دول الخليج كانت سبباً في لجوئهم فكيف ستستقبلهم ؟!

مع تفاقم أزمة اللاجئين السوريين الفارين من جحيم الحرب في سوريا يزداد السخط والغضب الشعبي على المستويين الاقليمي والدولي على غياب الدور الخليجي في معالجة هذه الأزمة لاسيما السعودية والإمارات وقطر والكويت التي لازالت مصرة على عدم استقبال أي لاجئ سوري.
وليس من المتوقع ان يطرأ اي تغيير على سياسة الدول الخليجية حيال ذلك وهي الدول الراعية لنشر الفوضى في سوريا والتي قدمت الدعم المالي السخي للجماعات المسلحة لنشر الفوضى واشعال الحرب بذريعة اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد ، فكيف للدول الخليجية أن تستقبل اللاجئين السوريين وهي التي كانت سبباً في لجوئهم؟ ولعبت دوراً كبيراً في مأساتهم وتدمير بلادهم وقتل اكثر من ثلاثمائة الف من ابناء جلدتهم
وحول ذلك تحدث الكاتب عبد الباري عطوان في مقالاً له قائلاً “المفارقة الكبرى ان الدول العربية، والخليجية منها بالذات التي صدعت رؤوسنا عبر امبراطورياتها الاعلامية والتلفزيونية الجبارة بدعمها للشعب السوري، وحرصها على تحريره من الطاغية، وتوفير الاستقرار والرخاء له، وتنفق مليارات الدولارات على تسليح معارضته، هذه الدول لم تستقبل لاجئا سوريا واحدا، واغلقت حدودها في وجههم، واشاحت بوجهها الى الناحية الاخرى.

? علماء السوء يخافون على اللاجئين السوريين في المانيا من التنصر
باتت المانيا الوجهة المفضلة للاجئين المهاجرين من سوريا، بالرغم من ان دول الخليج المزدهرة هي الاقرب جغرافيا ، بل ان دول الخليج تتدخل في بلدهم، وترسل الاسلحة والاموال لتدميرها، وزرع بذور الفتنة الطائفية فيها لتصعيد اعمال القتل والتهجير ، بينما تستقبل المانيا سنويا اكثر من 50 الف لاجئ، ومن بين هؤلاء 350 الف سوري، وتتعهد انجيلا ميركل مستشارة المانيا بأن لا تعيد من هؤلاء لاجئا واحدا لان هذا يتعارض مع قيم العدالة والانسانية التي تؤمن بها، وتطالب وزير داخليتها توماس دي ميزر بتعديل الدستور لمساعدة اللاجئين بصورة اسرع
وامام ذلك علق الكاتب عبد الباري عطوان بقوله ” الالمان الكفرة ينظمون مظاهرات ضد العنصرية، ويطالبون حكوماتهم باستقبال اللاجئين السوريين دون قيود او عوائق،
“شكرا لهذا الداعية على مشاعره الطيبة” هكذا رد عطوان عندما خرج احدهم في احد القنوات “الاسلامية” قائلاً ان مستشارة المانيا ميركل تتزعم حزبا مسيحيا، ونخشى على هؤلاء اللاجئين السوريين من التنصير.
وتابع قائلا “توقعنا، وبعد ان شاهدنا اطفال سوريا وامهاتهم جثثا تقذفهم امواج البحر، او اشلاء متحللة في شاحنات مجمدة، او حرائر تتسول المرور عبر البوابات الاوروبية، توقعنا ان نسمع او نقرأ فتاوى لشيوخنا الافاضل مثل القرضاوي والعريفي والسديس والعودة والعرعور تلزم الدول التي يقيمون فيها بإيواء هؤلاء الضحايا، وتنتصر لهم ولمعاناتهم، مثلما دعوا الى الجهاد من اجل انقاذهم، ولكن هؤلاء صمتوا صمت القبور، وما زالوا، فلماذا لا يطالبون السعودية وقطر والامارات والكويت بنجدة هؤلاء؟

? دول الخليج مجرد مسلمين بالاسم
منذ بداية العام الحالي عبر حوالي 365 الف لاجئ البحر المتوسط بحسب المنظمة الدولية للهجرة التي اشارت ايضا الى أن الفين وسبعمائة لاجئ لقوا حتفهم خلال الرحلة.
ونشرت صحيفة “Market Oracle” البريطانية تقريراً بعنوان “هل أظهرت أزمة اللاجئين السوريين أن ألمانيا أكثر إسلاماً من السعودية؟، أشات فيه أن ألمانيا اتخذت موقفاً يخالف مواقف كثير من دول أوروبا التي حشدت قواتها على الحدود لمنع تدفق اللاجئين .
وتساءلت الصحيفة البريطانية ماذا عن الدول المسلمة الغنية بالخليج، وماذا فعلت في وقت يعاني فيه إخوانهم وأخواتهم المسلمون السوريون وفي أمس الحاجة للمساعدة؟
وجاءت الإجابة من خلال تقرير لمنظمة العفو الدولية والذي أشار إلى أن الدول الخليجية الست، لم تعلن عن توفير أي أماكن لاستقبال اللاجئين، في الوقت الذي تعهدت فيه ألمانيا بتوفير 30 ألف مكان للاجئين السوريين.
واعتبرت الصحيفة أن تلك الإحصاءات تدل على أن السعودية وباقي دول الخليج مجرد مسلمين بالاسم، وأن الخطابات الدينية لشيوخهم لا تعكس حقيقة أفعالهم ، وقالت أن دول الخليج لعبت دوراً كبيراً في تدمير سوريا بدعمهم لأيديولوجيات متطرفة كـ”داعش”، ثم غضت طرفها بعد ذلك عن معاناة السوريين،

لأنهم ليسوا عرباً خليجيين.
وتساءلت الصحيفة “هل يمكن لدولة مثل المملكة العربية السعودية التي تمارس الضغوط في وعظها لممارسة الدين الإسلامي لم تفعل شيئاً على الإطلاق تجاه اللاجئين السوريين مقارنة بأمة مسيحية مثل ألمانيا التي أظهرت مزيداً من التعاطف، وتعهدت باستقبال 800 ألف لاجئ من بين مليون لاجئ هذا العام؟ أم أن الحقيقة أن المملكة العربية السعودية تحكمها أسرة آل سعود التي تمارس جرائم منظمة وتختبئ وراء ستار الإسلام لتمارس سياستها”.

قد يعجبك ايضا