مجزرة صيادي جزيرة عقبان بالحديدة .. وحشية الاجرام وصمت دولي مخيف !
إعداد : أحمد يحيى الديلمي
كانت مياه البحر الاحمر يوم الخميس 22 أكتوبر على موعد مع مجزرة وحشية يرتكبها ثلاثي تحالف الشر تضاف الى سجل المجازر الوحشية التي ارتكبها بحق أبناء الشعب اليمني الذين رفضوا الخضوع له وصرخوا هيهات أن نٌذل.
أصدقاء البحر الاحمر من صيادي جزيرة عقبان بمحافظة الحديدة لم يكونوا يعلمون أن صديقهم سيضيق بهم ويقذف بجثثهم إلى شواطئه… منظرٌ يحكي بشاعة قصف ستة قوارب صيد تقليدية في جزيرة عقبان بمحافظة الحديدة .
يوم الجمعة الماضي كان الصيادون في طريقهم إلى الصيد كالمعتاد ، حملوا أمتعتهم وقواربهم ، وكانوا في قمة استمتاعهم بهدوء البحر وبألوان الشمس الذهبية التي تسطع في عرض البحر.. فجأة تتوقف قهقهة الصيادين، وتتحول فرحتهم إلى كابوس حقيقي.. ماذا حدث يا الله.. إنها طائرات العدوان السعودي الأمريكي أقبلت وهي تحمل الشر بكل تفاصيله وبدأت في استهداف هؤلاء الصيادين والقصف عليهم.
كانت الغارة الأولى عنيفة ومفاجئة للصيادين، استشهد على الفور 70 صياداً، فيمَ هرع بقية الصيادين لإسعاف الجرحى، لكن الطيران عاود من جديد، وبدأ في التوحش، ليباشر البقية بالقصف العنيف ويخلف العشرات من الشهداء والجرحى.
لم يتوقف الطيران عند هذا الحد، وحين هرب البعضُ إلى داخل جزيرة عقبان تدخلت طائرات الأباتشي وبدأت في القصف على الجزيرة، واستهداف كُـلَّ من تجده أمامها.. إنها الإبادة الجماعية والجريمة المنظمة يتقنها هؤلاء الأوغاد الذين لا يعرفون الإنسانية
استشهد نحو 200 صياد اثر غارات متتالية استهدفت قواربهم في جزيرة عقبان ، كما توفي العشرات متأثرين بإصابتهم نتيجة عدم تمكن فرق الاسعاف من انقاذهم بسبب استمرار الغارات على الجزيرة وقوارب الاسعاف التي حاولت على مدى 5 ايام من الدخول الى مكان المجزرة بالجزيرة.
“أحمد مهدي” أحد الناجين من مجزرة الصيادين الذي فقد بعضاً من أصابع يده، يحكي قصة الموت والرعب التي عاشها اثناء لحظات قصف الطائرات لقوارب الصيد واستشهاد زملائه في عرض البحر.
يقول أحمد ” نحن صيادون نبحث عن لقمة العيش وضربتنا الطائرات من غير ما ندري والجثث مازالت في البحر ماعد لقينا فرصة نطلعها”.
قرية الهدارية الواقعة جنوب مدينة الحديدة تحولت إلى مجلس عزاء مفتوح يملؤه صراخ الاطفال وانين الزوجات وحزن الاباء والامهات بعد أن فقدت من ابنائها ما يقارب ثلاثة وأربعون صياداً في تلك الغارات.
تمكن عدد من المواطنين من انتشال جثث بعض ضحايا مجزرة العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني الغاشم التي استهدفت الصيادين في مجزرة عقبان بالحديدة بعد ايام من تحلل بعض الجثث وسط البحر نتيجة استمرار قصف طائرات العدوان لقوارب الإسعاف التي حاولت الدخول الى الجزيرة لانتشال الجثث واسعاف الجرحى ، كما أن معظم الضحايا الذين سقطوا في تلك الجريمة البشعة لا تزال جثامينهم مفقودة في عرض البحر.
.
لم تلق المجزرة المروعة اهتماماً من وسائل الإعلام العربية والدولية رغم بشاعتها في حين حاول الاعلام الممول سعودياً تبرير تلك المجزرة زوراً بأن تلك القوارب تهريب أسلحة حسب زعمه ، والحقيقة ان هؤلاء فقراء، مساكين، يعملون في الصيد لديهم منازل متواضعة جداً بعيداً عن الأحياء السكنية، في الصحراء، بيوت متواضعة جداً ، فما الجريمة التي ارتكبوها حتى يتم معاقبتهم بهذا الشكل العنيف وقصفهم بهذه الطريقة الهستيرية من قبل الطيران، هؤلاء تجردوا من القيم النبيلة، ومن تعاليم الإسلام، ومبادئ القرآن ومن كُـلّ شيء.
الكثيرُ من الجرحى حالتُهم سيئة الآن، وهم في مستشفيات متواضعة بالحديدة، والبعضُ بانتظار نقله إلى صنعاء وإلى مستشفيات أفضل.. لكن الأوضاعَ المالية لهؤلاء متعبة للغاية، هم لا يملكون شيئاً سوى مهنة الصيد لإعالة أسرهم الفقيرة.. هكذا يقول أحد أسر الضحايا.
جزيرة عقبان التي تقع في الشمال الغربي لجزيرة كمران لا يوجد لهؤلاء الشهداء سوى العمل في البحر والصيد، وإلى هذا الجزيرة يأتي الصيادون من مناطق متفرقة من الحديدة، ومنطقة بيت الفقية لوحدها استشهد منهم 43 صياداً، فيما استشهد من قبيلة الزرانيق 115 صياداً.
الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام قال في تغريدة له على التويتر “أن استهداف طيران العدوان للصيادين اليمنيين في جزيرة عقبان بمحافظة الحديدة مجزرة لن ينساها التاريخ، مؤكداً أن دماء المظلومين لن تضيع”
أهالي وأسر ضحايا مجزرة صيادي جزيرة عقبان بمشاركة منظمات مجتمع مدني والاتحاد السمكي نفذوا وقفة احتجاجية أمام مكتب الأمم المتحدة بصنعاء تنديداً بالجريمة البشعة التي ارتكبها تحالف العدوان بحق الصيادين اليمنيين وراح ضحيتها أكثر من 200 شهيداً وجريح في الـ22 من أكتوبر 2015م خلال رحلة الصيد و بحثهم عن لقمة العيش
واستنكر المحتجون الصمت الدولي المخزي تجاه هذه الجريمة البشعة التي ارتكبت عمدا بحق الصيادين .. مطالبين الأمم المتحدة بإيقاف هذه الجرائم والانتهاكات وتشكيل لجنة محايدة لفتح تحقيق شفاف وعادل في هذه الجريمة.
وطالبوا الأمم المتحدة القيام بواجبها وفقا لمواد ونصوص مواثيق الأمم المتحدة تجاه ما يتعرض له اليمن من عدوان غاشم .. داعيين المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية إلى إعلان الحديدة محافظة منكوبة وسرعة تسيير حملات إغاثة ورعاية لأسر الصيادين الذين استشهدوا في جزيرة عقبان وغيرها من الجرائم والمجازر التي ترتكب يوميا من قبل العدوان السافر.
ورفع المشاركون في الوقفة صور الشهداء ولافتات منددة ومستنكرة بجرائم العدوان السعودي الغاشم على الصيادين ومطالبة المجتمع الدولي اجراء تحقيق حولها.
وأكدوا أن دماء الشهداء لن تذهب هدرا وسيقف أبناء الوطن صفا واحدا للذود عن كرامة اليمنيين والنيل ممن يحاول الاساءة أو المساس بأمن واستقرار الوطن.
المركز اليمني لحقوق الإنسان ادان مجزرة استهداف الصيادين في جزيرة عقبان ، معتبراً أن هذه الجريمة أحد المجازر الشنيعة التي آلمت الشعب اليمني وإصابتهم بالهلع والخوف ، وقال في بيان صادر عنه “أن قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ترتكب في اليمن أبشع جرائم الحرب ضد المدنيين حيث ارتكبت العديد من المجازر الجماعية في استهداف واضح وممنهج للمدنيين منتهكة القانون الدولي الإنساني، وفي ظل صمت دولي مخيف تجاه ما يحدث.
ووجه المركز نداء استغاثة للمجتمع الدولي لوقف هذا العبث بأرواح وحياة الشعب اليمني، مطالباً مجلس حقوق الإنسان بتكوين لجنة لتحقيق في المجازر التي ترتكب بحق المدنيين .