هدى الله سبحانه وتعالى يقي الناس من الكثير من الزلزلة
|| من هدي القرآن ||
{حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} .
عندما يحصل بأساء، وضراء، وزلزلة، قد يجعل التزلزل أكثر بسبب نقص الوعي عند الناس، يحصل تزلزل أكبر، يعني: يحصل اضطراب، وتردد لديهم، ونوع من القلق، فمما يشكل ضمانة في هذه أن تعتبر أنه خلي الزلزلة، وبأساء، وضراء، تشتد بكيفها، متى ما اشتدت سيأتي فرج.
ما الإنسان قد يتراجع من البداية على أساس أنها قد تشتد، قد تحصل خطورة كبيرة فيتراجع؟ فعند ما تكون واعياً من خلال الآية، لا، لأنه لو اشتدت فهناك الفرج، ما أنت ستتحمل في الوسط؟ نفس الوعي، الوعي نفسه، الوعي الذي يقوم على أساس هدى الله سبحانه وتعالى يقي الناس من الكثير من الزلزلة؛ لأن الزلزلة هنا بمعنى أنه حكى من داخل المجتمع، قد لا يحتمل أن يكون النبي نفسه، أو مؤمنين واعين على مستوى عالي، أن يكونوا اكترثوا بالزلزلة؛ لأنه قدم لنا نموذج آخر: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ}(آل عمران173) أليست هذه من الأشياء التي تزلزل؟ {فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} ألم يحصل هنا ثبات؟.
في نفس المقام مع بني إسرائيل، في هذه الآية نفسها، عندما قال الآخرون: {لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ} هذا مؤشر خطير، يعني: قد راح أكثرنا قبل، وراح أكثرنا بعد النهر، ونحن الآن في الميدان، قد هذا بعضنا قد هم يقولون هكذا.
ما هذه توجد زلزلة؟ لكن لاحظ كيف الوعي لديهم جعلهم هم يثبِّتون الآخرين، ما اضطربوا هم، {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ} ما تزلزل هؤلاء، ما تزلزلوا مع أن قد هي حالة رهيبة فعلاً، وهم في ميدان المواجهة ما تزلزلوا! لماذا؟ إيمانهم قوي، وعندهم وعي بالشكل الذي يقيهم الإضطراب، كانوا هم ثابتين، وساعدوا على أن يثبت الآخرون .
إذاً فمعنى هذا بأنه قد تحصل، ولو مع نبي من أنبياء الله، إذا ما هناك تفهم بالشكل الكامل لتوجيهاته، قد تحصل زلزلة عند نسبة، ومن هم يتفهمون لا يضطربون، ولا يتزحزحون، سيكون عندهم فكرة بأنه خليها تصل إلى أن يقتل واحد، أليست القضية هذه؟ أليست نهاية كل شيء هنا في الدنيا؟ خليها تصل إلى أن تقتل، معناه ماذا؟ أن تنتقل شهيداً فتحيا من جديد في أفضل حياة، فهل يمكن تتزلزل؟.
ولهذا كان الناس الثابتون تكون مشاريعهم كبيرة، ماذا يعني كبيرة؟ هؤلاء المؤمنون برزوا وعندهم مشروع نصر في مواجهة تلك القوة الجبارة، والكثيرة العدد بقيادة ملكهم جالوت، انطلقوا بذلك الدعاء: {وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(البقرة250) ما هم دعوا الله بالشكل هذا؟ عندهم طموح أن ينتصروا عليهم، وفعلاً انتصروا عليهم {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ}(البقرة251).
هذه قضية هامة، لا بد أن تؤمن بأن يكون مشروعك هو مشروع القرآن نفسه، ألم يكن القرآن للناس جميعاً، للعالمين جميعاً؟ تكون نظرتك نظرته، وبعده، أين ما وصلت، بعد القرآن أينما وصلت، هذه قضية.
أن يكون في نفس الوقت عندك إيمان بأن النصر الإلهي، والفرج الإلهي، يأتي في النقطة التي تجعل الآخرين لتهيبهم منها يتراجعون. هنا إذاً لم يعد هناك ما يخليك تتراجع. [ دروس رمضان الدرس العاشر]