حوار مع السلاح
|| أدب وشعر || زكريا الهادي
قلي سلاحي يوم جيته في خجل
نفسي بكلمه واحدة لو به مجال
فقلت له يالله تكلم في عجل
ما فايدة كثر المجابر والجدال
قلي انا ضايق وصاحبني الملل
يوم إن غيري مفتهن في خير حال
جاوبت باستغراب ويش اللي حصل
وانا الذي بازيك يا ولد الحلال
ادهونك وا امسحك وادي قبل
واحضونك جيزاك من جيز العيال
واخاف يوصل لك نداوه أو بلل
ومن الشموس اهربك بين الضلال
وفرت لك من كلما تشتي دبل
وشريت لك من كل شي فاخر وعال
واقسم لك اني كفو ما عندي خلل
لا ابوك مثلي لا ولا عمك وخال
قال انت نشمي وأشهد إن مثلك جمل
كافي ووافي بس عندي لك سؤال
ما اشتيش أحد يسمع كلامي يا بطل
با اشاورك في اذنك فجي وأقرب تعال
الكفو في الجبهة فكن بطل خبل
وما بندق إلا في ميادين القتال
كم لي بمعلاقي مقيد معتقل
والبطن خاوي ما عرف طلقة حلال
ما اشتيش انا برك وسمنك والعسل
اشبع بهم فانا نويت الارتحال
با اكل من البارود في سفح الجبل
واشرب سراب من الصحاري والرمال
ما بندق إلا صوتها يشفي العلل
ولا انت رجال انطلق بين الرجال
با أودعك وارحل كفى ما قد حصل
يكفي تخاذل جاروا أصحاب العقال
وإذا بقي حالك كذا تجني الفشل
تبقى مكانك لا يمين ولا شمال
وبيننا والله لا نطلع زحل
وانته مفحط قبل خولان الطيال
ما به سوى تحمل سلاحك والعمل
واسري مع الله ذي عليه الاتكال
يا نصر يا استشهاد ما فيها بدل
كلمة وقطف لا عد اسمع لك مقال
ولا انت مؤمن جاك قدامك هبل
يالله تحرك ضيفتك ما هي حِلال
والله صدمني صاب لساني الشلل
لأن الحقائق تفحمك وقت الجدال
صحيح جسمي قش والقلب ارتقل
لكن لقيت الحق ما منه مجال
فقلت بسم الله لا الحال اشتكل
فأنت حلال العقد يا ذا الجلال
با اسري وحبل الله ما يوم انفصل
لو يعلنوا مليون قسمة وانفصال
وفاز من هو في سبيل الله رحل
يوم العرب للغرب قد شدو الرحال
وما دام وان الموت في الدنيا أجل
با استثمره والعيش بالذله محال
لو قطعوا جسمي ويتحول وصل
لا بد لا مكه نعيد الإتصال
يالله طلبتك تغفر اليوم الزلل
وتغفر اللي جثمت فوقي ثقال
فانا نويت أرحل معك مهما حصل
يما حياة بعز أو نصبح زوال