الأمة التي تعرض عن هدي الله تخسر خسارات كبيرة جداً، وتجلب الخسارات أيضاً على الأمم الأخرى

|| من هدي القرآن ||

 

ما تناولته الآيات السابقة التي سمعناها بالأمس حول بني إسرائيل قدمت فعلاً صورة فضيعة جداً في مختلف المجالات عمن لا يهتدون بهدي الله عمن يعرضون عن هدي الله، وكانت فعلاً صورة مقززة، صورة تشمئز منها النفوس، وكيف أن الأمة عندما تعرض عن هدي الله تخسر خسارات كبيرة جداً، وتجلب الخسارات أيضاً على الأمم الأخرى.

 

من آخر ما تناولت الآيات التي سمعنا بالأمس: اعتراض بني إسرائيل على أن يكون جبريل هو الذي نزل هذا القرآن من عند الله، وذكر بأنهم ـ بما هو محط سخرية لأطروحتهم هذه، أو عن أطروحتهم هذه ـ أنهم كانوا وما زالوا يتبعون ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان في عهده، إذاً فكيف يقبل منك أنك لا تريد جبريل وأنت تتبع ما تتلوه الشياطين !.

 

ذكر أيضاً قضية ما تزال ظاهرة فيهم إلى حد الآن: كيف أنه على أيديهم، وبسبب انحطاطهم الذي فقدوا به الاهتمام بالقضايا الكبيرة، الاهتمام بعمارة الدنيا على أساس هدي الله، هذا الانحطاط الذي تصل إليه النفوس المعرضة عن هدي الله عندما تصبح لا تقدر للشيء مهما كان مهماً أي قيمة، حضارة معينة كانت يبدو ـ والله أعلم ـ كانت حضارة راقية ـ كما قلنا ـ من مظاهرها ما كان عليه نبي الله سليمان ،وما كان عليه منهم من المقربين لديه من حاشيته، ومن كبار دولته: أنه يبدو أنه كان هناك في ذلك العصر علوم راقية، وتبدو مظاهرها ـ كما قلنا بالأمس ـ ما تزال في مصر، وقد يكون من مظاهرها ما هو في اليمن أيضاً، أشياء عندما تتأمل فيها ترى بأنها بعيدة أن تكون من عمل الإنسان بطاقته الطبيعية، وخبراته الطبيعية، أنه يبدو أنه كان هناك علوم تسخر بها أشياء كثيرة من مخلوقات الله سبحانه وتعالى تعتبر أسباباً لإنتاج أشياء لا ينالها الإنسان هو بطاقاته المحدودة .

 

من أبرز ما حصل في تلك الحضارة، ومن مظاهر ذلك العلم ما حكاه الله سبحانه وتعالى في قصة [عرش بلقيس] كيف أن الذي عنده علم من الكتاب قال:{أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}(النمل: من الآية40) قضية علمية هذه ليس معناها أنه مسألة دعاء معين، فيما يبدو ـ والله أعلم ـ ليست القضية قضية دعاء ؛ عنده علم من الكتاب، تسخير أشياء معينة كما قلنا بأن مجمل ما يتحرك فيه الإنسان مهما تطورت العلوم لا تخرج عن مجرد استخدام لأسباب طبيعية الله سبحانه وتعالى هو الذي جعلها في هذا الكون، محيط هذه الأرض، في السماوات والأرض وما بينهما ، لكن لاحظ كيف اليهود عندما انحطوا انحطاطاً رهيباً جداً كان الذي يهمهم من تلك العلوم، ومن تلك الحضارة الهامة: هو أن يتعلموا ما يفرقون به بين المرء وزوجه! فأضاعوا العلوم الأخرى، أضاعوا علوماً ابتنت عليها حضارة لهم هم في عهد سليمان كلها في الأخير تلاشت، خلاصة ما تبقى لديهم هي [علوم الشعوذة] ـ مثلما يقولون ـ وما زال هذا لديهم إلى الآن.

 

إذاً وجدناهم بسبب أنهم لم يهتدوا بهدي الله حطموا حضارة قائمة، وأضاعوا علوماً هامة جداً، هذه الحالة ما تزال قائمة فيهم إلى الآن ما تزال إلى الآن الفكرة التي ما يزالون عليها هي تلك التي حكاها عنهم كانت كل هدفهم من علوم معينة: يفرقون بين المرء وزوجه. الآن العلوم الحديثة، هذه الحضارة الحديثة هذه أيضاً معرضة للنكسة على أيديهم هم فعلاً، الآن بعد الثورة الصناعية، وبعد ازدهار العلم حاولوا أن يتغلغلوا في داخل البلدان التي ازدهرت مثل: بريطانيا، في فرنسا، في أمريكا، أمريكا بالذات قد تكون أمريكا من أبرز البلدان الآن في مجال العلوم بل سمعنا في الفترة القريبة: بأنها ربما قد تكون تجاوزت أوروبا بما يساوي أربعين سنة، بالنسبة لأمريكا.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

 

 

[الدرس السادس – من دروس رمضان]

 

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

بتاريخ: 6رمضان 1424هـ

الموافق: 30/10/2003م

 

اليمن – صعدة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com