أهداف العدوان والتحول الاستراتيجي اليمني على ضوء خطابات قائد الثورة خلال الأربعة الأعوام الماضية

موقع أنصار الله || صحافة محلية || صحيفة الحقيقة

 

مقدمة:

هل نحن نغلق آخر صفحة من صفحات أربعة أعوام من العدوان الإجرامي الذي مارس كل أنواع الإجرام واقترف آلاف الجرائم عدوان كوني تقوده أقوى الدول عسكرياً ومالياً ويصمت عنه كل العالم وفي المقابل تلقت قوى الغزو أكبر الهزائم والنكسات وما زالت غارقة في مستنقع قاتل اسمه المستنقع اليمني تكاد تغرق فيه دون أن تهتدي لخروجها منه سبيلا ذلك لأنهم شنوا عدوانهم بغياً وعدواناً وكفراً بنعم الله وبلا مبرر فبعث الله عليهم رجالا مؤمنين يسمونهم سوء العذاب وهاهم أبناء الشعب اليمني يفتحون صفحة خامسة من الصمود والثبات والاستبسال والعطاء والتضحية في مواجهة عدوان إجرامي بحقد أمريكي أعرابي ونزعة يهودية إجرامية وقد سجل أبناء الشعب اليمني أربع صفحات من تاريخ لا ينسى ومشاهد لا تمحى وقدموا ملحمة اسطورية أصبحت عقيدة ودروسا لكل أحرار العالم.

نعم في هذا الذكرى الرابعة من بداية العدوان ونحن على مشارف العام الخامس أحببنا أن نستعرض بعضاً من مسببات العدوان ودوافعه وفي المقابل صمود الشعب اليمني ومقومات صموده على ضوء خطابات قائد الثورة وربان دفة المواجهة السيد الحكيم عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله).

عدوان أمريكي بقفازات عربية

في كلمته عشية الذكرى الثالثة للعدوان 1439  يؤكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي  أن هذا العدوان الإجرامي هو أمريكي بقفازات عربية (( هذا العدوان الذي هو كما نقول دائما، وسنظل نقول والواقع يشهد لنا، هو عدوان بإشراف وإدارة أمريكية، أمريكا هي من تدير هذا العدوان، لولا إذنها ولولا رضاها لولا موافقتها ولولا إدارتها ولولا غطاؤها، ولولا مساندتها ولولا دورها الرئيسي في هذا العدوان ما كان هذا العدوان، لما تجرأ النظام السعودي الذي هو أصغر و أحقر وأضعف من الدخول في هذا العدوان على شعبنا العظيم وهو يعرف من هو هذا الشعب، ويعرفه جيدا وخبره في التاريخ جيدا، فيعرفه في الحاضر جيدا، ولَا الأعرابي الإماراتي أحقر كذلك من أن يتجرأ في عدوان كهذا، لكن كما نقول وكما يعرف هذا الجميع، هم مجرد أدوات، أدوات اشتغل بها الأمريكي، هم القفازات التي استخدمها الأمريكي في عدوانه وجعل منها غطاء لإجرامه، فهذا العدوان أمريكي بامتياز، عدوان أمريكي بكل ما تعنيه الكلمة.

دوافع العدوان [موقع استراتيجي وثروات هائلة]

وعن دوافع العدوان وأهدافه يضيف السيد القائد عبد الملك في نفس خطاب الذكرى الثالثة للعدوان بأن هدفه هو الهيمنة على الموقع الاستراتيجي الهام وثروات اليمن ومقدراته: ((هذا العدوان الأمريكي بأدواته الإقليمية، السعودي والإماراتي، ومن يلفونه معهم من شذاذ الآفاق، من الطامعين والانتهازيين، يهدف إلى السيطرة علينا، والاحتلال لبلدنا، بموقعه الجغرافي المتميز، المطل على البحر الأحمر، والبحر العربي، وموقعه في الجزيرة العربية، في جنوب الجزيرة العربية، موقعه المهم على مستوى المنطقة ككل، المنطقة العربية، وفي التعبيرات الاستعمارية، في الشرق الأوسط، ثرواته، مقدراته، موقعه، وقربه مما يسمونه في أيضا في الاستعمال الأمريكي بالقرن الأفريقي، اعتبارات كثيرة، وأطماع كثيرة، دفعت بهم إلى هذا العدوان)).

الشعب اليمني مستهدف في نزعته الاستقلالية

ولطالما أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في أكثر من خطاب حتى من قبل العدوان بأن الشعب اليمني مستهدف بنزعته الاستقلالية وارتباطه بقضايا أمته وبمشروعه القرآني الفاعل يقول: (( “حساباتهم تجاه شعبنا الذي يرون فيه شعبا حرًّا وشعبا أبيا، وشعبا عزيزا، وشعبا مرتبطا بقضايا أمته الكبرى، شعبا ليس حاله كحال بعض الشعوب المقهورة، المغلوبة على أمرها لا. شعبنا يرون فيه شعبا مع الشعوب التي لها موقف بارز، ولها صوت مرفوع ومسموع تجاه قضايا الأمة، شعب مهما كانت جراحاته، ومهما كانت آلامه، ومهما عظمة محنته، ومهما كانت أوجاعه، لن ينسى أنه جزء من أمة عظيمة، من أمة كبيرة، مصيره مرتبط بمصيرها، ومشكلته جزء من مشكلتها الكبرى”،” هو شعب حرٌّ في ثقافته في إيمانه، تعلم أَن لا يعبد إلا الله وألا يستعبده أحد أبداً من خلق الله”)).

المشروع القرآني

كما أن اقبال الشعب اليمني على المشروع القرآني الذي هو مشروع نهضوي تحرري بنّاء , مشروع يبني الإنسان ويصون كرامته ويحرره من قيود التبعية ويسمو به إلى حيث أراد الله وهو ما يشكل خطراً على قوى الطاغوت فعملت على مواجهته منذ بدايته وما تزال تحشد وتبذل الأموال وتدفع بكل وسيلة لمواجهته والقضاء عليه ولن نبالغ لو قلنا أن العدوان كله هدفه الأساس هو القضاء على المشروع القرآني أو على الأقل تحجيمه ومنع تمدده وانتشاره بين الناس ولذلك شنوا الكثير من الحروب التي تستهدف زكاء النفس وعلاقة الناس بهذا المشروع العظيم فعملوا على نشر الخلاعة وشبكات الدعارة ونشر المواد الإباحية والمخدرات والخمور ولذلك لم غريباً أن يشير السيد القائد إلى هذه الحرب الخطيرة في اطلالته المليونية في المولد النبوي الشريف حيث قال موجها كلامه إلى الجماهير اليمنية: ((أنتم ذخر الأمة وعماد نهضتها وأنتم مُستهدفون من قوى الطاغوت، ليس فقط بالقنابل الذكية والصواريخ المدمّرة والأسلحة القاتلة، بل إضافة إلى ذلك أنتم مستهدفون في إيمانكم وفي وعيكم وفي شرفكم وفي أخلاقكم وفي كرامتكم، وفي طهارتكم وفي عفتكم، أنتم في عصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات، تُستهدفون أيضاً عبر موجات الأثير بما هو أشد فتكاً وأكبر ضرراً حتى من القنابل العنقودية، فالله الله كونوا في هذه المعركة وفي هذا الميدان عند مستوى الأمل بكم في اتجاهكم الجاد نحو التمسك بهويتكم وانتمائكم في سعيكم الجاد للتثقف بثقافة القرآن الكريم والتحصن بالوعي العالي والتحصن بأخلاق القرآن التي هي مكارم الأخلاق، وفي اهتمامكم بزكاء أنفسكم في حذركم من كل ما يمس بوعيكم وبزكائكم، استبصروا بنور القرآن في كشف كل الظلمات واحذروا كل الظلاميين من التكفيريين الذين افتضحوا بكل وضوح بتبعتهم لأمريكا وعملائها ومن الإباحيين الفاسدين الذين يسعون لضربكم في قيمكم وأخلاقكم لضمان السيطرة عليكم عن طريق إفسادكم، واجعلوا من هذه الذكرى المباركة محطة للتعبئة الأخلاقية والروحية، وكونوا لأمتكم اليوم في محنتها ذراعها الضارب وسياجها الحصين وتاجها الزاهي.))

حقد أمريكي ونزعة يهودية

وعن مظلومية الشعب اليمني التي ما زال يتعرض لها منذ أربعة أعوام يلخص السيد القائد حجم مظلومية الشعب اليمني بأنها (أَكْبَر مظلومية على وجه الأرض)) حيث قتلوا مئات الآلاف وشنوا عليه أكثر من مليون صاروخ وقنبلة وقذيفة وأكثر من ربع مليون غارة ودمروا كل ما هو حيوي وما زالوا يحاولون إبادته بالقصف والحصار ونشر الأمراض الوبائية.

ويضيف السيد القائد واصفاً طبيعة هذا العدوان الإجرامي بأنه عدوان: (( يسفك الدماء يوميا بلا أي تحاشٍ ولا أي اعتبار ولا مراعاة لأي شيء لا حقوق إنسان ولا لشرع ولا لعرف ولا لقانون ولا لأي شيء يرتكب جرائم الإبادة الجماعية بحق كل أبناء هذا الشعب بحق الأطفال وباتت هناك جرائم كبيرة موثقة مشهورة ومعروفة ومعترف بها في الاستهداف الجماعي للأطفال من مثل حافلة ضحيان من مثل استهداف الكثير من المدارس من مثل قتل أعداد كبيرة من الأطفال مع أسرهم مع آباءهم وأمهاتهم في منازلهم التي تدمر أحيانا في الليل وهم نيام في المناسبات المختلفة والمتنوعة الاجتماعية لهذا الشعب في أفراحه وفي أحزانه في مناسبات الأعراس وفي مناسبات العزاء في الاستهداف للأسواق للمساجد للتجمعات البشرية تحت أي عنوان من العناوين)).

توفيق إلهي وتحوّل استراتيجي

وبرغم انعدام الإمكانيات في بداية العدوان الإجرامي إلا أن الشعب اليمني بصبرة العظيم وحكمة قيادته الربانية أستطاع قلب موازين القوة والتحول من نقطة الضعف إلى الاقتدار الاستراتيجي في ملحمة لم يحدث شبيه لها في التاريخ يقول قائد الثورة السيد عبد الملك ((نحن اليوم نخوض هذه المعركة بأفضل وأقوى مما خاضه شعبنا في كل تاريخه في معارك التحرر والمواجهة للغزو الأجنبي، ولا في تاريخه كله واجه شعبنا غزوا أجنبيا بأقوى وبظروف أفضل تماسكا مما عليه الحال اليوم، اليوم الكتلة الأكبر من أبناء هذا الشعب من حيث التعداد السكاني، والمناطق الجغرافية ذات الوضع المريح جدا والمتماسك والملائم للمواجهة العسكرية لا زالت بأيدينا كشعب يمني، الكتلة الأكبر من السكان هم أبناء هذه المناطق التي لا زالت حرة ولم يستطع أن يسيطر عليها العدو).

وعن تنامي القدرة العسكرية يقول السيد القائد ((قدراتنا العسكرية كلما استمر العدوان تتعاظم وتكبر وتتطور وإلى مزيد أيضا من الارتقاء إلى مزيد من الزخم الصواريخ الباليستية اليوم هناك حالة من الزخم المستمر في الماضي كانت على مستوى الشهر وأحيانا بأكثر من شهرين ثلاثة اليوم كل أسبوع القصف بالصواريخ الباليستية والحمد لله، الطائرات المسيرة إنتاجها المحلي على نحوا جيد ومستمر وستفعل بشكل كبير هذا حقنا الطبيعي في الدفاع عن أنفسنا ودفاعاً عن بلدنا وفي مواجهة عدوان علينا بغير حق عدوان أجنبي بغير حق على بلد مستقل حر هو اليمن ولن نألوا جهدا في تطوير هذه القدرات إن شاء الله وفي تفعيلها حتى تكون فعالة بشكل كبير في الاستهداف ونوعية إن شاء الله في الاستهداف بما يحقق الردع المأمول إن شاء الله وهدفنا هو دفع هذا العدوان عن بلدنا.)

ولذلك بفضل الله فقد استطاع أبناء اليمن الأحرار من انتاج الكثير من المنظومات الصاروخية ذات مديات متفاوتة وصلت إلى الرياض وابو ظبي وذات مواصفات دقيقة وسرعات عالية كما هو في بدر1 بي البالستي وانتج الكثير من الطائرات المسيرة متعددة المهام وكذلك القناصات والمدفعية والعبوات الناسفة ومختلف متطلبات الاسناد العسكري.

من يد تستجدي إلى يد طولى تضرب وتصنّع وتبدع ( لمحة سريعة عن إنجازات التصنيع الحربي)

من شراء الطلقة إلى إنتاج أكثر من سبع منظومات صاروخية ستة أنواع من الطيران المسيّر ذات المهام المتعددة وإلى اكتفاء ذاتي في انتاج الذخيرة والمدفعية والعبوات الناسفة والألغام البحرية.

فعلى مستوى الإنجاز الصاروخي انتجت القوة الصاروخية سبع منظومات صاروخية حتى الآن هي :

منظومة الصرخة

منظومة الزلزال

منظومة الصرخة

منظومة قاهر

منظومة بدر

منظومة بركان

منظومة المندب البحرية

إضافة إلى إنتاج صاروخ كروز المجنح وصل إلى أبو ظبي في تجربة نوعية وناجحة.

وقد أشاد السيد قائد الثورة بكوادر القوة الصاروخية وبإنجازاتهم النوعية داعياً بقية المؤسسات للاستفادة من تجربتها النوعية حيث يقول في خطابه بعد مرور الف يوم على العدوان : ((التجربة للقوة الصاروخية تجربة فيها درس مهم لكل أبناء هذا البلد، من صاروخ الصرخة إلى بركان 2، من الصاروخ الذي يحمل إلى الجبهة لينطلق مسافة اثنين كيلو أو ثلاثة كيلو، إلى الصاروخ الذي يعبر أكثر من ألف كيلو متر، والمدى مستمر، المدى متوسع، اليد الطولى ستنال إن شاء الله أماكن أخرى.))

وإلى جانب الإنتاج الصاروخي كان هناك تجربة فريدة ونوعية هي انتاج منظومات من الطائرات المسيرة التي أربكت العدو وقلبت موازين المعركة وخلطت الأرواق وأسقطت الرهانات حيث أبدعت وحدة الدفاع الجوي في انتاج 6 منظومات من الطيران المسيّر الذي أصبح اليوم ركيزة أساسية في معركة التصدي للعدوان حيث انتج من الطائرات المسيرة ذات المهام المتعددة من الرصد إلى القصف والهجوم وتحديد الاحداثيات:

طائرات هدهد

طائرات قاصف

طائرات راصد

طائرات رقيب

طائرات الصماد

طائرات كي 2

 

كما أنتج التصنيع الحربي أيضاً مدافع رجوم وألغام المرصاد البحرية والكثير من العبوات الناسفة أما على مستوى الذخائر فقد حقق التصنيع الحربي الاكتفاء الذاتي منها تقريباً وفي غضون فقط أربع سنوات وفي ظل حصار وحرب كونية وقلة في الإمكانيات والخبرات ولكن الله كان هو الملهم والموفق والمعين.

 

ذكاء يمني وفي مواجهة أمهر الخبراء العسكريين في العالم

 وإلى جانب الحكمة اليمنية في انتاج قوة دفاعية يمنية تواكب ما أنزله العدو إلى الميدان من أسلحة حديثة فقد تميز الذكاء اليمني في ميادين التخطيط العسكري واستطاع التغلب على أمهر الخبراء العسكريين الغربيين الذين يملؤون غرف عمليات العدوان  وقد سجل قائد الثورة السيد عبد الملك طبيعة المعركة وكشف عن معلومات في غاية الأهمية حيث يؤكد أن كوادر اليمن العسكرية استطاعوا مواجهة أمهر الخبراء الأمريكان وكسب الرهان في ميدان معركة غير متكافئة يقول في خطابه في الذكرى السنوية للشهيد 1437هـ ((من مكاسب هذا الصمود الأسطوري يكتسب مقاتلُ هذا الشعب وأبطالُهُ في الميدان الخبراتِ القتاليةَ العالية في مواجهة المُخَطّـطات والمؤامرات والعمليات العسكرية التي يديرها اليوم أمهرُ وأقدرُ الخبراء العسكريين لدى الأعداء، وهم على مستوى العالم يعني العدوانَ علينا اليوم تُديرُه أَمريكا، غرف العمليات التي تدير العمليات العسكرية والضربات العسكرية على بلدنا فيها الخبراء الأَمريكيون أمهر وأقدر الخبراء الأَمريكيين، وكذلك فيها الخبراء الإسرائيليون، وجادوا للنظام السعودي ولقرن الشيطان في هذا العدوان بأَهَميَّـة المسألة عندهم ولعدائهم للشعب اليمني بأمهرهم خبرةً وأكثرهم قدرةً عسكريةً، وكذلك من بلدان متعددة بريطانيا كذلك منها خبراء كُثْــرٌ، وتلعب دوراً أساسياً في هذا العدوان ونَشِطاً، اليوم هذا العدوان الذي يديره أمهرُ الخبراء وأقدر الخبراء لدى الأعداء وينفّذ بأحدث الوسائل والتقنيات الحربية والعسكرية في العدوان على بلدنا، يستخدم إمكانات عسكرية لم يسبق لها أن استخدمت في أيّة حرب على أي بلد، آخر ما لديهم من إمكانات، أحدث ما لديهم من إمكانات وقدرات عسكرية هم يستخدمونها في هذا العدوان، فإذن فالمواجهة لطرف قوي لديه أمهر الخبرات العسكرية وأكبر القدرات العسكرية هذا يصنع منك قويا، هذا الذي يجعل منك قوياً ليست القُـوَّة أن تقاس بمقاييس أن تكون قوياً عندما تواجه ضعيفاً مستفيداً من ضعفه، أنت قويٌّ في صمودك في مواجهة القوي، أنت قويٌّ وأنت تسعى على الدوام لبناء واقعك وقدراتك لتكونَ قوياً في المواجَهة مع من ترى فيهم بإمكاناتهم وخبراتهم على أنهم أقوياء، هذا فعلاً يساعدُ بشكل كبير وإيجابي، يعني كثير من الأمور لها سلبيات ولها إيجابيات ولها حسَنات، ومن حسنات هذا العدوان يساعدُ على بناء القدرات والخبرات اللازمة، ونزدادُ به قوةً واقتداراً في مواجهة التحديات الكثيرة، وهذه مسألة في غاية الأَهَميَّـة.

يحسب لهذا الشَّـعْـب ويحسب لجيشه وللجانه الشَّـعْـبية في ظل الحصار الشديد في ظل القصف الدائم في ظل الاستهداف بكل تلك الإمْـكَـانات الهائلة هناك، هذا المستوى العظيم من الصمود ومن الثبات.

وجدير أن نشير إلى النجاح الأمني والمخابراتي اليمني الذي تفوق بكثير على أجهزة قوى الغزو واستطاع الجيش واللجان والأجهزة الأمنية توجيه ضربات قاسية لقوى الغزو وعملائهم بفضل ذكاء المخابرات اليمنية وإبداعها.

صمود أسطوري وثبات غير مسبوق

ولقد سطر الشعب اليمني خلال الأربعة الأعوام الماضية تاريخاً لا يمحى ومشاهد لا تنسى من معجزات الصمود التي لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلاً فالعمليات الأسطورية التي اجترحها أبطال الجيش واللجان الشعبية كانت صورة أخرى من صور الثبات النوعي والصمود الأسطوري الذي وصل إلى مستوى العالمية وأعاد الكثير من الأمل للأحرار حول العالم بل أنه كما وصفه السيد حسن نصر الله مدرسة في فن الثبات والاستبسال. نعم لقد خط بواسل اليمن من جنود الله الابطال بدمائهم أروع آيات البسالة والصمود فمن الجبري إلى السويدي إلى أبوقاصف إلى أبو طه المداني فأبو حرب الملصي فالقوبر فالصماد والكثير الكثير من الأبطال الذي لم تقتصر التضحيات على الجندي العادي والمواطن المتطوع بل كان القادة في مقدمة الصفوف ومن أوائل الشهداء. شعب يعشق الشهادة ويضحي من أجل دينه وكرامته وحريته واستقلاله هو شعب جدير بالنصر والتمكين وجدير بأن يحفظ له ولأجياله القادمة مستقبلاً مزدهراً بإذن الله.

كما كان بفضل الله وبفضل صمود الجيش واللجان والشعب اليمني الأسطوري أن تساقطت أقنعة العدوان وتكشفت نواياه وافتضحت مخططاته فلم تعد أهدافه هي تلك التي أعلن عنها ولم محاربة التمدد الإيراني هو هدف العدوان بل أصبح يتمدد في المحافظات الجنوبية وينهب ثروات اليمن ويحاول السيطرة على موانئه واستعباد أهله وما يحدث في الجنوب المحتل إلا شاهداً حيوياً على صمود الشعب اليمني من جهة ومن جهة أخرى على قذارة العدوان الإجرامي وأهدافه الخبيثة.

نفير شعبي غير مسبوق وعطاء بدون حدود

وعن دور القبيلة اليمنية التي كان العدو يراهن على شراء ولاءاتها كما أشترى الكثير من الخونة لكنها فاجأته بما لم يكن في الحسبان حيث كانت القبيلة اليمنية الحربة القاتلة في صدر الغازي ومرتزقته وقدم الشعب اليمني أروع صور الثبات العطاء بالمال والرجال ولم تتوقف قوافل الاسناد بالمال والرجال وكان سنداً حيوياً لأبطال الجيش واللجان الشعبي وظهراً أميناً لهم فرغم محاولات العدو تفجير الفتن لاستهداف الجبهة الداخلية آخرها فتنة حجور إلا أنه فشل بفضل الله وبفضل التلاحم الشعبي اليمني ووعيه بمخططات الغزاة فلم تنطلي عليه مكائد الأعداء ولا تستطيع خزائن البترودولار أن تؤثر على ولائه وقيمه وأخلاقه وشهامته.

لا قلق .. لنتحمل المسؤولية ونحن المنتصرون

ونحن على مشارف العام الخامس من العدوان الإجرامي يجب وبعدما انكشف كل مخططات وأهداف العدوان الاجرامي يجب أن نكون أكثر جدية وتحرك عملي وجهادي وأكثر تضحية وعطاء واستبسال فلا خير سوى الصمود والصبر وتحمل المسؤولية ومعهما لا قلق كما أكد ذلك قائد الثورة في خطاباته السابقة حيث يقول: ((في كل المراحل الماضية كانت هناك تجربة مهمة يجب أن نستفيد منها وهي أنه مهما كان العديد العتاد الحربي لدى العدو مهما كان لديه من إمكانيات بشرية عدد من المجندين والمقاتلين على الأرض إضافة إلى إمكاناته العسكرية بغطائه الجوي يمكن للعدو أن يفشل ويمكن لشعبنا المظلوم باعتماده على الله سبحانه وتعالى وتوكله على الله سبحانه وتعالى وتحرك الشرفاء والأحرار لتحمل المسؤولية والقيام بالواجب بالتصدي لهذا العدوان في الأخير يفشل هذا العدوان من تحقيق أهدافه ويتمكن شعبنا العزيز باعتماده على الله وبنصر الله وتأييده من إيقاف هذا العدوان عند حدٍ معين ويسعى كذلك لاستعادة كثير من المناطق من المواقع من التي كان العدو قد تمكن بفعل زخم جوي وبشري من السيطرة عليها.

وبالتالي بالاستناد إلى هذه التجربة الكبيرة خلال المراحل الماضية يجب أن يكون لدى الجميع في شعبنا العزيز الاطمئنان إلى أنه لا قلق مهما كانت إمكانيات العدو ومهما كان عديدة ومهما كانت اختراقاته طالما هناك إرادة طالما هناك تحمل للمسؤولية من جانبنا نحن كشعب مظلوم شعب معتدى عليه شعب يدافع عن نفسه يدافع عن أرضه يدافع عن عرضه يدافع عن حريته يدافع عن كرامته يدافع عن استقلاله يدافع عن مبادئه وقيمه وأخلاقه وشعب يصر بكل عزم وبكل مسؤولية أن يكون شعبا حرا وعزيزا ومستقلا وكريما وأن لا يتحول إلى شعب خاضع لسيطرة الآخرين ممن هم في أنفسهم ليسوا إلا أداة للأمريكي والإسرائيلي يأبى شعبنا أن يكون مجرد شعب خانع ومسحوق ومستذل ومقهور تحت سيطرة الإماراتي أو سيطرة السعودي الذي هو بنفسه النظام السعودي والنظام الإماراتي كلٌ منهما ليس سوى أداة خاضعة بالمطلق للسيطرة الأمريكية والإدارة الأمريكية ومتحالفة بالمكشوف مع إسرائيل يسير ضمن المسار في الفلك الأمريكي وتدور ضمن الفلك الأمريكي تلعب دورا تخريبا في واقع الأمة وضد شعوب هذه الأمة وبما لا مصلحة فيه لهذه الأمة)).

 

قد يعجبك ايضا