الفصائل الفلسطينية تؤكد على تمسكها بحق العودة وضرورة التوحد خلف خيار الجهاد والمقاومة
|| أخبار عربية ودولية ||
شددت الفصائل الفلسطينية على تمسكها بحق العودة والثوابت الوطنية، مطالبين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال للانصياع لقرارات الشرعية الدولية وتطبيق القرار الأممية في العودة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني.
ويستعد الفلسطينيون في الوطن والشتات لإحياء الذكرى الـ71 للنكبة التي تصادف، اليوم الأربعاء، وسط تحضيرات في قطاع غزة للمشاركة في مسيرات “مليونية العودة وكسر الحصار”، ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى المستمرة منذ 30 آذار/مارس من العام الماضي، كما تنظم فعاليات ومسيرات بالضفة الغربية والقدس المحتلتين.
“احتلال باطل”
بدروها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي اليوم الأربعاء، في الذكرى الـ (71 للنكبة) على التمسك بأرض فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها حقاً كاملاً غير منقوص، وبمشروع المقاومة كضمان للتحرير والعودة.
وقالت الحركة خلال بيان لها وصل “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية” نسخة عنه، إن مسيرات العودة تمثل وجها من أوجه النضال المشروع، وقد أسهمت بشكل واضح في تعزيز الوحدة والعمل المشترك، وإن استمرارها وتطويرها لتصبح انتفاضة شاملة مهمة وطنية يجب العمل على تحقيقها.
وطالبت بالمشاركة الشعبية الحاشدة في فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار لتكون رسالة وحدة في مواجهة ما تسمى صفقة ترامب المزعومة.
وشددت الحركة، على قناعتها الراسخة ببطلان وجود هذا الاحتلال وبضرورة مقاومته ومجابهته بكل السُبل والوسائل المتاحة ستبقى الدافع والمحرك لنا بالعمل على ضربه، وعدم السماح له بالاستقرار، معتبرةً انه ومهما كان حجم التضحيات فإنه يبقى هيناً أمام القيام بهذا الواجب والحق الذي لا انفكاك عنه حتى يأذن الله بتحرير أرضنا ومقدساتنا وخلاصها من دنس الاحتلال.
ودعت جماهير شعبنا الفلسطيني للتوحد خلف خيار الجهاد والمقاومة، ونبذ الخلافات، والتصدي للمشاريع الصهيونية والأمريكية الذي تستهدف وجودنا وهوية عالمنا العربي والإسلامي.
وطالبت الحركة، بتوحيد الجهود ورص الصفوف ومضاعفة العمل لمجابهة كل السياسات الهادفة إلى تكريس وجود الاحتلال، عبر تحصين الوعي العام بالحقوق والثوابت الوطنية، والأولويات العليا لشعبنا وقضيتنا، لا سيما في ظل ما نتعرض له من سياسات تضليل هدفها شطب التاريخ وتغيير الجغرافيا وتحوير المفاهيم وقلب الحقائق.
وحيت الحركة جماهير شعبنا الصابر المرابط في فلسطين المحتلة ومخيمات اللجوء والشتات، التحية إلى أرواح شهدائنا الأبطال وإلى أسرانا البواسل والجرحى الميامين، والتحية لجماهير أمتنا وقواها الحية الداعمة لحقنا وثوابتنا والمساندة لمقاومتنا.
“المقاومة خيار استراتيجي”
من جهتها، أكدت حركة “حماس” رفضها القاطع لكل المشاريع الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، أو الانتقاص من حقوق شعبنا الفلسطيني، وفي مقدمتها صفقة القرن.
وحيت “حماس” جماهير شعبنا الصامد في القدس والضفة وغزة وال48 والشتات، داعية إياهم إلى المشاركة الواسعة والفاعلة وبكل قوة في كل فعاليات ذكرى النكبة، وفي مليونية العودة وكسر الحصار.
كما أكدت حق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة التي تعد خياراً استراتيجياً لحماية شعبنا واسترداد حقوقه.
وشددت على أن سلاح المقاومة خط أحمر، ومن حق شعبنا العمل على تطويره، وإن عملية إدارة المقاومة تندرج ضمن عملية إدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي بما يضمن كسر معادلاته، وحماية مصالح شعبنا والدفاع عنه واسترداد حقوقه المسلوبة.
وعبرت حركة حماس، عن رفضها التام لكل أشكال التطبيع السياسي والثقافي والرياضي والتجاري مع الاحتلال، وتعتبره طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وانتهاكا لحقوقه وتشجيعا للعدو لارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق شعبنا ومقدساته.
“حوار فلسطيني شامل”
في السياق، طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قيادة وأحزاب وقوى الشعب الفلسطيني بأن ترتقي لمستوى المهمة والمسؤولية التاريخية المنتصبة أمامها، والتي تتطلب دون تردد الإقدام نحو تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية المبنية على استراتيجية شاملة تحفظ حقوق وأهداف ومقدرات الشعب الثابتة والتاريخية.
وشددت في بيان أصدرته بمناسبة مرور 71 عامًا على ذكرى النكبة الفلسطينية، على أنه ورغم كل الصعوبات السياسية والوطنية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية القاهرة، التي يعيشها داخل الوطن المحتل وفي مواقع اللجوء والشتات، لا يزال الشعب الفلسطيني متمسكًا بأرضه وحقوقه وثوابته.
واعتبرت أن الأولوية يجب أن تكون للحوار والاتفاق الفلسطيني الداخلي وإنهاء فصول من الصراع والانقسام البغيض، الذي يتحمل طرفيه مسؤولية رئيسية فيما وصل إليه واقع الحال الفلسطيني.
ودعت الشعبية لأوسع مشاركة شعبية في الفعاليات والأنشطة الوطنية التي دعت لها اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، والهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، وجعل هذه الذكرى الأليمة عنوانًا لتأكيد وحدة الشعب الفلسطيني وأهدافه الوطنية.
“مرحلة خطيرة”
على الصعيد ذاته، قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، إن شعبنا أكثر إصرارا على التمسك بالثوابت، والحقوق الوطنية المشروعة، وفقا للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها حق العودة، وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعت “فتح”، في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة، شعبنا إلى رص الصفوف والوحدة في هذه المرحلة الخطيرة والمصيرية، مؤكدة أن هذه اللحظة التاريخية والمصيرية تستدعي أن نضع خلافاتنا الداخلية جانبا، وأن نقف موحدين في وجه مؤامرة صفقة “ترمب- نتنياهو التصفووية”.
وطالبت “فتح” أمتنا العربية، جماهير وحكومات، في هذه اللحظة التاريخية، بالتنبه والحذر للمخاطر التي تستهدفها في هذه المرحلة، مشيرة إلى أن “صفقة القرن” ليست خطرا على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة فحسب، وإنما على الأمة العربية جمعاء، لكونها العنوان الجديد للمشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي ولفرض اسرائيل كقوة تتحكم بالمنطقة، ومقدراتها، وثرواتها.
كما دعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حفظ واحترام القانون الدولي، والتصدي للجرائم الإسرائيلية بهذا الشأن، واصرارها على التنكر لمبدأ حل الدولتين، وللحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني، معربة عن استغرابها من صمته حيال ممارسات اسرائيل التوسعية، واصدارها للقوانين العنصرية والفاشية، وفي مقدمتها قانون “يهودية الدولة” العنصري، الذي يحصر حق تقرير المصير في فلسطين لليهود وحدهم.
“استعادة الوحدة”
من جانبها، دعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الشعب الفلسطيني، وفصائله، وقواه، إلى اتخاذ الذكرى الـ71 للنكبة مناسبة لاستعادة الوحدة الوطنية وتصعيد المقاومة الشعبية للتصدي لما يسمى ب”صفقة القرن”، والتنبه لخطورة المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمر بها القضية الوطنية وما يتهدد المشروع الوطني من مخاطر محدقة بفعل الممارسات الإسرائيلية.
وقالت المبادرة في بيان لها ” تأتي الذكرى الـ71 للنكبة وشعبنا الفلسطيني يتعرض لهجمة إسرائيلية شرسة تستهدف وجوده، ومستقبله، وقضيته العادلة وعلى رأس ذلك محاولات إسرائيل استبدال فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بمعازل وكانتونات “الأبرتهايد” في حدود مؤقتة، وبناء جدار الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني وتعميق سياسة الحصار والتجويع لشعبنا الفلسطيني “.
وأكدت المبادرة أن إسرائيل لم تأل جهدا ولم تفوت فرصة منذ النكبة عام 48 وحتى يومنا هذا لمواصلة سياسة سلب ونهب وتهويد الأراضي الفلسطينية لفرض الضم والتهويد على الأرض.
وأضافت المبادرة الوطنية الفلسطينية أن الذاكرة الفلسطينية تكاد تزدحم بصنوف الجرائم الإسرائيلية ومنظومة الفصل العنصري “الأبرتهايد” التي أخذت مناحي خطيرة من تدمير للقرى والمدن الفلسطينية وتهجير سكانها وتحويلهم إلى لاجئين مشردين في بقاع الأرض، ونهب الأرض وتغيير طابعها العربي كما هو جار في القدس المحتلة، وسلخ الأغوار عن محيطها الفلسطيني، وضم الكتل الاستيطانية والتنكر لحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قبل واحد وسبعين عاما وما تركه ذلك من آلام مست بشعبنا المهجر في أصقاع الأرض.
وشددت المبادرة الوطنية الفلسطينية على أننا نخوض معركة وجود مع احتلال هو الأطول والأبشع والأكثر عنصرية في التاريخ الحديث، والذي يسعى جاهدا إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها وتحويلهم إلى أقلية تعيش في جزر ومعازل متناثرة بأسوأ مما كان سائدا إبان نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
وأكدت المبادرة الوطنية الفلسطينية أن حق العودة هو حق مقدس ويشكل أولوية من أولويات العمل الوطني وان على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في تطبيق القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين إلى ديارهم، مثلما أن على إسرائيل مسؤولية تاريخية وأخلاقية تترتب عليها جراء تهجيرها حوالي 750,000 مواطن فلسطيني عام 48 واحتلال ما يزيد عن ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية وتدمير 531 تجمعاً سكانياً وطرد وتشريد حوالي 85% من السكان الفلسطينيين حيث تسعى الان لاستكمال مشروعها الاستيطاني بالتخطيط لضم 62% من أراضي الضفة الغربية وعزل القدس.
وتوجهت المبادرة في هذه المناسبة بالتحية إلى جماهير الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج لتضحياتهم العظيمة خاصة عائلات الشهداء والأسرى والجرحى مؤكدة ضرورة التمسك بروح التفاؤل والثقة بالنفس وبنهج الوحدة الوطنية والمقاومة الذي يمثل مدخلا لا بديل عنه لاستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية.
“المقاومة حق فلسطيني”
على الصعيد ذاته، أكدت كتائب شهداء الأقصى جيش العاصفة الذراع العسكري لحركة فتح، أن نكبة فلسطين التي تتصادف ذكراها الـ71 اليوم الأربعاء، لن تتكرر ولن ينعم الاحتلال بالأمن والأمان إلا باسترجاع كافة حقوقنا المسلوبة.
وشددت الكتائب في بيان وصل “وكالة فلسطين اليوم الاخبارية” نسخة عنه، أن من حق شعبنا الفلسطيني في كل مكان مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكافة الوسائل المتاحة.
وقالت: “إن صفقة العار “صفقة القرن” لن تولد وستموت إن ولدت لان شعبنا أكبر من أي مؤامرة والتاريخ يشهد على ذلك.
وأشارت الكتائب إلى أن الانقسام الفلسطيني يشكل مصدر هدم لآمال وتطلعات شعبنا، مبينة أن إنهاء الانقسام ضرورة وطنية وأخلاقية، داعية الجميع للالتفاف لمواجهته وتحقيق الوحدة التي تشكل مصدر عزتنا وقوتنا.
ومن المقرر أن تنطلق، الأربعاء بغزة، مسيرة “مليونية الأرض والعودة” دعت لها فصائل فلسطينية، إحياء لذكرى الـ 71 للنكبة الفلسطينية.
ويطلق الفلسطينيون مصطلح “النكبة” على عملية تهجيرهم من أراضيهم على يد “عصابات صهيونية مسلحة” عام 1948، ويحيونها في 15 مايو/أيار من كل عام.