سميح حكاية شعب كشفت الوجه الحقيقي للعدوان..ويرحل العام 2018م وتبقى جرائم العدوان المرتكبة خلاله حية في ضمير الشعب اليمني الحر
موقع أنصار الله || صحافة محلية || المسيرة : جبران سهيل
ومع وداعنا للعام 2018م واستقبالنا للعام الجديد 2019م، تبقى يومياتُ العام المنصرم وما اقترف فيه العدوان السعودي الأمريكي من جرائم حاضرة لن تطوى وتذهب بالتقادم.
جريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصمَّاد ستبقى جرحاً عميقاً بقلب اليمنيين الأحرار ولم يفصل بينها وبين جريمة استهداف عرس بمديرية بني قيس بمحافظة حجّة سوى أيام، هذه الجريمة التي كان الشاهد فيها طفل، حاله يشبه كثيراً شخصية ذلك الطفل الذي جعل الله براءةَ نبيه يوسف عليه السلام على يديه، حين أنطقه الله وتكلم بلسان فصيح وهو لا يزال طفلاً رضيعاً، كاشفا خيوط المؤامرة التي حيكت ضد يوسف النبي.
{سميح}.. ومن لا يعرف هذا الاسم وهذا الطفل الذي نجا من الغارة الجوية التي كان عرس مواطن بسيط هدفاً لها، راح ضحيتها عددٌ من الشهداء والجرحى، وفيهم والد {سميح} وأعمامه الثلاثة أصحاب فرقة للفلكلور الشعبي التهامي، من أبناء كعيدنة فئة أحفاد بلال، يمارسون مهنتهم في إحياء الأعراس وزرع الفرحة والابتهاج للحضور، بطابع ثقافي متميز، ومن أجل الحصول على بعض الأجر؛ لتوفير لقمة عيش حلال لأسرتهم الكبيرة المتكونة من أكثر من 25 فرداً. لكن عرس بني قيس كان نهاية أحلام وطموحات فرقة {دمان} للفلكلور الشعبي والرقص التهامي، حيث قطعت شظايا الصاروخ الأمريكي أجساد أعضاء الفرقة وقائدها والد الطفل {سميح} الشهيد علي شوعي دمان وإخوانه، نهض {سميح} من نومه مذعوراً خائفاً، لقد تغير المشهد أمامه تماماً، وليت ذلك كان أضغاث أحلام عاشها {سميح} خلال نومه العميق!! بل هي الحقيقة وهو الحدث الذي اهتزت له البلد أجمع، وشخصيات وجهات إعلامية كثيرة على مستوى العالم، حين وجد {سميح} والده جثة هامدة، سميح لم يتمالك نفسه فجثى على صدر والده المقتول ظلماً جراء همجية العدوان ومرتزِقته وتخبطهم الكبير، باكياً سميح أباه مرتمياً على صدره يصرخ بلهجته التهامية: (أشتي بوي وووباه)، وأبوه لا يسمعه، فيأتي المسعفون لأخذ سميح فيرفض بقوة رغم صغر سنه، ويقضي تلك الليلة المشؤومة على صدر والده وتوثق العدسات ذلك المشهد المحزن.
بعد قرابة العام وفي وداع العام 2018م التقت صحيفة المسيرة بالطفل سميح، لتأتيَ بتفاصيل حياة سميح وأسرته المنكوبة بعد ان رحل العام الذي رحلت فيه هذه الأنفس البريئة وجدنا {سميح} يحمل إرادَة شعبٍ لا يعرف الهزيمة رغم مرارة العيش دون والده، سميح، شاهد حقيقي على نوايا ومُخَطّطات العدوان وأهدافه الدنيئة قبل حكاية خاشقجي الذي أَيْضاً جريمة اغتياله وتقطيع جسده داخل قنصلية بلاده السعودية في تركيا كشفت الوجه الحقيقي لنظام آل سعود الدموي، وأخذت قضيته حيزاً كبيراً عالمياً وإعلامياً في الوقت الذي تسفك وتزهق فيه أرواح شعب على يد نفس النظام ونفس المتحالفين معه من يهود ونصارى وعملاء ولن نجد من يتباكى على شعب اليمن سوى القليل، ألتقينا بالعم الوحيد للطفل سميح {ماجد دمان} الذي لم يكن في ذلك اليوم متواجداً مع الفرقة وهو حالياً وعلى مدى أشهر مضت يحاول جاهداً لملمة ما تبقى من إرث لينهض بفرقتهم من جديد لكن دون جدوى، حيث افتقد لأبرز عناصر الفرقة الذين يكبرونه سناً وتجربة وخبرة حيث وهو أصغر إخوانه، لكن لم ييأس بعدُ ويسعى لإيجاد الحلول، رغم أنه يعول ثلاث أسر فقدت رجالها ولم يتبق منها إلا النساء والأطفال، ومع اهتمام القيادة وزيارتهم للأسرة وللطفل {سميح} بتوجيه من قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي رضوان الله عليه بعد حدوث الجريمة مباشرة، إلا أننا وعبر صحيفة المسيرة ننقل إليهم رسالة أخرى أن لا تشغلهم أعمالهم عن متابعة حال سميح وأسرته فهم بحاجة للكثير والكثير من الرعاية والاهتمام حيث وللطفل سميح أخت تكبره سناً وأخ رضيع أسماه والده {جُليبيب} وُلد قبل الجريمة بأيام لا يعرف أباه لكنه حتماً سيعرفه ويعرف الأيادي الآثمة التي أزهقت روحه..
سميح.. كان العنوان الأبرز لحقيقة العدوان فمن مشهده المؤلم وهو بجوار جثة والدة أوصل رسالة واضحة للمخدوعين بوهم تحالف الشر وشرعية الفنادق وعاصفة ملوك وأمراء النفط، أن ما هذا إلا باطل أرادوا بمالهم وشراءهم للذمم والولاءات أن يصوروه أنه حق وبأنهم رحمة لليمنيين وبرداً وسلاماً عليهم، وما هم إلا نيران من الحقد والإجرام تصب على يمن الإيمان منذ أربعة أعوام.
سميح نقل مظلومية الآلاف ممن طالتهم صواريخ طائرات العدوان السعودي الأمريكي ظلما وعدوانا بكثير من محافظات ومناطق اليمن.
سميح.. ليس من فئة الأثرياء وليس من وطن يتدفق فيه البترول والغاز بغزارة حتى تحرص عليه البلدان والمنظمات الأممية وتقف بجانبه، إنما من وطن ليس عنده سوى كرامته وقضيته العادلة وهذا بكل تأكيد لم ولن يفرطوا فيه ولو استمر العدوان إلى يوم القيامة، وهذا وحده كافيا أن يحقّق لهم النصر بإذن الله، وسيظل يواجههم أبناؤه الأوفياء لمظلومية ود
ماء الشهداء جيلاً بعد جيل دون وهن أَوْ تفريط حتى يندحر الشر وأهله عن اليمن إلا غير رجعة، وحتى يتحرّر كُــلّ شبر فيه من دنس الغزاة ومرتزِقتهم.