لا ثورة حقيقية لا تستهدف التحرّر من الوصاية

|| مقالات || يحيى مقبل

إن أحداثَ الحادي عشر من فبراير لا تشبه الثورةَ كما عرّفها أفلاطون بأنها تحوُّلٌ طبيعي في شكل من أشكال الحكومة الى شكل آخر، ولا هي تشبه تفسيرات أرسطو بأنها قلب الحكومة من قبل الفقراء لإقامة ديمقراطية ولا هي تشبه ما قاله لوثر عن الثورة بأنها تهز العالم، حيث تتحرّر كلمة الله عن السلطة الدينية لإقامة نظام علماني. ومن خلال ما كان يقوله ويريده رجال الدين من جماعة الإخوان المسلمين، لا من خلال ما آلت إليه، فربما كانت ستشبه ما قاله جون آدمز بأنها فاتحة لمخطط عظيم بعناية إلهية لتنوير الجاهلين في أرجاء المعمورة.

 

إن تمجيدَ الحادي عشر من فبراير والتأسيس له كبداية أصيلة وفاتحة عظيمة لتأريخ مجيد وعيش رغيد، خطير وكارثي على الأتباع؛ لأن ذلك يجعلهم محافظين لا ثوريين، فيركزوا كُلّ همتهم على الحفاظ على ما أنجزوه مهما كان ضئيلاً وسخيفًا، وها هم اليوم وفي أواخر أيام العام الرابع يجودون بدمائهم رخيصةً على تخوم مملكة آل سعود على أمل أن يعيدوا لهم ما أنجزوه في فبراير.

لا يصبح الثوار الذين نشدوا التحرّر يومًا، بيادق بيد أسياد طالما امتهنوا كرامة شعبهم وامتهم، وتروس حصينة لأعدائهم التأريخيين.

إن المنطق يقول إن الأحرى بكل اليمنيين اليوم التوحد في خندق الدفاع عن الوطن والذود عن كرامته والحاق الهزيمة بعدوهم التأريخي، ولا تحتاج هزيمة هذا العدو اللدود لأكثرَ من عدم قتال المنخدعين في صفه.

لينهزم العدو أولاً وبعدها لينفتح الباب أمام مطلبيات جديدة وتطورات جديدة وإنكارات جديدة.

لا ثورة يمنية حقيقية لا تستهدف التحرّر من وصاية آل سعود ولا ثوار حقيقيون إلا أولئك المناضلين في سبيل هذه الغاية النبيلة فلهم كُلّ المجد وكامل الشرف.

قد يعجبك ايضا