اليمن: ملف الأسرى تطلعات وآمال

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || العهد الاخباري

ما خرج به اتفاق السويد في جولة المفاوضات الأخيرة بين الوفد الوطني ووفد مرتزقة الرياض، حظي باهتمام كبير وبالغ من مختلف المكونات الرسمية والشعبية وحتى الدولية، كونه ملف انساني يفترض ان يكون خارج حسابات الساسة والعسكر الانتهازيين الذين لا يلتفتون الى هذا الملف الحساس والموجع.

تضمنت مجمل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية حيزا لتناول هذا الموضوع، وكانت اتفاقيات جنيف الاربع وبروتوكولتها الملحقة بها خير شاهد على إفراد جزء مهم منها للأسرى وجوانب التعامل معهم والطرق الكفيلة بإنهاء معاناتهم وارجاعهم إلى بلدانهم ومواطنهم في ظل الحرب، وهو موضوع محوري تفرضه وقائع الحرب والصراع في شتى اصقاع الارض.

وبالرغم من وجود كافة العوامل الأخلاقية والانسانية التي توجب على كل معني ان يجعل في اولى اولوياته الاسراع والمبادرة في انجاز كل الخطوات الكفيلة بإنهاء هذا الملف واغلاقه على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.

وخلال جولة المفاوضات قدم وفدنا الوطني ما أمكن من حلول بناءً على هذه القاعدة، غير ان الادوات التابعة للعدوان ونتيجة لجملة من الاسباب، ابرزها انهم غير مخولين في البت في اي تفصيل، دع عنك البت في قضية او ملف بأكمله وتحتاج قبل كل شي الى إذن مسبق للإقدام على أي خطوة بهذا الصدد، وهذا يضاعف ويزيد من العقبات امام انجاز المهمة حيث تعمد دول العدوان الى التخفي خلف المرتزقة في هذا الملف بالرغم من وجود اسرى لهذه الدول.. غير ان حالة الاهمال واللامبالاة والفرعنة السياسية لحكام دول العدوان اوصلتهم إلى حالة مخيفة من نكران الجميل، حتى لجنودهم واسراهم، كان آخرها قضية الاسير موسى عواجي، الذي تجاهلته حكومته وتجردت من كل القيم وتلحق به الضرر نكاية في الانصار ومحاولة بائسة لصرف الانظار عن الموضوع، فجاء رد السيد عبدالملك الحوثي بمبادرة إنسانية غاية في السمو والرقي بإطلاقه دون شروط ولوجه الله وهذا شاهد بارز على منطلقات الطرفين تجاه هذا الملف.

والسؤال هنا هل لدى المرتزقة ومن يفاوض منهم في هذا الملف احساس ولو مجرد احساس ان دول العدوان تلتفت إلى اسراهم، ان كان هذا تعاملهم مع احد جنودهم والذي أكدت الشواهد ان قيمته عندهم تساوي اضعاف مضاعفه من قيمة صرف الريال السعودي مقابل الريال اليمني اذا تم قياس ذلك مجازا بالمرتزقة.

وبدلا من المناورات السياسية والفهلوة المقيتة لدول العدوان وعبر مرتزقتهم الرخيصين، يفترض بمن يرعى الاتفاق ويصر على انجاحه فضح طرف العرقلة والتأخير وعدم اللعب على مشاعر واحاسيس آلاف الأسر المنتظرة على احر من الجمر لعودة احبائها وابنائها، والمبعوث الاممي مخير بين ان يكون له بصمة إنسانية تدفعه لانجاز الملف بشتى الوسائل او العودة بخيبة امل مدوية وبكارثة إنسانية له ولمنظمته الأممية، التي يبدو انها تنتهج سياسة التملق والمحاباة لطرف العدوان وهو من لا يرعى الجميل ولا يبالي بما تعهد به أو وقع عليه.

ودعوتنا المخلصة ان تتكلل جهود المعنيين من الوفد الوطني بالنجاح والتوفيق، ويكفينا فخرا أن لدى السيد عبدالملك وعلى مدى الحروب الممتدة خلال الفترة الماضية والحالية رصيدًا قل نظيره في اطلاق الاسرى وتقديم المبادرات الأخلاقية والانسانية التي تسمو على الجراح وتنبئ عن مكنون القيم والاخلاق التي يتمتع بها قائد المسيرة وانصار الله والعاقبة للمتقين.

 

مدير مكتب حقوق الانسان في صعدة – علي محمد المتميز

قد يعجبك ايضا