الخروج العظيم بصنعاء .. حين يتخذ الشعب قرار الخيارات الاستراتيجية بنفسه
لبت الجماهير اليمنية بمختلف انتماءاتها الدعوة التي وجهت لها للخروج في مسيرة تندد بالمواقف المتخاذلة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي على مدى أربعة أشهر وتأييدا للخيارات الاستراتيجية المزمع اتخاذها ردعا للعدوان.
كما طالبت الجماهير بسرعة استكمال ما تضمنه الإعلان الدستوري في مطلع فبراير الماضي وكذا تشكيل حكومة لإدارة شؤون البلاد وسد الفراغ الدستوري القائم بفعل التدخلات الخارجية التي عرقلت الحوار بين المكونات اليمنية وبعد ذلك قضت عليه بإقدام النظام السعودي على شن العدوان على اليمن في نهاية مارس الماضي
وملأ الآلاف من أبناء الشعب اليمني بصنعاء الساحة والشارع المقابل لباب اليمني في قلب العاصمة.
وحمل المشاركون في المسيرة لافتات أكدت على الصمود والثبات الذي أبدوه في مسيرات مماثلة في فترات مختلفة من أيام العدوان السعودي.
“أنا الشعب ياسلمان..أنا مالك القرار ” “لا وصاية لا ارتهان ..الشعب سيهزم العدوان” جملتان كانتا مكتوبتان على بعض اللافتات التي رفعها المشاركون ضمن عشرات اللافتات التي أيدت وطالبت بسرعة تنفيذ الخيارات الاستراتيجية التي تحدث عنها السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير.
ناصريون ضد العدوان والهيئة الوطنية الشعبية للدفاع عن الوطن كانتا ضمن المكونات المختلفة التي شاركت في المسيرة وألقيت عنهما كلمتين ألقاهما ممثلان عن المنظمتين وهما إدريس الشرجبي عن ناصريون وعبدالله الجفري عن الهيئة.
واتفقت الكلمتان على التنديد بعجز الأمم المتحدة عن إيقاف العدوان الجائر على الشعب اليمني ومحاصرته على مدى أربعة أشهر. كما أشارتا إلى أنه ورغم، ما يتعرض له الشعب اليمني من قصف واستهداف من قبل تحالف دول العدوان السعودي الذي قتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ ودمر بأسلوب ممنهج البنية التحتية واستهدف كل مقومات الحياة، إلا أن اليمنيين أثبتوا صمودهم وثباتهم وأذهلوا العالم بصبرهم ”
ونجحت المسيرة في إيصال عدة رسائل منها تفويض الجيش واللجان الشعبية بتنفيذ الخيارات الاستراتيجية وكذا التأكيد بعد 120 يوما من العدوان على إصرار الشعب اليمني على مواصلة ثورته التي بدأها ضد الأيدي السعودية في الماضي القريب واليوم يواصل ثورته بشكل مباشر ضد الهيمنة السعودية وعدوانها.
ويرى متابعون أنه وعلى مدى 120 يوما من العدوان السعودي والمنعطفات التي مر بها كان اليمنيون يخرجون في مسيرات متصاعدة في صنعاء وغيرها تأكيدا على الصمود تلبية للدعوات التي توجهها قيادة الثورة.
ويرون أيضا أن قيادة الثورة تعمل بالشراكة مع الشعب في اتخاذ القرارات التي تمس كل اليمنيين وليس فصيلا أو مكونا واحداً.
وفيما الطرف الآخر المؤيد للعدوان يوما بعد يوم يقدم نفسه عدوا قذرا بتبنيه التفجيرات عبر العبوات الناسفة والسيارات المفخخة أو تبنيه للاغتيالات التي تنفذها عناصر القاعدة وداعش ويجري مؤخرا تبنيها باسم ما يسمى المقاومة الشعبية، في مقابل ذلك تخوض قوات الجيش واللجان الشعبية معارك واضحة تتسم بالندية ولا تمارس تلك الأعمال المشينة التي يجري تبنيها بذلك الشكر، إضافة إلى ذلك فإن خيار الشارع ما يزال قائما بحيث يظل صوت الشعب هو المحرك والمنطلق الرئيسي لأي تحرك للجيش واللجان الشعبية.
وكانت مسيرة اليوم بصنعاء والتي شهدت خروجا كبيرا للجماهير وأعطت تفويضا واضحا لصالح تنفيذ الخيارات الاستراتيجية في مواجهة العدوان السعودي وسد الفراغ الدستوري.
يذكر أنه وعلى مدى أربعة أشهر هي أيام العدوان خرج الشعب اليمني متحديا كل الظروف المفروضة عليه وأكد على الثبات والصمود متوعدا بإلحاق الهزيمة بالعدوان السعودي الأمريكي