تدخلات استفزازية للسعودية.. ليس آخرها رفض عضوية النائبة التونسية!
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
كثيرة هي التدخلات السعودية في الشؤون الداخلية للعديد من البلدان العربية والإسلامية ولقد أثارت تلك التدخلات جدلاً واسعاً على مستوى الساحة السياسية وأغضبت الكثير من أبناء الشعوب العربية والإسلامية وما الموقف الذي قام به “محمد العلي” السفير السعودي في تونس أمس السبت إلا مثال حيّ على تلك التدخلات الاستفزازية التي ينتهجها النظام السعودي لفرض هيمنته على الكثير من البلدان الفقيرة حيث قام السفير السعودي في تونس برفض عضوية النائبة التونسية “مباركة البراهمي” في لجنة الصداقة البرلمانية التونسية الخليجية وذلك بعدما علّقت هذه الأخيرة قائلة: “كان من الأولى أن يتحدث السفير السعودي عن العدوان الصهيوني على فلسطين حيث يجب على بلاده أن توقف حروبها العشوائية التي بدأتها في اليمن وسوريا وتدخلها السافر في ليبيا وفي بعض الأقطار العربية والإسلامية”، ولقد أثار هذا الموقف السعودي غضب التونسيين الذين وصفوه بأنه يعدّ من الممارسات غير الأخلاقية وفي السياق نفسه أدانت الجبهة الشعبية التونسية تصرّف السفير السعودي هذا ووصفته بأنه تدخّل سافر في السيادة الوطنية التونسية وخرق لكل الأعراف الدبلوماسية.
وقال القيادي “محسن النابتي” في الجبهة الشعبية التونسية عبر تصريحات له: “إن السفير السعودي قد خرق جدول أعمال الجلسة المُتفق عليه خلال اللقاء، وقام بدعوة ممثلي اللجنة إلى مساعدته بالبرلمان في مساندة السعودية في حربها باليمن، وضدّ ما أسماه بالعدوان الذي تتعرض له كلّ من سوريا وحزب الله وإيران واليمن“، مضيفاً بأن موقف النائبة التونسية “البراهمي” قد أزعج السفير السعودي كثيراً، ولهذا فلقد طلب السفير السعودي من رئيس البرلمان الضغط لتنحية النائبة من اللجنة البرلمانية التونسية الخليجية”، وأعرب قائلاً: “إن السفير السعودي قال بالحرف خلال الجلسة ما دامت هذه المرأة “مباركة البراهمي” في اللجنة فإنه يعتبرها ميتة”.
يُذكر أن النائبة التونسية “مباركة البراهمي” هي زوجة المناضل الشهيد “محمد البراهمي” والتي عملت خلال السنوات الماضية من أجل تطوير تونس ونقلها نحو الأفضل ولقد ساهمت في تأسيس حركة الشعب الأولى التي تشكلت عقب ثورة 2011 وأسست جمعية النهوض بالمرأة العربية وتحمّلت مسؤولية رئاستها وتعتبر أيضاً إحدى المؤسسات للتيار الشعبي التونسي وإحدى المدافعات عن خيار الالتحاق بالجبهة الشعبيّة باعتبارها خياراً وطنياً استراتيجياً لاستكمال أهداف الثورة والتصدي لحالة التغوّل التي فرضتها أحزاب “الترويكا”، ولقد تم اختيارها بالإجماع لتكون رئيسة شرفيّة للحزب ولقد كان لهذه النائبة التونسية العديد من المواقف القوية تجاه بعض الأنظمة القمعية الموجودة في العالم العربي والإسلامي.
وتذكر العديد من المصادر الإخبارية بأن “مباركة البراهمي” وجّهت تحية لشعب البحرين وشهدائه في ذكرى ثورة ١٤ فبراير وحيّت استمراره وصموده في ظل انتهاكات النظام الحاكم، معتبرة أن نظام آل خليفة ذاهب إلى مزبلة التاريخ حيث قالت: “إن ثورة الشعب البحريني ثورة سلمية مدنية جماهيرية واسعة، ولكن التآمر الرسمي العربي يريد أن يغطي على هذه الثورة ويريد أن يغطي على انتهاكات النظام الملكي العائلي في البحرين، لذلك أعتقد أنه في مثل هذا اليوم حري أن نحيي أرواح شهداء شعب البحرين وأن ندعو هذا النظام إلى التعقّل”.
وفي السياق نفسه قامت هذه النائبة التونسية بإصدار بيان للتضامن مع الحراك الشعبي المطالب بالتحوّل الديمقراطي في البحرين وذلك خلال ندوة حقوقية عُقدت في العاصمة تونس تحت عنوان: “البحرين، سبع سنوات من الثورة المنسية” وشددت على ضرورة فتح ملف البحرين من جديد في تونس التي هي حضن الثّوار وأصحاب الحق، حيث قالت: “أنا أتألم وأخجل كثيراً من شعب البحرين لتخلينا عن قضيته بشكل كبير”.
ومن المواقف الأخرى التي لن ينساها التاريخ لهذه النائبة التونسية البطلة، أنها أكدت خلال استقبالها لنواب من البرلمان السوري، بأن الجيش العربي السوري يقاتل نيابة عن الأمة العربية بأسرها، حيث قالت: ” إن سوريا تدفع ثمناً باهظاً لأنها لم تخضع للإملاءات الأمريكية والصهيونية ولم توقّع اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني”، مضيفة بأن الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب تعد من أهم الإنجازات العظيمة وأكدت في كثير من مواقفها أن أحزاب “الترويكا” التونسية تعدّ أحد أهم مؤسسي الإرهاب العالمي، خاصة بعد نقلها لآلاف المتطرفين التونسيين إلى سوريا من أجل الانضمام إلى “داعش” أو تنظيم “القاعدة” المتمثل بـ”جبهة النصرة” للقتال ضد النظام السوري الحاكم.
إن كل هذه المواقف التي قامت بها النائبة التونسية “مباركة البراهمي” تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنها كانت على حق في موقفها تجاه السفير السعودي في تونس وتؤكد العديد من المصادر المحلية في تونس بأن السلطات التونسية وجهت العديد من الاتهامات للسعودية وتدخلاتها في الشأن التونسي خاصة بعد إقالة وزير الشؤون الدينية السابق عبد الجليل بن سالم بعد أقل من 24 ساعة من تصريحات أشار فيها إلى أنه صارح كلاً من السفير السعودي وأمين عام وزراء الخارجية والداخلية العرب قائلاً: “أصلحوا مدرستكم الوهابية فالإرهاب تاريخياً متخرج منكم، التكفير لم يصدر إلا من المدرسة الوهابية”.