مجزرة سعوان.. عندما تغتال الطفولة بدم بارد!
|| مقالات || سمير أحمد علي
لم تكن مجزرةُ استهداف حي سعوان المكتظِّ بالسكان وتحيط به المدارس من كل جانب مجزرة عادية، بل كانت جريمة مكتملة الأركان ومع سبق الإصرار والترصد، فالعدو الذي استمرأ القتلَ دوماً ويتلذذ بمشاهد أشلاء الأطفال والنساء الممزقة منذ بداية العدوان قبل أربع سنوات يعرف أين يرتكب جريمته وأين ستحط صواريخ وقنابله؛ كَــوْنه يقاتلُ ضمن حرب ذكية ويمتلك كل أنواع الطائرات المتطورة التي يقودُها طيارون أمريكيون واسرائيليون وبريطانيون وغيرهم من القتلة والمأجورين.
الأحد الدامي كان يوماً حزيناً على العاصمة صنعاء والناسُ تتناقلُ خبرَ استهداف الطلاب والطالبات صغار السن وهم يغادرون مدارسَهم؛ خوفاً وهلعاً ورعباً من الغارة الأولى قبل أن تأتيَ الثانية والثانية لتقتلهم بغتةً وبدم بارد ودون أدنى رحمة أو إنسانية، صنعت مجزرة دموية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل استمرار العدوان وتواطؤ الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان التي لم يحركها كل ما جري ويجري في هذا البلد المنسي بعد أن بلغ عدد القنابل العنقودية والصواريخ المحرمة ما يقارب نصف مليون بحسب الإحصائيات الأخيرة لمنظمات دولية حقوقية غير حكومية، تم صبُّها فوق رؤوس المدنيين والأبرياء من أبناء الشعب اليمني.
جريمة سعوان واحدةٌ من الجرائم والمجازر البشعة التي تُرتكَبُ بحق الأطفال اليمنيين على مدى أربع سنوات، فمن لا يتذكر مجزرة ضحيان الإجرامية التي خلّفت أكثر من 50 شهيداً من الطلاب الصغار، ومَن لا يتذكر استهدافَ الطالبات داخل مدرستهن في منطقة نهم ومشاهد ومناظر الطالبات وهن مقتولاتٌ على قارعة الطريق بفعل فاعل وتعمد وإصرار من العدوان السعودي.
وحَرِيٌّ بأبناء اليمن أن يشحذوا الهمم وأن يوحدوا الصفوفَ أمام تلك الجرائم التي تستهدفُ أبناءَهم ونساءَهم على أيدي مجرم وقح انسلخ من إنسانيته وأخلاقِه ليقود حرباً ضد الطفولة وكل ما له علاقة بالحياة في اليمن.