تعلمون ولا تعلمون

|| مقالات || الحسين بن أحمد السراجي

تعلمون حجمَ التآمر على الوطن!! وتعلمون أنكم لا تحبون السعوديّة ولا الإمارات ولا يحبونكم بل يكرهونكم وتكرهونهم وبشدة!!، وتعلمون أن العدوّ يريد تقسيمنا وتمزيقنا وتفتيتنا وتناحرنا لنبقى تحت رحمته!!، وتعلمون أنهم قد سيطروا على ثروات البلاد ووضعوا أيديهم على خيراتها!! وتعلمون أنهم قد وضعوا أيديهم على الجزر اليمنية وفي مقدمتها سقطرة وأنها هدف رئيسي لهم وليس أنتم أَوْ إرجاعكم!! وتعلمون أن من أهدافهم الأساسية وضع اليد على الموانئ اليمنية لصالحهم وليس صالحكم!! وتعلمون أنهم يبتغون مدَّ الأنبوب النفطي لبحر العرب للتخلص من الخليج!!

وتعلمون أنكم لستم أَكْثَــر من أسرى في أيديهم وأن عوائلكم رهائنَ عندهم!! وتعلمون أنه ليس بيدكم حول ولا قوة ولا أمر ولا نهي وأنكم تتلقون التوجيهات من المحتلّ الغازي!! وما كتبه مروان الغفوري كشف الخفايا. وتعلمون ما يحدث في السجون من امتهان لكرامة اليمني وإذلال لإنْسَانيته!! وما تقرير الأُمَـم المتحدة حول الانتهاكات ببعيد، وأخيراً ما قاله الحسني مع قناة الجزيرة!! وتعلمون أنكم لو عدتم فاتحين على ظهور دبابات الغزاة – ولن يحدث ذلك بإذن الله – فلن تكونوا سوى أكوازٍ مركوزة!!

وتعلمون أن من ارتميتم بأحضانهم يحتقرونكم وأن أصغرَ ضابط سعوديّ أَوْ إماراتي لا يقيمون لكم حساباً ولا وزناً!! وتعلمون أنكم تعيشون تحت رحمتهم وخروجكم وخروج الفرد من عوائلكم إلى أي بلد لا يتم إلا بإذلال والعودة كذلك!!وتعلمون أنكم فقدتم مكانتكم وكرامتكم ورهنتم رقابكم وبعتم وطنكم وأبحتم سيادته وفرَّطتم في استقلاله وحريته!! تعلمون خِسَّة العدوّ ومراميه كاملة!! تعلمون كُــلّ ذلك وأَكْثَــر فما الذي يدفعكم لخراب البلاد وجعلها أطلالاً؟! وما الداعي لبقائكم تحت رحمة عدوكم؟! أهو خوفكم من تصفية استخبارات العدوّ لكم؟! أم أنَّه المرضُ المستفحلُ طائفياً ومذهبياً وعنصرياً وسُلالياً وعُقدة الحقارة المستوطنة؟! كُــلّ شيء جائز وإنني أرثى لحالكم لكنه الخذلان وسوء الخاتمة فالله يأبى للظالم التوفيق!!

لماذا يا إخوان فأنتم إخواننا ونحن واللهِ نرثى لما أنتم فيه ونتمنى تحرّركم وعودة صوابكم ورشدكم فالوطن وطن الجميع.