الصفحة الأجنبية: آن أوان وقف الدعم الأميركي للحرب على اليمن
|| صحافة عربية ودولية ||
تناولت صحيفة “واشنطن بوست” المجزرة التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي على اليمن، والتي أودت بحياة عشرات الأطفال، إثر استهداف طيران العدوان حافلة ركاب تقل عددًا من الطلاب في منطقة ضحيان.
وقالت الصحيفة” إذا كانت الولايات المتحدة بالفعل قد ساهمت بهذه المجزرة، فذلك يعني أنها متورطة بجريمة حرب محتملة”، وأضافت “إن المجزرة الأخيرة ليست حادثة معزولة، فهناك غارات جوية سابقة استهدفت حفلات زفاف ومراسم دفن وأسواق”، وتابعت بالقول أن “آلاف المدنيين قتلوا منذ أن شنت السعودية وحلفاؤها الحرب في نيسان/أبريل من العام 2015”.
وفيما أشارت الصحيفة إلى أن “إدارة ترامب وكما إدارة أوباما تدعم الحرب على اليمن، عبر بيع القنابل وتقديم المعلومات الاستخباراتية وإعادة تزويد الطائرات بالوقود، قالت أن الحرب التي شنتها السعودية وحلفاؤها تحولت إلى مستنقع”.
الصحيفة شددت على أن “الوقت حان لإنهاء الدعم الاميركي لهذه الحرب غير الشرعية، والتي لا يمكن الانتصار فيها”، وفق تعبير الصحيفة نفسها، كما أشارت إلى وجود مخرج يتمثل بدعوة الوسيط الأممي كافة الاطراف الى جنيف الشهر المقبل، لبحث عملية السلام، موضحةً أن “أول الخطوات ستكون وقف إطلاق النار إلى جانب تسليم ميناء الحديدة الى الامم المتحدة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “المصادر الأممية أعربت عن استعدادها للتوصل إلى مثل هكذا تسوية، إلا أن السعودية والامارات لا تزالان تعارضان”.
وإذ رجحت الصحيفة أن يقبل حلفاء واشنطن العرب بعملية السلام، ربطت ذلك بأن تتوقف أميركا عن دعم استمرار العدوان، وتابعت الصحيفة
“من حسن الحظ ان الكونغرس يمارس بعض الضغوط”، مشيرة إلى تعديلات أُدخلت على قانون الميزانية العسكرية الذي وقع عليه ترامب قبل ايام، والذي يلزم “البنتاغون” بالتحقيق حول ما اذا كانت الغارات الجوية التي تدعمها اميركا في اليمن ادت الى انتهاكات في مجال حقوق الانسان.
كما أشارت الصحيفة إلى أن “القانون المذكور يشترط أن يكون المزيد من الدعم العسكري مرتبطًا بتأكيد وزارة الخارجية الأميركية بأن التحالف الذي تقوده السعودية يحرص على منع وقوع وفيات بين المدنيين”، وختمت بالقول “إن مجزرة ضحيان تبين بشكل قاطع ان التحالف لا يحرص على ذلك، وبالتالي لا يجوز ابدا ان تعطي وزارة الخارجية الاميركية مثل هذه الشهادة”.
مخاوف “الكونغرس” تتزايد من التورط الأميركي في العدوان على اليمن
بدورها، تطرقت مجموعة “صوفان” للاستشارات الأمنية والاستخباراتية في تقريرها اليومي الى العدوان على اليمن، وقالت “ان هذه الحرب تميزت بالمجازر ضد المدنيين، والنسبة الأكبر من الضحايا المدنيين والاضرار في البنية التحتية تعود الى قصف التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات”، مشيرة الى ان “حركة أنصار الله لا تمتلك قوة جوية”.
ولفتت المجموعة الى غياب الرقابة الفاعلة من قبل “الكونغرس” الأميركي حول المشاركة الاميركية في الحرب على اليمن، غير انها اشارت في الوقت نفسه الى ان “”الكونغرس” بدأ يعطي اهتماما متزايدا لهذه الحرب، عقب المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين”.
المجموعة تناولت المجزرة التي ارتُكبت في منطقة ضحيان، والتي اودت بحياة عشرات الاطفال، ونبهت الى انه “بعد هذه المجزرة، ارسلت السيناتورة الاميركية اليزابيث وارن رسالة مكتوبة الى قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جوزيف فوتيل، طالبت فيها بإيضاحات حول الشهادة التي قدمها الجنرال لجهة حجم التورط الاميركي في اليمن”.
وأشارت المجموعة الى طلب السيناتورة إيضاحات حول مزاعم “البنتاغون” حول عجزه عن تعقب العمليات التي تقوم بها الطائرات السعودية والإماراتية، كما طلبت وارن معلومات حول ما اذا كانت الولايات المتحدة فعلاً لديها القدرة على تعقب الغارات الجوية اذا ما أرادت ذلك.
ولفتت المجموعة الى ارسال النائب في الكونغرس تيد ليو رسالة الى المفتش العام في وزارة الحرب الاميركية، سأل فيها عما اذا كان الدعم الاميركي المستمر للحرب على اليمن قد يضع الجنود الاميركيين في خطر اخلاقي او قانوني بسبب المساهمة بارتكاب جرائم حرب.
وفي هذا السياق ذكرت المجموعة قانون الميزانية العسكرية، الذي وقع عليه الرئيس الاميركي دونالد ترامب مؤخرا، والذي يلزم وزارة الخارجية الاميركية بتقديم تأكيدات بأن السعودية والامارات تتخذان خطوات لمنع وقوع وفيات بين المدنيين.
وفي الخلاصة، أكدت المجموعة أنه في حال عدم استطاعت الخارجية الاميركية ضمان عدم تعرض السعودية والامارات للمدنيين اليمنيين، فعلى الولايات المتحدة حينها ان تتوقف عن اعادة تزويد الطائرات السعودية والاماراتية بالوقود”.
وأضاف “صوفان”:”ليس واضحاً ما اذا كانت الولايات المتحدة ستلتزم بهذا البند”، مرجحة فكرة أن “واشنطن تعتبر أنه لا بأس بأن يدفع اليمنيون وحتى الاطفال ثمنا باهظا لضبط نفوذ إيران في المنطقة”.
تأثير أميركا السلبي على المنطقة منذ حرب الخليج
رأى ستيفن والت في مقالة نشرتها مجلة “فورين بوليسي” أن “النفوذ الاميركي في الشرق الاوسط منذ حرب الخليج الاولى عام 1991 هو سلبي بشكل شبه كامل”.
وأضاف الكاتب “أساءت الإدارات الاميركية المتعاقبة التعامل مع عملية اوسلو ودفعت باتجاه تأجيج التطرف”، مضيفا أن “الدعم الاميركي غير المشروط لعدد من وكلاء اميركا في الشرق الاوسط أدى الى صعود جماعات مثل تنظيم “القاعدة””.
ولفت الكاتب الى ان “سياسة الاحتواء المزدوج التي تبنتها ادارة بيل كلنتون دفعت بأسامة بن لادن الى إبعاد أنظاره عن أعدائه في الداخل اي آل سعود، والتركيز على العدو البعيد اي الولايات المتحدة، حيث كانت النتيجة هجمات الحادي عشر من ايلول”، وفق تعبير الكاتب.
ثم تطرق الكاتب الى ما قامت به إدارة جورج بوش الابن بعد هجمات الحادي عشر من ايلول، وتحديدا حربها على العراق، واشار الى ان هذه “الحرب ادت الى هدر ترليونات الدولارات وخسارة آلاف الارواح، فضلاً عن ضرب الهيبة الاميركية”.
الكاتب “لفت ايضا الى ان ادارة اوباما كررت الخطأ نفسه لكن على نطاق اصغر، عندما ساهمت بالاطاحة بمعمر القذافي في ليبيا دون ان تعرف من الذي سيأتي ليحل مكانه”، مشيرا الى ان “ما يسمى الحرب على الارهاب جرّت الولايات المتحدة الى دول مثل الصومال ودفعت بواشنطن الى التورط في حرب وحشية على اليمن، وبالتالي تتحمل أميركا مسؤولية الكارثة الانسانية هناك”، بحسب تعبير الكاتب.
وختم الكاتب “نظرا الى هذا السجل الاميركي، ربما من الافضل ان يحاول طرف آخر ان يعلب الدور القيادي في الشرق الاوسط”، لافتا الى ان “التحرك في هذا الاتجاه يتطلب تغيرا جوهريا في عقلية نخب السياسة الخارجية في اميركا، تلك التي اعتقدت لفترة طويلة ولا تزال أن الولايات المتحدة هي الدولة التي لا غنى عنها وأن الحل لمشاكل العالم يجب ان يصنع في واشنطن”.