غلوبال ريسيرش: مرتفعات الجولان..هكذا يهدف ترامب إلى دعم نتنياهو قبيل الانتخابات الإسرائيلية
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
قال موقع غلوبال ريسيريش الكندي اليوم في مقال تحليلي له إن عدداً كبيراً من المحللين أكدوا أن إعلان دونالد ترامب بأن واشنطن ستعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة هي محاولة لتعزيز فرص إعادة انتخاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكد الموقع أن تعليقات الرئيس الأمريكي التي أدلى بها على موقع تويتر بعد ظهر يوم الخميس، تأتي قبل 19 يوماً فقط من الانتخابات الإسرائيلية، حيث أوضح ترامب أنه يريد “دعم” نتنياهو، الذي يتجّه إلى الانتخابات على أرض مهزوزة، حسبما قال خليل جهشان، المدير التنفيذي للمركز العربي بواشنطن لأبحاث الشرق الأوسط.
واستطرد الموقع بالقول إنه وبعد 52 سنة، لماذا اختارت أمريكا اليوم فقط الاعتراف الكامل بسيادة “إسرائيل” على هضبة الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة للاستقرار الإقليمي.!
وقال الموقع: “إن الرسالة الموجّهة إلى الناس هناك، في المنطقة بشكل خاص، وفي جميع أنحاء العالم: إذا كان لديك قوة عسكرية، وكان لديك دعم أمريكي، فاستمر في احتلال أرض الآخرين بالقوة”.
وأضاف الموقع: “إن بيان الرئيس الأمريكي بمثابة صرف للانتباه عن المشكلات القانونية لكل من ترامب ونتنياهو في الداخل”.
حيث يواجه الزعيم الإسرائيلي العديد من التحقيقات المتعلقة بالفساد وإدانة تلوح في الأفق من قبل المدعي العام للبلاد، بينما يتوقع الساسة الأمريكيون الإفراج عن تقرير المحامي الخاص روبرت مولر بشأن التواطؤ المحتمل بين فريق حملة ترامب الانتخابية وروسيا.
وقال الموقع: “وسط الفضائح التي قد تهدد رئاسته، يحاول ترامب أيضاً تأكيد تأييده “لإسرائيل” قبل انعقاد مؤتمر إيباك السنوي مطلع الأسبوع المقبل”.
في الواقع، دعا الرئيس الأمريكي مؤخراً اليهود الأمريكيين إلى التخلي عن الحزب الديمقراطي، مشيراً إلى سياساته المؤيدة بشدة لإسرائيل، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية.
وقال الموقع: “إن بيان الجولان يتزامن أيضاً مع زيارة نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن، حيث سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي ترامب ويشارك في مؤتمر أيباك الأسبوع المقبل كمتحدث رئيسي”.
بدوره وصف نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR)، تغريدة ترامب بِشأن الجولان بأنها محاولة واضحة للتدخل في السياسة الإسرائيلية وتوفير دعم لنتنياهو.
وقال عوض: “ترامب يتدخل في انتخابات أجنبية نيابة عن سياسي متحالف مع العنصريين، والذي أقرّ قوانين الدولة القومية التمييزية في إسرائيل”.
ووافقت “إسرائيل” على قانون الدولة القومية المثير للجدل في العام الماضي، والذي ينصّ على أن البلاد “فريدة من نوعها للشعب اليهودي”.
وقد أدان النقاد التشريع باعتباره عنصرياً، قائلين إنه يجسّد التمييز ضد الأقلية الفلسطينية في “إسرائيل”، حيث استشهد نتنياهو بالقانون في الأسبوع الماضي لإعلان أن “إسرائيل” هي لليهود فقط، “وليست دولة لجميع مواطنيها”.
وقال عوض بشأن ترامب: “ينظر إليه الآن كرمز للقوميين البيض والتفوق الأبيض في أمريكا وحول العالم”، “ما الذي نتوقعه من رئيس عنصري باستثناء إصدار سياسات ومواقف عنصرية ضد أشخاص من الأقليات والأشخاص الذين يعيشون تحت الاحتلال؟”.
وعلى الرغم من تعليقاته، فإن الرئيس الأمريكي ليس لديه السلطة المعنوية أو القانونية لمنح “إسرائيل” السيادة على الأراضي السورية، حيث احتلت “إسرائيل” مرتفعات الجولان السورية في حرب عام 1967 وضمّت الأرض عام 1981، وهي الآن موطن لـ 34 مستوطنة تضم عشرات الآلاف من الإسرائيليين.
قال آرييل جولد، المدير المشارك لمجموعة CODEPINK النسوية المناهضة للحرب: “إن ترامب يعزّز تحالفه مع زعماء اليمين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نتنياهو والبرازيلي Jair Bolsonaro”.
هذا هو بالضبط ما قاله نتنياهو لنفسه يوم الخميس، حيث أشاد ببيان ترامب الذي يعترف بالسيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. وقال في بيان “الرسالة التي أعطاها الرئيس ترامب للعالم هي أن أمريكا تقف إلى جانب إسرائيل”.
“نحن ممتنون بشدة لدعم أمريكا، نحن ممتنون بشدة للدعم الذي لا يصدّق والمتميّز لأمننا وحقنا في الدفاع عن أنفسنا”، بينما أثار إعلان ترامب مخاوف من أن اعتراف أمريكا بالسيادة الإسرائيلية على الجولان قد يؤدي إلى ضم “إسرائيل” لأجزاء من الضفة الغربية الفلسطينية، إن لم يكن كامل الأرض، بدعم من أمريكا.
وقال عمر بدار، نائب مدير المعهد العربي الأمريكي، إن ترامب يهمّش دور أمريكا في العالم من خلال تجاهل القانون الدولي وتعهد بـ “الدعم الكامل لاحتلال إسرائيل غير المشروع للأرض بالقوة”.
أكد كل من ترامب ونتنياهو على أن سيطرة “إسرائيل” على الجولان يجب أن تستمر إلى أجل غير مسمى للحفاظ على أمن البلاد، مشيرين إلى الحرب المستمرة في سوريا ووجود القوات الإيرانية بالقرب من المنطقة.
في الواقع ، فإن تغريدة يوم الخميس هي أحدث مثال لترامب يظهر تجاهلاً صارخاً للمعايير والمؤسسات الدولية لمصلحة “إسرائيل”، بعد أن اعترفت إدارته بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل” مع اعتراضات بعض أقرب حلفاء واشنطن، الذين غادروا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة احتجاجاً على التساهل مع سياسات “إسرائيل”، كما قطعت واشنطن المساعدات الإنسانية عن الفلسطينيين.