عفواً فليس لنا حصافتكم
إلى الناشطين والناشطات والحقوقيين والحقوقيات المؤيدين لعاصفة الحزم، شتان ما بيننا وبينكم في العلم، يبدو أن الأمور قد اختلطت علينا ولم نصل مستواكم في الفهم!!
فطائرات العدوان المحلقة في سمائنا هي طيور الجنة، وصوتها لا يقض مضاجعنا ويرعب صغيرنا وكبيرنا في الليل والنهار حاشاها، بل هي تدندن فوق رؤوسنا بأعذب الالحان، وتهدينا وروداً، فتلك الحمم التي تسقط فوق رؤوسنا منها وتقتلنا هي حمائم السلام، فقط نحن لا ندرك كنهها فنختبئ منها فزعاً بدلا أن نلوح لها بالتحية والاحترام، وجبالنا التي تحيط بصنعاء إحاطة السوار للمعصم، ما اغباها لمَ ظلت صامدة ولم تركع، وقد أسقطوا فوقها قنابل متنوعة محرمة وممنوعة، فهي بنفس الهيئة منذ آلاف السنين، في نظر الناشطين الألمعيين هم فقط أرادوا كسر كبريائها.
وما أتعس ابنائك يا صنعاء إذ لم يفهموا إنسانية العدوان وماتوا تحت الركام، أو شوهوا وقطعوا أشلاء، ولمَ هذا الرعب كله فأجهضت النساء واخمدت أنفاس الأطفال، تحملوا فالشرعية تستحق أن تصمتوا ولا تصرخوا حتى بالأنين.
وصعدة ما بالك أيتها البهية، هم فقط جعلوا عاليك سافلك وإبادة فيك في كل حين جماعية، هدفهم بسيط يا غالية من فيك من البشر ما عادوا يروقون لآل سلول وأذنابهم، وهوائك المفعم بلهيب القنابل والمتفجرات ما عاد يصلح للحياة، واليمن كل اليمن لمَ كل تلك الجلبة وشكوى من الحصار والعدوان، تصبروا واصمتوا هذا ان كان لكم في الحياة بقية.
وحتى آثار اليمن ليست بذاك الجمال والبهاء في نظر مؤيدي السعو أمريكية، فقلعة جبلة أو دار الحجر وغيره هي فقط آثار كافرة شركية تعبد من دون الله، ويبدو أن اشكالنا لا تعجبهم وأن موقع اليمن يغيظهم، فيريدون تغييره من خارطة العالم لكن حتى لا يُصدم العَالم الصامت المتفرج، فيقومون بالإبادة التدريجية، وإلا لكانوا أفنوك يا يمن بقنبلة نووية، فأحمدي الله على حنانهم ورفقهم ولنكن فقط مثلهم بلا مشاعر وأحاسيس وبلا عقول، ولنقل كما يقولون شكراً سلمان.