العلاقة “الإسرائيلية” الخليجية تسلك طريقها الى العلن
لم تعد “إسرائيل” هي العدو الأول في نظر الانظمة الخليجية ، بل صارت الصديق الحميم الذي استطاع ان يجعل ايران والانظمة والجماعات المعادية “لإسرائيل” والرافضة لقوى الاستكبار العالمي هي العدو المشترك الذي يجب مواجهته ، وصارت القضية الفلسطينية مجرد عناوين فارغة في الصحف والمجلات ، وكان من نتائج ذلك ان انتقلت العلاقة من السر الى العلن بين العدو الإسرائيلي والدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والامارات بعد ان سارعت قطر في اعلان علاقتها مع العدو الإسرائيلي.
وعلى صعيد العلاقة بين العدو الإسرائيلي والنظام السعودي فقد تجلت بوضوح بعد إن كشف العدو الإسرائيلي عن لقاء جديد بين أحد أعضاء العائلة الحاكمة وهو الجنرال السابق “تركي الفيصل” ومسؤول الاستخبارات السابق “يائير لابيد” رئيس حزب “هناك مستقبل” الإسرائيلي ، وجاء اللقاء بعد أن اجتمع الجنرال السعودي المتقاعد “أنور عشقي” مع مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية “دوري غولد” في ندرة سياسية بواشنطن ، وما تلاها من مقابلة مثيرة قام بها “عشقي” مع أحدى القنوات الإسرائيلية ، وكشفت وقتها عن مدى التقارب السعودي ـ الإسرائيلي ، حين وصف “عشقي” رئيس وزراء العدو الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” بـ “الرجل القوي والواقعي.
يأتي ذلك بالتزامن مع ما عزمت عليه الامارات بالمضي قدماً على ذلك النهج واعلان علاقتها المستترة مع العدو الإسرائيلي بعد ان كان التواصل يتم سراً والذي تجلى بمشاركة رئيس كيان العدو الإسرائيلي السابق “شيمون بيريز” في افتتاح مؤتمر أمني انعقد في مدينة أبوظبي في بداية نوفمبر 2013، بحضور 29 من وزراء خارجية الدولة العربية والإسلامية.
كشف الامارات الستار عن تلك العلاقة من خلال اعلان العدو الإسرائيلي عن افتتاح أول تمثيلية دبلوماسية له في العاصمة الإماراتية أبوظبي بشكل رسمي ومعلن خلال الأسابيع القادمة الذي جاء بحسب ما نقلته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن مسئول إسرائيلي بارز تأكيده بأن بلاده ستفتح خلال الأسابيع المقبلة أول تمثيلية دبلوماسية لها في العاصمة الإماراتية أبوظبي بشكل رسمي ومعلن.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن مدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية “دوري غولد” قد زار أبوظبي يوم الثلاثاء الماضي للمشاركة في الاجتماع نصف السنوي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة التابعة للأمم المتحدة (IRENA)، والتي يقع مقرها في العاصمة الإماراتية.
وأوضحت “هآرتس” أن الاجتماع كان مخصصا لمناقشة الأنشطة المستقبلية للوكالة وميزانياتها، لكن المهمة الرئيسية لزيارة “غولد” كانت إنهاء إجراءات افتتاح الممثلية الدبلوماسية الإسرائيلية في أبوظبي ، واضافت انه خلال الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام التقى “غولد” بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “عدنان أمين”؛ حيث بحث معه مسألة افتتاح الممثلية الدبلوماسية الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي آخر أنه تم اختيار الدبلوماسي “رامي هاتان” لترأس البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في أبوظبي ، لافتا إلى أن الأخير سيغادر إلى الإمارات في المستقبل القريب ، وأضاف المسئول أنه تم اختيار مكان الممثلية الإسرائيلية في أبوظبي، وجار تجهيزه قبل الافتتاح الرسمي.
كما نوهت الصحيفة إلى أن وزير البنى التحتية الإسرائيلي عوزي لانداو شارك في يناير 2010، في مؤتمر الوكالة في أبو ظبي ، وكان أول وزير إسرائيلي يزور الإمارات، وبعد شهر من زيارته اغتيل القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في فندق في دبي ، واتهم جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد بالضلوع في الجريمة، الأمر الذي تسبّب في توتير العلاقات بين البلدين، ولكن حدة هذه التوترات تراجعت مؤخرًا، وخاصة بعد وصول الوزير الاسرائيلي سلفان شالوم في أواخر عام 2014 ومشاركته في اجتماع للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، حيث التقى أيضاً عددًا من الوزراء العرب.