منظمات الإغاثة الأجنبية : عناوين مُنمقة لتنفيذ اجندات خفية
موقع أنصار الله ||تقارير- خاص||
لقد تفننت قوى الاستكبار المهيمنة على العالم بزعامة “أمريكا وإسرائيل” في ترويج واستعمال أساليب ووسائل وقيم متعددة جعلت منها عناويناً منمقة وأدواتً ناعمة كتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية، وبناء وتعزيز السلام والتنمية… الخ، وتسعى من خلال هذه الشعارات البراقة التي تسوقها لها المنظمات الاجنبية لمساندة نفوذها الاستعماري بين أوساط الشعوب، يتحقق من خلالها الاهداف الصهيونية والأمريكية بأبعادها المختلفة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.
*ماذا تريد هذه المنظمات في هذا التوقيت بالذات؟
تعزيز التكافل الاجتماعي، ودعم الديمقراطية، وإعلاء مبادئ حقوق الإنسان الخ…، هذه من الأعمال الخيّرة التي تغلف الإطار الخارجي لعمل المنظمات الأجنبية، وفي حقيقة الأمر فإن هذه المنظمات في أغلبيتها تملك وجهاً آخر، يمكن أن نقول عنه بأنه “الحربة الناعمة والاستخباراتية” التي تستخدمها دول الاستكبار العالمي بزعامة “أمريكا” لتنفيذ مشاريعها في الدول العربية والاسلامية الأخرى، والكتائب الخلفية في المعارك التي تقاتل فيها دول الاستكبار العالمي تلك الدول المستهدفة والشعوب الرافضة لمشروعها الاستعماري، حيث تعد من الاسلحة الذي يتم من خلالها اختراق الشعوب العربية والإسلامية، والسيطرة عليها فكرياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، وهنا يجب ألا ننسى بأن المال هو المحرك الأساسي لكل ذلك في ظل انتشار الفقر بين تلك الشعوب، وأن “الصهاينة” هم المحرك الأساسي لتلك المنظمات، والمخطط الرئيس لأعمالها.
وفي تسليط الضوء على اليمن كأنموذج لعمل تلك المنظمات الأجنبية، ومما لاشك فيه، يمكن القول أنه منذ بداية العدوان الأمريكي السعودي الإسرائيلي الإماراتي على اليمن ؛ سارعت المنظمات الاجنبية إلى الدخول الى اليمن بشكل لافت جداً، عبر بوابة مدّون عليها: مبادئ حقوق الإنسان، والإغاثة والتكافل الاجتماعي، ودعم السلم الاجتماعي، وغيرها من الأعمال التي تغلف الإطار الخارجي لعمل تلك المنظمات، ولنا هنا أن نتساءل عن ماذا تريد هذه المنظمات في هذا التوقيت بالذات والذي يشن فيه عدوان عالمي غاشم يستهدف البشر والحجر؟، ولماذا كل هذه الإنسانية الآن في التعاطي مع العدوان على اليمن في ظل الجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان بحق الإنسانية في اليمن بين الفينة والاخرى على مراء ومسمع من نظام عالمي أصابه الصم والبكم بفعل المال المُدنس؟!.أليسوا يقولون أن عملهم إنساني ، لماذا لا يستنكرون الجرائم الوحشية التي ارتكبها العدوان منذ بداية عدوانه والتي كانت أغلبها بحق نساء وأطفال ؟!
* لماذا يترّكز عمل المنظمات الاجنبية في الأرياف أكثر من المدن ؟!
في ظل انتشار المنظمات الأجنبية في اليمن المعنية بالإغاثة وتوزيع المساعدات الإنسانية، تقوم العديد من المنظمات التي تعمل تحت شعار الانسانية والإغاثة بتوزيع المواد الغذائية على المواطنين اليمنيين في الأرياف وخاصة في المناطق التي يرتكز نشاط السكان فيها على الزراعة، حيث تركيز تلك المنظمات على الأرياف والاهتمام بسكان المناطق الزراعية وتجاهل سكان المدن وعدم ادراجهم ضمن خارطتها عند التوزيع !.
وفي سياق ذلك، فإن معظم المنظمات الاجنبية في مجملها، والتابعة لقوى الاجرام تمتلك وجهاً قبيحاً، غير ذلك الوجه الذي تسعى للترويج عنه، يوازي الوجه الاخر الذي يقتل ويرتكب أبشع الجرائم والمجازر الوحشية بحق أبناء الشعب اليمني، فمن يدعم ويمول تلك المنظمات يعلم جيداً بأن الأوضاع الاقتصادية في اليمن متأزمة جداً، وتجاوزت حدوداً مخيفة في ظل استمرار العدوان الغاشم الذي امعن في تدمير البنُية التحتية للاقتصاد اليمني، وفرض حصار جائر، ومنع دخول المواد الغذائية الأساسية والأدوية الضرورية، لذلك لن يكون من الصعب أبداً اختراق فئة المحتاجين والفقراء الذين يمثلون شريحة كبيرة من أبناء الشعب اليمني إن لم يكن كلهم، وتسويق الأفكار التي يريدها الداعمون لتلك المنظمات، وعلى رأسها تدجين أبناء الشعب اليمني وابعادهم عن قضاياهم الأساسية ومواجهة العدوان والتصدي له.
إن اللافت للانتباه هو قيام منظمات اجنبية متعددة بتوزيع المواد الغذائية (دقيق، قمح، سكر، زيت، ارز…الخ)، في الكثير من المناطق الريفية، ومما يدعو للاستغراب أيضاً هو أن هذه المنظمات توزع بعض السلع بكرم كبير في كل حصة، والتي يمكن للمواطن انتاجها (كيس قمح 50 كيلو، كيس دقيق 50 كيلو) بينما تقتصر كمية ما توزعه من الاصناف الاخرى التي لا يتم انتاجها محليا على (ارز 5 كيلو، وسكر 1 كيلو )!!؟.
وفي ضوء ذلك، فإن تلك العناوين الزائفة والشعارات يترجمها الواقع ويكشفها الأفعال، حيث يتضح بجلاء أن تلك المنظمات تحرص على توزيع المواد الغذائية في المناطق الريفية لتعطيل أي نشاط زراعي وتوفير احتياجات المزارعين بهدف إلغاء المبرر الذي قد يدفعهم لتوفيرها من خلال زراعة أراضيهم، وهنا تتجلى الأهداف الخفية لهذه المنظمات ويتضح أنها لا تقدم خدمات إنسانية للشعب اليمني، وانما تقوم بتحويل المجتمع الى مجتمع اتكالي يعتمد على توفير قوته الضروري واحتياجاته الأساسية من المعونات والمساعدات التي تقدمها تلك المنظمات، وابعادهم عن الاتجاه إلى الزراعة وتوفير القوت الضروري، وهنا يكمن “بيت القصيد”.
* توزيع مساعدات منتهية الصلاحية لا تصلح للاستخدام الادمي!:
يتعرض الشعب اليمني لأبشع عدوان عالمي هو الاول في تاريخ البشرية من حيث الاجرام والوحشية، لاسيما في ظل تعدد اساليب وادوات الموت، فمنهم من يمت بصواريخ طائرات العدوان الفتاكة، ومنهم من يموت جوعا في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه قوى العدوان وانعدام المواد الغذائية والدواء الضروري، ومن نجا من ذلك وكان من حسن حظه ان يكون ضمن قوائم المستهدفين لبرامج الاغاثة للمنظمات الاجنبية، إلا انه لن ينجو من الاغذية الفاسدة والغير صالحة للاستخدام الادمي والذي تكرر تسليمها بين الفينة والأخرى باسم المساعدات الإنسانية .
وفي سياق ذلك، تكررت الوثائق الدامغة بالصوت والصورة عن ضبط شحنات فاسدة وغير قابلة للاستخدام الادمي والمقدمة من منظمات اغاثة اجنبية، حيث حذر مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية أحمد حامد من تكرار ضبط المواد الغذائية الفاسدة والتالفة التي تم ضبطها في عدد من المحافظات خلال الفترة الماضية تتبع برنامج الأغذية العالمي.
وأكد حامد أن برنامج الأغذية العالمي معني اليوم بالقيام بالتحقيقات اللازمة في الأسباب التي أدت إلى وصول هذه الكميات فاسدة أو مشارفة على الانتهاء ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، واتخاذ الإجراءات التي من شأنها عدم تكرار مثل ذلك، وقال” في وقت يعاني فيه الملايين من أبناء الشعب اليمني من الجوع والفاقة يتم إتلاف كميات كبيرة من المواد الغذائية كان أحق أن يستفيد بها أبناء هذا الشعب”.
ولفت حامد إلى أن هذه الأغذية التي تصل إما فاسدة أو مسوسة أو منتهية هي مساعدات حُسبت على أنها مقدمة للشعب اليمني ولهذا يجب أن تصل إلى مستحقيها وتلفها أو عدم وصولها هو خلل تتحمل المنظمات مسؤوليته.
وأشار إلى أن الجهات المعنية شكلت لجان تحقيق لمراجعة الإجراءات الحكومية في هذا الشأن وسيتم محاسبة أي جهة لم تقم بدورها على أكمل وجه، وعلى المنظمات بدورها العمل بالمثل ومراجعة سياساتها وإجراءاتها في الجمهورية اليمنية لضمان عدم تكرار وصول مواد فاسدة أو منتهية.
وفي النهاية : إن من يشن عليك حرباً شعواء ويقتل الاطفال والنساء ويدمر كل ما له صلة بالحياة من مشاريع مياه وكهرباء ومصانع ومحال تجارية ومستشفيات وأسواق ومزارع وغيرها وهو مستمر في العام الخامس على التوالي لن يكون حريصاً عليك فيما يتعلق بكميات بسيطة من الدقيق والزيت والأرز وغيرها إلا فيما يوصله لهدفه المشؤوم الذي جاءت هذه المنظمات بكلها لتحقيقه وهو إفساد هذا الشعب العظيم وخلخلة صفوفه وصرف اهتمامه عن مواجهة العدوان وإحباط معنويات ابنائه وكسر نفسياتهم واختلاق الفتن وتغذيتها لإيصالنا إلى الخضوع للمحتل والمستعمر بلا كرامة ولا اخلاق ولا استقلال ولا حرية .