المسيرة القرآنية … والرعاية الربانية
ان المتتبع لبداية ظهور وانتشار المسيرة القرآنية خصوصاً في بدايات الالفية الثالثة على يد الشهيد القائد السيد / حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه, سيلاحظ ان هذه المسيرة المباركة نشأت وترعرعت على يد رجال اوفياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه, وفي ظل ظروف صعبة واستثنائية, مروراً بست حروب ظالمة انتصرت فيها المسيرة القرآنية بفضل من الله سبحانه وتعالى وبشجاعة وعزيمة المجاهدين, الى ان اصبحت هذه المسيرة القرآنية تجوب جميع نواحي البلاد, فالحمد لله الى أعان هذه المسيرة على الانتشار, وصدق من قال “مع ربي جهادي”.
وعلى الرغم من انتشار المشروع القرآني لهذه المسيرة في جميع اوساط الشعب اليمني والتي اشارت وتشير دوماً وتكراراً وبكل صراحة الى ان اعدائنا واعداء الامة الاسلامية معروفين وهم امريكا واسرائيل, الامر الذي جعل اعدائنا يفكرون ملياً بخطورة ان يعّي الشعب بانهم الخطر الاكبر علينا وعلى الامة الاسلامية جمعاء, فبدأوا يفكرون ويخططون كيف يمكن لهم تمزيقنا واذلالنا, وكان آخر هذا المخطط هو العدوان الغاشم الذي شنته مملكة آل سعود برعاية امريكية وصهيونية.
ولست هنا بصدد سرد حقائق ومبررات العدوان المزيفة والتي اصبحت معروفة لدى الجميع, ولكن اود ان اركز على نقطة مهمة جداً والتي اربكت العدو ولن اكون مبالغاً ان قلت انها اثارت استغراب العالم اجمع, ان ما اثار استغرابهم هي قوة ارادة وصمود الشعب اليمني وصمود الدولة ومؤسساتها المختلفة, فعلى الرغم من العدوان والقصف والحصار المستمر منذ اكثر من ثلاثة اشهر الا ان الدولة مازالت متماسكة والموظفين يذهبون الى اعمالهم يومياً, فقد راهن العدو وحلفائه وخونة الداخل على عامل الوقت, قصداً منهم انه وبمجرد العدوان والحصار سوف تنهار مؤسسات الدولة ولن تستطيع الصمود وسيعلن البنك المركزي افلاسه وسيرتفع سعر صرف العملات الاجنبية, الامر الذي يعني بالضرورة الاستسلام المباشر والفوري, الا انه وبفضل من الله سبحانه وتعالى وحنكة رجالات اليمن الاوفياء المخلصين استطاعت الدولة الصمود لأكثر من ثلاثة اشهر ويتم صرف رواتب الموظفين الحكوميين على الرغم من عدم وجود ايرادات حكومية اهمها ايرادات النفط التي تعتبر المغذي الاول والرئيسي للموازنة العامة للدولة, فضلاً عن استقرار سعر الصرف والذي من المفترض ان يقفز صعوداً نظراً لوجود عدوان والعديد من الجبهات الداخلية.
لذلك فالفضل والمنة لله سبحانه وتعالى وللقيادة الحكيمة ممثلة بقائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي, فشعبنا اليمني العظيم صامد صمود جبال ردفان وعيبان, والخزي والعار للصمت الدولي دولاً ومنظمات والذين باعوا مواقفهم باموال آل سعود المدنسة, وفي الاخير اقول كما قال الامام الشعراوي رحمة الله عليه “لا يوجد معركة بين حق وحق فالحق دائماً واحد, والباطل دائماً زهوق”.