هل يحارب الإرهاب من يصنع الإرهاب ؟!
بقلم / عبد العزيز البغدادي
بعد أن قفز الى السطح تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية الذي يختصر في (داعش )ليظهر بصورة تبدوا عند البعض مفاجأة في أجزاء من أراضي العراق ثم امتد ليستولي على أجزاء واسعة في سوريا وظهرت له إمكانيات كبيرة في المعدات والأموال بل وسيطر على آبار نفط مهمة وأخذ يهرب النفط العراقي بأسعار زهيدة الى تركيا ويبيعه بيع السارق كما يقال في المثل اليمني وتركيا بلاشك من خلال عملها هذا شريك داعش في سرقة نفط العراق وبالتالي فإنها بهذا العمل وحده تعتبر شريك داعش في كل عملياتها الإرهابية ،
وكمحاولة لقطع الطريق على أي حرب جادة ضد داعش من قبل الحكومة العراقية بعد أن عقدت العزم على ذلك مدعومة من إيران فقد قامت الإدارة الأمريكية بتشكيل ما أسمته بالتحالف لمحاربة داعش يضم في تكوينه الدول الداعمة لداعش منها السعودية وتركيا ليكون هذا التحالف في حقيقته تحالف دعم داعش ومساعدتها والدفاع عنها أي التحالف لمساندة الإرهاب وهذا التحالف لا يختلف في هدفه عن التحالف الصهيوني الأمريكي المسمى بالتحالف العربي للعدوان على اليمن باسم الدفاع عن الشرعية ويختلف عنه من حيث خساسة الحبكة وعمق الخبث الذي بدى واضحاً في التحالف ضد اليمن بصورة لم يسبق لها مثيل في مستوى الخسة والإجرام القاسم المشترك بينهما أن المعلن شيء والمضمر شيء آخر وكلاهما كشفا ملمح من ملامح النفاق ولا نبالغ إذا قلنا بأن الحرب الأمريكية باسم التحالف السعودي على اليمن جاءت نتيجة إدراك الأمريكيين بأن اليمنيين وخاصة بعد 21 سبتمبر قد عقدوا العزم فعلاً على الحرب ضد الإرهاب وضد الفساد أو هذا بدى للأمريكيين ما يعني بداية انكشاف المشروع الأمريكي في صنع الإرهاب كمشروع !!!!،
وفي سوريا كانت الضربات الروسية الحقيقية ضد داعش ضمن العوامل المهمة التي كشفت أكذوبة الحرب الأمريكية الأوربية ضد الإرهاب ببساطة لأن أمريكا وبعض دول أوروبا هي صانعة الإرهاب وراعيته ومن غير المنطقي أن يكون من يصنع الإرهاب هو نفسه من يحاربه مالم يكن مستثمراً للحرب على الإرهاب مثلما كان مستثمراً لصناعته!! ،
ومن علامات مصداقية هذا الإستنتاج الذي ذهبنا اليه أن تركيا العضو في حلف الناتو والعضو شبه الكامل في الإتحاد الأوربي تعد من أكبر وأخطر الداعمين للجماعات الإرهابية والمسلحة التي تتخذ من تركيا منطلقا لها الى سوريا واليمن والعراق بعد تجميعهم من كل أنحاء العالم وتدريبهم بدعم وتمويل السعودية وقطر والإمارات ودول خليجية أخرى و تركيا حليف لأمريكا ولأوروبا وترتبط بالكيان الصهيوني بعلاقات قوية ومن ثم فإن هذا الدعم والتدريب إنما تقوم به ضمن دورها في الحلف !!،
أما حديث بعض المسؤولين الأمريكيين والأوربيين عن أن هناك تمايز بين مواقف بلدانهم ومواقف السعودية وقطر حول ترتيب أولويات محاربة الإرهاب وقناعتها بأن الحلول السياسية في البلدان التي يصدر اليها الإرهاب ويغذى وفق خطط أمريكية وغربية وتركية وتمويل السعودية وغيرها من دول الخليج هو الخيار الأفضل فهذا ليس سوى من باب ذر الرماد في العيون عن كون أمريكا بتعاون أوربي هي صاحبة القرار أما السعودية وغيرها من عربان الخليج فليست سوى كيانات تابعة للسياسات الأمريكية والصهيونية وهي مجرد صناديق تمويل لمشاريعه التدميرية القذرة في المنطقة ، وعلى سبيل المثال كثيراً مانسمع من مسؤولين أو متحدثين رسميين أمريكيين بأن الولايات المتحدة ترى أن الحل السياسي في اليمن هو الخيار الممكن التحقيق وأنها أي هذه الدول التي تسير سياستها الخارجية لغة النفاق والأكاذيب فهي تصرح بأنها تقف ضد الإعتداء على اليمن وأن ماتقوم به السعودية غير مشروع وفي الوقت عينه تعقد الإدارة الأمريكية مع آل سعود المعتدين على كل القيم الإنسانية صفقة سلاح لتوريد قنابل لقتل أطفال اليمن توصف بالذكاء فقط بمليار ومئتي مليون دولار أمريكي !!! ، أما وزير خارجية بريطانيا حمامة السلام في الشرق الأوسط فيصرح بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر بأن بلاده تطالب بالتحقيق حول ارتكاب جرائم ضد الإنسانية من قبل السعودية وفي رده لنفي وزير الخارجية السعودي المسخ ارتكاب السعودية جرائم ضد الإنسانية في اليمن قال الوزير البريطاني : لايكفي مجرد النفي بل لابد من تحقيق دولي محايد ثم ينتهي الحد عند التصريح الذي يثير العجب !! ، هذا تصريح ورغم أنه جاء متأخر جداً فإن حصوله ولو متأخراً خيراً من عدم حصوله ولكن ماهي الخطوات العملية نحو تحقيق دولي محايد !!، وهل يعقل أن بريطانيا وأمريكا الداعمتان للكيان السعودي منذ إنشائه وفق رغبة وهندسة بريطانية ماكرة وخبيثة وهي ذات الرغبة والهندسة التي أنشأت الكيان الصهيوني في فلسطين هل يعقل أن هاتين الدولتين لا تعلما بما تقوم به السعودية من عدوان قذر طال كل بنيته التحتية المدنية قبل العسكرية بل واستهدف منذ لحظته الأولى كل ما يمت للحياة الإنسانية والحيوانية والنباتية بصلة وهل تريد بريطانيا وأمريكا وفرنسا أن نصدق بأن هناك دولة إسمها السعودية يمكنها أن تفعل باليمن مافعلته لولا توجيه ورعاية وحماية هذه الدول ولولا الحصار المضروب على اليمن منذ بدء العدوان ؟؟!!،
إن هذه الدول تعرف حقيقة من هي اليمن وأن مايتم ليس سوى عدوان أمريكي أوروبي صهيوني يضاف اليها عدد من الدول العربية والإسلامية العميلة لها وليست السعودية سوى العنوان الأبرز في العدوان وهذا الوضع يعكس مدى بجاحة ووقاحة آل سعود وفي الوقت نفسه يعكس مدى إحتقار أمريكا وأوروبا للسعودية ودول الخليج لأنهم يروا أن حرب بهذا المستوى من القذارة لا تقوم بها إلا أنظمة بنفس المستوى ليس لأنهم أقل منها قذارة وإنما لأن شعوبها لن تقبل شن حرب من بلدانها أو باسمها مباشرة على هذا المستوى من القذارة ضد بلد أعزل ومحاصر وممنوع ليس فقط من استيراد السلاح كي لايدافع عن نفسه بل وممنوع عنه الطعام والشراب والدواء كي يقتل من يسلم من نيران أسلحتهم الذكية والغبية المتطورة وحين أقول إن الشعب اليمني أعزل أقصد أعزل عن الأسلحة الحديثة ًالفتاكة التي وفرتها وتوفرها أمريكا وبريطانيا وفرنسا لإمبراطورية المال المسمى بالمال السعودي والخليجي !!!!، ولكن ومع كل هذا فقد أثبت اليمنيون أنهم بعون من الله أقوى من هؤلاء جميعاً !!!!!!!!!!..