تدهور الوضع الصحي في مأرب نتيجة الحصار والعدوان
شهد الوضع الصحي بمحافظة مأرب تدهورا كبيرا نتيجة غارات العدوان السعودي على المنشئات الصحية بالمحافظة والحصار الخانق الذي تفرضه دول العدوان على الشعب اليمني، الأمر الذي أصاب المراكز الصحية والمستشفيات بشلل شبه كلي عن تقديم الخدمات الصحية للمواطنين.
وتعمد العدوان من خلال غاراته المتكررة على استهدف المستشفيات والمراكز الصحية بالمحافظة وتعرضت لدمار كبير ، حيث تشير الإحصائيات إلى أنه تم تدمير مستشفى الجفرة بمديرية مجزر ومستشفى صرواح، كما دمر طيران العدوان السعودي أربعة مراكز صحية.
ونتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه دول العدوان السعودي على اليمن فقد شهد المخزون الدوائي بالمحافظة تناقصا حادا، الأمر الذي أنعكس على تقديم الخدمات الصحية حيث أغلقت الوحدات والمراكز الصحية أبوابها في وجه المرضى ،وأقتصر تقديم الخدمات على حملات التحصين باستثناء بعض العيادات الخاصة التي تعاني لتقديم الخدمات الطبية للمواطنين وان كانت بأسعار مضاعفة.
ويعاني المواطنين من غياب تقديم الدعم والإغاثة من قبل المنظمات الإنسانية في ظل الظروف التي تتعرض لها البلاد وخصوصا محافظة مأرب حيث يغيب الاهتمام بالمحافظة من قبل المنظمات الطبية والإنسانية باستثناء قيام منظمة الصحة العالمية بنشاط واحد هو برنامج العيادة الطبية المتنقلة والذي تم تنفيذه في ثلاث مديريات بالمحافظة وأستفاد منه أكثر من خمسة آلاف مواطن.
ويضطر المواطنين نتيجة انعدام الخدمات الصحية في المحافظة لإسعاف الحالات الحرجة الي العاصمة صنعاء للحصول على الدواء المناسب والعمليات الجراحية خصوصا في ظل تعرض المحافظة لغارات هستيرية يومية يذهب ضحيتها عشرات المواطنين الأبرياء.
ولا يحالف الحظ كثير من الحالات الحرجة بالوصول الي صنعاء حيث تفارق الحياة خلال عمليات الإسعاف والتي يواجه المواطنين صعوبة في الحصول على سيارات الإسعاف لإنقاذ الجرحى والمصابين بغارات العدوان.
ويروي محمد سالم أحد جرحى غارات العدوان السعودي على مخيم للنازحين بصرواح مأساة ومعاناة الجرحى في الوصول الي مستشفيات صنعاء حيث توفي معظم الجرحى في الطريق نتيجة نزيف الدم وعدم الحصول حتى على الإسعافات الأولية.
ونظرا لنسبة الأمية المنتشرة في المحافظة فإن غالبية الكادر الطبي من خارج المحافظة وبعد اندلاع الحرب والأحداث التي شهدتها المحافظة غادر الكثير من الأطباء تاركين المراكز الصحية مغلقة في وجوه الجرحى والمرضى .
وعلى الرغم من وجود عدد كبير من الأطباء الموظفين في مكتب الصحة والمراكز الصحية، الا ان غالبية تلك المراكز مغلقة دون حسيب أو رقيب.
واسهم أغلاق المراكز الصحية وتدمير معظمها في القرى والعزل فقد أسهم ذلك في انتشار الأوبئة والأمراض والتي تستعصي وتتفاقم آثارها وخصوصا لدى الأطفال والنساء ومن هذه الأمراض الإسهال الحاد والحمى الشوكية والتشوهات الخلقية وكذلك الخدج وغياب الرعاية الطبية للنساء الحوامل.
ونتيجة لهذه المعاناة الصحية في المحافظة وجه مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة نداء استغاثة الي كافة المنظمات الطبية والإنسانية بدعم المراكز الصحية والمستشفيات بالأدوية والعلاجات اللازمة وإنزال فرق ميدانية لمعاينة المرضى وتقديم الرعاية الصحية للمواطنين والنازحين.
وحذر مكتب الصحة من حدوث كارثة حقيقية قادمة وانتشار الأوبئة والأمراض في ظل انعدام الأدوية وأغلاق المراكز الصحية وشحة الوقود وعدم قدرة سيارات الإسعاف على أداء واجبها الإنساني في إسعاف الجرحى والمصابين.
سبأ