ما هي مراهنة السعودية والإمارات لإغراق اليمن في فوضى طويلة؟

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الميادين نت

 

في اليوم الذي وقف فيه المبعوث الأممي الى اليمن “مارتن غريفيت” على رصيف ميناء الحديدة، ليقول “إن القادة والرؤساء من كل البلدان دعونا جميعاً للحفاظ على السلام في الحديدة”، خرج القيادي المحسوب على حكومة هادي، ياسر اليافعي ليقول “إن الأمم المتحدة تستخدم الحوثي لبقاء سوق السلاح مفتوحاً في الشرق الأوسط”. وأضاف “الأمم المتحدة عبارة عن اقطاعية تتحكم بها الدول الكبرى”. مؤكداً في تغريدته على تويتر “إن بقاء اليمن دولة غير مستقرة يصب في مصلحة الدول الكبرى”.

تنسجم ردة الفعل هذه مع تصريحات أخرى لمسؤلين رسميين في حكومة هادي، عبرت بشكل واضح عن رفضها لأية صيغة تجنب الميناء والمدينة الدمار، وقال وزير الاعلام معمر الارياني “لا يمكن القبول بأية صيغة لإدارة الميناء لا تضمن عودتها للسلطة الشرعية، والأمر ذاته ينطبق على المدينة”، وهنا يعيد وزير الإعلام في حكومة هادي مطلباً سابقاً لحكومته بانسحاب الجيش واللجان الشعبية من الميناء والمدينة، وهو الشرط الذي رفضته صنعاء خلال الفترة الماضية.

غادر “مارتن غريفيت” صنعاء الى الرياض، بعد أربعة أيام في اليمن، تاركاً وراءه وضعاً إنسانياً بالغ القسوة.

 

في السياق ذاته قال مصدر عسكري في وزارة الدفاع “إن قوى العدوان ومرتزقتهم ليس لديهم أي رغبة في ايقاف العدوان وتحقيق السلام العادل”، وذكر المصدر أن طيران العدوان مستمر في شن غاراته “رغم استجابتنا للمبادرات الوطنية والدعوات الحريصة على الحل ، حيث كثف العدوان غاراته الجوية وتصعيده العسكري غير المسبوق في جبهات الحدود وجبهات الداخل”. مؤكداً أن مقاتلات العدوان شنت الجمعة نحو 47 غارة، منها 25 غارة على مناطق صعدة و14 غارة على محافظة حجة المجاورة لها، و7 غارات على مدينة الحديدة وغارة واحدة على محافظة صنعاء.

المصدر حذر قوى العدوان من مغبة الاستمرار في قتل الشعب اليمني واعاقة أي جهود دولية لوقف العدوان وتحقيق السلام لليمنيين.

في وقت كشفت فيه وكالة “بلومبيرغ” الأميركية، عن تحالفات وثيقة بين الدولتين المتحالفتين في الحرب على اليمن السعودية والامارات، وبين جماعات إرهابية عدة على رأسها تنظيم القاعدة.

وأشارت الوكالة الدولية، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إلى أن الحرب الدائرة في اليمن “مكنت تنظيم القاعدة في بعض الأحيان من تعزيز قبضته على الاقاليم النائية شرق البلاد، ولعبت دورا رئيسيا في الاستيلاء على محافظات جنوبية من قبضة الحوثيين”.

“بلومبيرغ” أكدت في تقرير نشرته الجمعة أن ولي العهد السعودي ونظيره الاماراتي مازالا يستعينان بجماعات جهادية تربطهما علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة في حربها ضد اليمن”.

وتتطابق هذه التحذيرات، مع نتائج تحقيق استقصائي لوكالة أنباء “اسيوشيتيد برس” الأميركية، نشرته سابقاً أكّدت فيه أن التحالف السعودي بقيادة السعودية عقد اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة في اليمن ودفع أموالا للتنظيم مقابل انسحاب مقاتليه من بعض المناطق في البلاد، وأفاد التحقيق بأن فصائل مسلحة مدعومة من التحالف جندت مسلحي القاعدة في اليمن وتم الإتفاق على انضمام 250 من مقاتليه لقوات الحزام الأمني في “أبين” الجنوبية.

 

وذكرت الوكالة أن أميركا أمنت انسحاب بعض مسلحي القاعدة مع عتاد عسكري حصلوا عليه من قتالهم في المدن مثل: المكلا جنوبا، وسبع مناطق في محافظتي أبين وشبوة.

وقالت “بلومبيرغ”، إن اختيار التحالف الذي تقوده الرياض لحلفائه المتشددين في اليمن “قد ينتهي به الأمر الى تدمير جهود السلام خاصة مع الدعوات الدولية المتصاعدة لوقف هذه الحرب المكلفة”.

ونقلت الوكالة عن عضو المجلس الأوربي للعلاقات الخارجية آدم بارون قوله “ان صعود السلفيين المتطرفين والانتشار العام للجماعات المسلحة يخلق وضعاً خطراً في اليمن وحتى لو اختفى الحوثيين من الصورة فإنه من الصعب وضع هذه القطة في الحقيبة”. في اشارة لصعوبة السيطرة على العناصر المتشددة.

 

قد يعجبك ايضا