الغرب يلعب على أوتار جرائم آل سعود الوحشية في اليمن

|| صحافة محلية || الثورة

لا تزال قوات العدوان الغاشم الذي تقوده السعودية تشن غاراتها الهمجية التي بدأتها قبل حوالي أربعين شهراً على الكثير من المناطق والمحافظات اليمنية، وبالنظر إلى الوضع الميداني لهذه الحرب العبثية، نرى بأن هذه الحرب وصلت إلى مرحلة التآكل والتلاشي وأن السعودية لم تستطع بعد شهرين من شن هجماتها البربرية على سكان مدينة الحديدة، احتلال ميناء هذه المدينة الساحلية وفي وقتنا الحالي تستمر قوات ذلك العدوان الغاشم في قصفها للعديد من المناطق الأخرى مثل صعدة وصنعاء وتعز، مستخدمة طائرات حربية متطورة.

وفي هذه الأثناء، يُعد الهجوم الأخير الذي شنته طائرات العدوان السعودي على حافلة تقل أطفالاً يمنيين في منطقة “ضحيان” التابعة لمحافظة صعدة شمال اليمن من أكثر الحوادث المؤلمة التي وقعت خلال العقود الأخيرة وكان من المتوقع أن يقوم المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بإدانة هذا الاعتداء الذي قامت به قوات آل سعود ضد الأطفال اليمنيين والذي أدى إلى استشهادهم جميعاً، ولكن للأسف الشديد ظلت تلك المنظمات الدولية صامتة وهذا الصمت كشف الوجه الحقيقي والخبيث لمجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية التي كانت تدعي جهاراً نهاراً بأنها الحامي والمدافع عن حقوق الانسان في هذا العالم.

والمثير للسخرية هنا أن منظمة التعاون الإسلامي نظمت اجتماعًا في مدينة “جدة” في نفس اليوم الذي وقعت فيه هذه الجريمة المروعة والذي تناثرت فيه جثث أولئك الأطفال اليمنيين الأبرياء في منطقة “ضحيان”، حيث لم يتطرق ذلك الاجتماع لتلك الجريمة التي قامت بها قوات آل سعود وإنما على العكس من ذلك قام المشاركون في ذلك الاجتماع بإلقاء اللوم على جمهورية إيران الاسلامية وجماعة أنصار الله “الحوثيين” وتوجيه أصابع الاتهام لهما، وهذا الفضاء السياسي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن “قانون الغابات” يهيمن على العلاقات الدولية وأن مثلث الشر المتمثل بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني والسعودية يقومون بالكثير من الجرائم الوحشية حول العالم في ظل صمت وسكوت دولي، وهذا ما تؤكده الجريمة الأخيرة التي قامت بها السعودية ضد الأطفال اليمنيين في منطقة “ضحيان” والذين لم تكن لهم أي صلة بالقضايا اليمنية، العسكرية والسياسية وإنما ذنبهم الوحيد – اذا صح التعبير – أنهم ينتمون إلى المذهب الزيدي الشيعي وبالفعل، لقد أثبتت هذه الجريمة بأن معظم الدول العربية والإسلامية، تقبع تحت وطأة الريالات السعودية والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وبريطانيا عليها ولهذا فإنها فضلت أن تظل صامتة حيال هذه الجريمة وأن تلبي مطالب البيت الأبيض ونظام آل سعود.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن السعوديين والتحالف الغاشم الذي تقوده، قد ارتكبوا مئات الجرائم ضد الشعب اليمني، بما في ذلك الهجمات على المستشفيات ودور الأمومة والمدارس والمساجد ورياض الأطفال وقاموا بالعديد من جرائم خطف وقتل الأبرياء، ولكن المبالغ الضخمة التي تقدمها مملكة الشر للعديد من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، قد أجبرت وسائل الإعلام تلك على الالتزام بالصمت حيال جميع تلك الجرائم وفي الوقت نفسه، تؤكد العديد من التقارير الميدانية بأن الولايات المتحدة وبريطانيا يشاركان السعودية في قتل المدنيين اليمنيين ويشجعان نظام آل سعود للقيام بالمزيد من الجرائم التي يندى لها الجبين.

وهنا يمكن الإشارة إلى بعض الأدلة الدامغة التي تؤكد بأن دولاً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا قدما الكثير من الدعم لنظام آل سعود خلال حربة العبثية في اليمن، حيث قامت تلك الدول ببيع الكثير من الاسلحة المتطورة لحكومة الرياض خلال الفترة السابقة وتسعى تلك الدول الغربية في وقتنا الحالي لتدمير البنية التحتية لليمن بالكامل وذلك من أجل الحيلولة من إفلاس مصانع الاسلحة الخاصة بها. كما أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم تُظهرا أي تعاطف عند مقتل أشخاص ينتمون إلى حركة أنصار الله، بل إن تلك الدولتين متورطتان بشكل مباشر بالكثير من الهجمات الوحشية التي نفذتها طائرات العدوان الغاشم على المدنيين في عدد من مناطق اليمن.

وفي ظل هذه الظروف المأساوية يبدو بأنه من المستحيل إنهاء هذه الازمة وهذه الكارثة التي تحل بشعب اليمن المسكين، وهذا على الرغم من أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، يمكنهما العمل بسرعة لإنهاء هذه الازمة التي استمرت 40 شهراً في اليمن والتوصل إلى حلول سياسية تُرضي جميع الاطراف ولكن للأسف الشديد تعتقد الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، بأنهم يستطيعون القضاء كلياً على جماعة أنصار الله “الحوثيين” من خلال إراقة الدماء والقيام بالعديد من المذابح في حق الشعب اليمني، وإعطاء القيادة السياسية في اليمن لمملكة آل سعود وبما أن الحوثيين والزيديين في اليمن يشكلون أكثر من 60% من السكان، فإن الدول الغربية والسعودية لن يتمكنوا من إزالة هذا النسيج الاجتماعي الكبير من البنية السياسية اليمنية.

ومن ناحية أخرى، هناك مفاوضات بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي لحل الأزمة اليمنية، لكن الأوروبيين يتبعون نفس المسار الذي تتبعه السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا والذي يدعو إلى نزع سلاح أنصار الله “الحوثيين” وإزالتهم من الهيكل السياسي للبلاد ومع كل هذه التفسيرات، فإنه من المؤكد أن تستمر الأزمة اليمنية ومن غير الممكن أن تكون هناك رؤية سياسية واضحة لحل هذه الأزمة على المدى القصير، لكن يجب أن نتذكر أن الشعب اليمني يسعى حالياً إلى تعزيز بنيته التحتية الدفاعية، لتغيير ميزان القوى لصالحه.

قد يعجبك ايضا