربي وتخرج الجيوش العربية وهي تمتلك أحدث الأسلحة والإمكانات العسكرية يُسخر لها مئات المليارات من الدولارات، وفي حالة استنفار بكل الطاقات، في حالة كانت كافيةً لتحرير فلسطين لو توجّهت إلى هناك، لكن البوصلةَ اتجهت نحو اليمن لقتلِ شعبه وحصارهم لأربع سنوات على التوالي دون أي مبرر سوى خدمة أمريكا وربيبتها إسرائيل!!
زعموا أن مَن يطلقون عليها “الشرعية” قد استدعتهم للتدخُّــل العسكري، وهم إنَّما لبّوا الدعوةَ كفاعلِ الخير، لكنهم تناسوا أن الشرعية في فلسطين وكل شعب فلسطين قد بُحت أصواتُهم وهم يصرخون “وين الملايين.. الشعب العربي وين؟”.. فلماذا لا يستجيبون؟
لقد أُهين الشرفُ العربي والكرامة العربية تحت أقدام الصهاينة، ولم يحرك ذلك مشاعر الأعراب الذين يدعون الدفاعَ عن العروبة في اليمن، كما دنّست المقدّسات الإسْلَامية في فلسطين وباتت مهدّدة بالزوال، ثم جاؤوا ليزعموا الدفاعَ عن الإسْلَام في بلد هو أكثرُ الشعوب إيماناً وتمسكاً بمبادئه.
فلسطين هي المعيار، وقد كشفت الأعراب وتحالفهم بزعامة النظامين السعودي والإماراتي، لم تكشف أنهم متخاذلون فحسب، بل ظهروا ضدا عن القدس وفلسطين، هدفهم الوحيد كيف يحقّقون المصلحة الأمريكية والإسرائيلية، يعادون من يعاديهم ويوالون من يواليهم يربطهم مصير مشترك وتحالف مشترك وعدو مشترك هم كُـلّ الأحرار على امتداد البلاد الإسْلَامية وَكُـلّ شرفاء العالم.