فلسفة الشهادة

|| مقالات || علي  عبدالله  صومل

 

لما كان حب البقاء على قيد الحياة والسلامة من القتل غريزة إنسانية راسخة بل إنها أقوى الغرائز التي جبل عليها الإنسان

جعل الله كرامة الشهادة لمن يقتلون في سبيل الله تعالى لتكون حافزا للإنسان المؤمن على الصدق في مواطن الصبر وميادين الحرب والتجسيد لأسمى معاني التضحية والبذل «التضحية بالنفس».

ومن المهم التنبيه :على أن طلب الشهادة لا يعني(عدم الاحتراس من الخصم وأن على المؤمن أن يمكن عدوه من نفسه) وإنما المقصود هو أن لا يكون الخوف من القتل سببا للقعود عن الحرب والفرار من الزحف

قد يتبرع إنسان بالدم أو بعض  من أعضاء الجسم لينقذ حياة أخيه الإنسان من مرض مهلك وهذا فداء مأجور وعطاء مشكور أما الشهيد فهو يتبرع بالروح وهي أغلى ما يملك لينقذ حياة المستضعفين من القتل ويدفع بالنيابة عنهم فاتورة الكرامة والعزة والنصر ويسقي شجرة القيم بنجيع الدم أفلا يستحق أن يكون (هو المخلوق الوحيد الذي يولد ولا يموت )وأن يعيش مرحلة البرزح

-الفترة الفاصلة بين الموت والبعث بالنسبة لغير الشهداء- حيا يرزق في مقعد صدق عند مليك مقتدر؟!

*في محاريب العظماء تسجد قرائح البلغاء مهما خطبوا ومهما كتبوا يبقى الحديث عن الشهداء الأبرار واسعا وعميقا  فلا يدري الكاتب أو المتكلم.

1- أن يتحدث عن عوامل الاستقامة والصلاح (كفاتحة ألطاف التوفيق الربانية ) ومنازل الكرامة والفلاح (كخاتمة مطاف الطريق الإيمانية) من منطلق الحديث عن الشهادة كتجارة فردية وربح شخصي

2-أم يتكلم إلى كل فئات المجتمع عبر منابر الخطابة ومحابر الكتابة عن دور الشهادة في تعبئة الأبطال وأثرها في تربية الأجيال كوقود دفع مستمر لا يتوقف وينبوع وعي متدفق لا ينضب

3-أم يعبر عن الشهادة كاستراتيجية دفاعية هزمت الأعداء وأرعبت الخصوم وتضحية فدائية طالما حسمت الصراع وأوجبت النصر

4-أم يعظ العباد ويذكرهم بأمانة وإرث الشهداء متمثلا في أ- المبادئ التي استشهدوا تحت لوائها لتتعمق جذورها في داخل النفوس ويتحقق حضورها في واقع السلوك

ب-أو العوائل التي تجود بالخيرة من آبائها أو أبنائها في سبيل عزة الأمة وشموخها وإبائها ويجب على الجميع أن يعرف لها عظيم بلائها وكريم عطائها وأن يعاملها دوما بنظير نقائها ومثيل وفائها

وهكذا.. وهكذا… فالكلام واسع بسعة البذل والعطاء الذي لا يماثله عطاء وعميق بعمق معاني الإخلاص والطهر والصفاء .

 

 

 

قد يعجبك ايضا